تعز العز

 “السعودية” تستعين بقوّات القبعات الخضراء  الأمريكية لعجزها عن التصدي لزحف و صواريخ الجيش اليمني 

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن دخول قوّات أمريكيّة خاصّة إلى “السعودية”، بطلب مزمن ومُلحّ من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مهمّتها حماية أمن وحدود “السعودية” من الصواريخ اليمنيّة والتنسيق الإستخباراتي مع الرياض جنوب البلاد. صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكيّة، قالت في تقرير لها بعنوان ” قوات الجيش الخاصّة تساعد السعوديين لمكافحة التهديد اليمني” أن وحدة من القوات الخاصّة الأمريكيّة التي تُدعى “القبّعات الخضراء”، انتشرت نهاية 2017 على الحدود “السعودية” مع اليمن لمساعدة الرياض، في ديسمبر/ كانون الأول 2017، أي بعد أسابيع من إطلاق صاروخاً باليستياً من اليمن إلى العاصمة الرياض استهدف مطار المدينة الدولي وبحسب الصحيفة عدد “القبعات الخضراء” حاليا 12، وهي وحدات تابعة للكوماندوز الأمريكي. وخلافاً لما نشره الجيش السعودي وقتئذ، أنه تمكّن من اعتراض الصاروخ، تقول الصحيفة بناءً على تحليل بعض الصور ومقاطع الفيديو المعنية بالحادثة أن هذه الإدعاءات غير صحيحة، مشيرةً إلى أن إلحاح محمد بن سلمان على الولايات المتحدة لإرسال قواتها إلى “السعودية” يؤكد أن الرياض لا تستطيع مواجهة التهديد اليمني والتصدّي له. ويضيف ستة من المسؤولين في الجيش الأمريكي وإدارة ترامب أن القوات الخاصة الأمريكية تدرّب قوات برية سعودية لتأمين حدودها، كما أنهم يعملون بشكل وثيق مع محللي الاستخبارات الأمريكية في نجران للمساعدة في تحديد مواقع مواقع أنصار الله داخل اليمن. وتنتشر القوات الأمريكية على طول الحدود السعودية – اليمنيّة، حيث يستخدم الأميركيون طائرات مراقبة لجمع إشارات إلكترونية تتعقب أسلحة ومواقع أنصار الله، بحسب المسؤولين الذين رفضوا الكشف عن هويتهم نظراً لسريّة الموضوع. ولفتت الصحيفة إلى تخوّف مجلس الشيوخ الأمريكي من دخول الولايات المتحدة بحرب مباشرة مع أنصار الله، إذ ضغط أعضاء مجلس الشيوخ على مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) خلال اجتماع في الكابيتول هيل في مارس، على دور الجيش بالعدوان الذي تقوده “السعودية” في اليمن، مطالبين بمعرفة ما إذا كانت القوات الأمريكية معرّضة لخطر الدخول في مواجهات مباشرة مع أنصار الله وعليه أخبر مسؤولو البنتاغون أعضاء مجلس الشيوخ بالتالي:”إن القوّات الأمريكيّة المتمركزة في [السعودية] قدمت استشارات فقط داخل حدود المملكة وركزت في الغالب على الدفاع على الحدود”. وبحسب الصحيفة قال الجنرال “جوزيف إل. فوتيل”، رئيس القيادة المركزية الأمريكيّة، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في 13 مارس الفائت: “يؤذن لنا بمساعدة السعوديين في الدفاع عن حدودهم”، وأضاف “إننا نقوم بذلك من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية، من خلال الدعم اللوجستي” ومن خلال المشورة العسكرية التي نقدمها لهم. وفي 17 أبريل/ نيسان ، أبلغ “روبرت س. كارم”، مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي، لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أن الولايات المتحدة لديها نحو 50 عسكريًا في “السعودية”، يساعدون بشكل كبير على حماية البلاد من خطر الصواريخ الباليستية وفقاً “لنيويورك تايمز”. متابعون علّقوا على دخول القوّات العسكرية الأمريكيّة إلى الأراضي السعودية لحماية حدودها، بالقول إن إرسال تلك القوات يتناقض مع تصريحات البنتاغون، الذي أكد أن المساعدة العسكرية للحملة التي تقودها “السعودية” في اليمن، تقتصر على “الدعم اللوجيستي” هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن مجرد دخول القوات الأمريكية إلى “السعودية” يعني ذلك أن الولايات المتحدة هي من تدير الملف العسكري للرياض وأن الأخيرة تُدار عسكرياً من قبل البنتاغون وأمنياً من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي ايه. ويشار إلى أن “السعودية” تشن عدواناً ضارياً على اليمن شبيه بحرب إبادة، منذ أكثر من ثلاث سنوات تستهدف فيه التجمَعات المدنية بصورة متواصلة وتدمّر المنشآت السكنية والممتلكات العامة، وتعطّل أعمال المؤسسات الصحية والتعليمية والاقتصادية، فضلاً عن الحصار الذي يهدد حياة الملايين من المدنيين بالموت ويتسبّب بأكبر أزمة مجاعة منذ عقود، ووفقاً لتقرير صدر مؤخراّ عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في اليمن، استشهد أكثر من 6300 شخص وجُرح أكثر من 9,900 آخرون فيما رجّح المكتب أن يتخطّى مجموع عدد الضحايا الذين سقطوا، بما فيهم المقاتلين والحالات غير المؤكّدة، هذا الرقم بكثير.