تعز العز

حكايات السجون: الطفل محمد عصام الفرج.. 10 أشهر بين التعذيب والتنكيل بغياهب زنازين المباحث السعودية

في زنزانة ضيقة جداً، يُعذّب ابن السادسة عشر ربيعاً.. يُضرب، يُصفع، ويُداس بأحذية عسكرية، وتُمارس بحقه أقسى صنوف التعذيب والإهانة، ويُصاب بمشاكل نفسية ومعضلات صحية، لا لجرم ارتكبه، أو ذنب اقترفه، غير أنه من أبناء “القطيف والأحساء”، هذه البقعة الجغرافية في شبه الجزيرة العربية، يُظلم أهلها وينكّل بأبنائها من قبل السلطات السعودية، التي تمارس شتّى صنوف التمييز والاضطهاد الطائفي والممارسات غير الإنسانية التي تنافي جميع قيم الشرع والدين والمواثيق الدولية.

في فصل من أساطير التعذيب السلطوية لأبناء القطيف، يُروى عن طفل خرج للتنزه مع رفاقه وزيارة قبر النبي محمد “ص”، فانقضّت عليه عناصر فرق الطوارئ السعودية واعتقلته وأرعبته، بقوة السلاح والعربات المصفحة وغيّبته عن ذويه منذ قرابة عشرة أشهر حين كان لا يزال في الخامسة عشر من عمره، تعرّض حينها للترويع بكل أشكاله، إنه الطفل المعتقل محمد عصام الفرج،،،

على مدى 68 يوماً، وضع الطفل المعتقل محمد عصام الفرج في زنزانة إنفرادية، ووقعت عليه عذابات ونكّل بجسده النحيل على يدي عناصر جهاز المباحث سيء السمعة، فيما حُرمت عائلته من معرفة مصيره أو التواصل معه إلا بعد خروجه من الحبس الإنفرادي، أي بعد قرابة شهرين وسبعة أيام من الاعتقال، بحسب ما يروي مصدر خاص لـ”مرآة الجزيرة”. يوم السبت 29 يوليو 2017م، خرج محمد الفرج (25 فبراير 2002م)، من منزله الكائن في بلدة العوامية مع رفاقه، وتوجه إلى المدينة المنورة لزيارة “الرسول الأكرم محمد ص”، مستقلاً إحدى حافلات “الباصات” الرحلات الداخلية التي مرّت على عدة نقاط تفتيش على الطريق البري الطويل بين العوامية والمدينة، ولم يتم توقيفه أو التعرض له من قبل حواجز التفتيش، يؤكد المصدر،

مشيراً إلى أن رحلة محمد ورفاقه كانت في اليوم الثاني من أيام عيد الفطر المبارك، وبعد إتمامه للزيارة وتحديداً في اليوم الثالث من وصولهم إلى المدينة، وأثناء وجوده مع مجموعة من الشبان في سيارة أجرة عند العاشرة مساء وبعد خروجهم من إحدى صالات البلياردو في المدينة، تفاجأوا بقوات الأمن وقد ملأت الشارع وأوقفت سيارة الأجرة التي كانوا يستقلونها، ووجهت العناصر العسكرية الأسلحة ناحية رؤوسهم في مشهدية ترهيبية اعتادتها عساكر السلطات السعودية التي عمدت إلى اعتقالهم جميعاً. يقول المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، خوفاً من الملاحقة الأمنية، إن عملية الاعتقال قيّدت نحو 8 شبان بقوة السلاح وبطريقة عشوائية، من دون سؤالهم عن هويتهم ولا فرزهم في حال كان أحدهم مطلوباً علماً بأنهم جميعاً قد مروا بعدد كبير من نقاط التفتيش الأمنية، مشيراً إلى أنه تم اقتيادهم بصورة مباشرة إلى مباحث المدينة المنورة.

ويضيف المصدر أن محمد تواصل مع عائلته في اليوم الثاني من اعتقاله، ليخبر ذويه بأنه موجود في مباحث المدينة وعندما أخبرهم كان يبكي وعبّر صوته عن حالة الخوف والرعب التي يعيشها، وأخبر ذويه بأنه لا يعلم سبب احتجازه. حبوب مخدرة وزنزانة إنفرادية بعد 5 أيام قضاها الطفل محمد عصام الفرج في توقيف مباحث المدينة، تم نقله إلى مباحث الدمام التي زجته بزنزانة إنفرادية وباشرت باخضاعه لشتى صنوف التعذيب البشعة الممارسة في سجون المباحث السعودية سيئة الصيت التي لا تفرق بين طفل وغيره ولا امرأة أو رجل.

يرسم المصدر مشهدية التعذيب التي وقعت على جسد الطفل الفرج: تعرّض للضرب والصفع والركل والدوس على قدميه ولكمه  وضربه بحذاء عسكري ترك آثاره وكدماته على على أنحاء متفرقة من جسد محمد، فالطفل الذي لا يعلم لماذا وضع في زنزانة إنفرادية ولماذا حرم من الحرية، يتلقى صفعات رجال المباحث القاسية والمؤلمة ودون أي اعتبار لسنوات طفولته أو أية أخلاق ومشاعر إنسانية.

حرم الطفل محمد الفرج من الجلوس لساعات وأيام طوال في الغرفة الضيقة والتي تشتد برودتها في الشتاء وترتفع حرارتها في الصيف، ليكواجه عذاباً من نوع أقسى وباعث على الألم بشكل أكبر لإمضائه ساعات الليل والنهار واقفاً على رجليه دون حركة. يعلق المصدر: “إن العقاب الذي يمكن أن يميت رجلاً كبيراً ولا يحتمله الإنسان، جعل الطفل محمد في حالة نفسية صعبة وأصبح يعاني من أمراض منها ضغط الدم رغم ضغر سنه، والصداع المزمن نتيجة عدم تدفق الدم بالشكل الكافي للرأس بسبب كثرة الوقوف العقابي وحرمانه من الجلوس، ما ولّد له أزمات نفسية وجسدية حادة.

عُرض الطفل محمد عصام الفرج على طبيب من قبل المباحث إلا أنه لم يصدر بحالته وثيقة طبية، وعلى الرغم من سوء وضعه الصحي تم علاجه عبر بعض حبوب المخدر التي تساعده على النوم فقط، وهي أدوية تستخدم في المصحات النفسية ومراكز علاج الإدمان لعلاج المدمنين باستعمالها كبديل، ما شكل انتهاكاً وتعذيباً مضاعفاً للمعتقل وانتهاكاً لحقوقه، ويشير المصدر إلى أن الطفل توقف عن تناول تلك الحبوب بعد التحذير من تناولها من قبل ذويه. وبموازاة التعذيب الذي ناله محمد في المعتقل، فإن السلطات مارست انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية حيث حرمته من استكمال دراسته، حيث يروي المصدر أنه بعد إعلام ذويه بمكان اعتقاله ومع بدء الموسم الدراسي بدأت العائلة بالبحث عن سبل استكمال الدراسة فأحضرت شهادته الدراسية وسلمتها إلى المباحث الذين عمدوا إلى المماطلة والتأجيل وإضاعة الأوراق غير مرة، ما تسبب بحرمانه من الانتساب بالمرحلة الأولى من الفصل الدراسي، ولكن مع بدء الاختبار الأول قبلت أوراقه، وتم تسليمه الكتب قبل ثلاثة أيام من الاختبارات التي تقدم بها محمد ولكن كان للتعذيب والتنكيل والحرمان انعكاس على أدائه الدراسي, وبعد مماطلات المباحث ورغم قسوة الوضع الذي يعيشه محمد فقد أنهى المرحلة المتوسطة أثناء اعتقاله.

على أبواب اختتام الشهر العاشر من الاعتقال، لايزال محمد الفرج محروم من معرفة سبب اعتقاله، ولم يتم تحديد موعد لمحاكمته أو جلسة لمعرفة مصيره، كما أن سلطات المباحث تحظر عليه توكيل محام، في مشهدية تفرز حقداً وانتقاماً من الطفل والعائلة دون ذنب اقترفه أو فعل يستحق المحاسبة فضلاً عن السجن والتعذيب والعقاب، الأمر الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق والشرعات الحقوقية التي تكفلها النصوص القانونية الدولية.

 

 

 

 

 

 

#اغتصاب_فتاة_في_الخوخة

 

#انفروا_خفافا_وثقالا

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا