تعز العز

دول الخليج إلى الطلاق البائن مع فلسطين

بقياس الاهتمام العالمي الكبير لما جرى في غزة وسقوط ما يقرب من 60 شهيدا في ذروة مسيرات العودة الكبرى التي تزامنت مع احتفالات الكيان الصهيوني بنقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس، واحجام دول عن نقل سفارتها إلى القدس بعد الأحداث الأحد الماضي، ثمة فتور عربي غريب، وباستثناء اليمن التي خرج شعبها الاثنين في مسيرة حاشدة نددت بالجرائم الصهيونية وأكدت على عروبة القدس، ووقوف اليمن رغم محنته والعدوان عليه إلى جانب الشعب الفلسطيني.

 

فقد عم العواصم العربية صمت القبور رسميا وشعبيا، وهو ما فسره الكاتب والمفكر عبد الملك العجري بكون الأمة العربية تعيش وضع استلاب فكري، والذي لم يستبعد أن يحمل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قريبا ملف القضية الإسرائيلية إلى الجامعة العربية بدلا عن القضية الفلسطينية وسيخرج البيان الختامي بالتأكيد على حق “إسرائيل” التاريخي في فلسطين وإدانة الإرهاب الفلسطيني وفق تغريدة له على تويتر.

 

وهي رؤية لها في الحقيقة ما يبررها  ففي مفارقة لافتة وعقب أحداث مسيرة العودة الكبرى المتزامنة معن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس صب الإعلام الصهيوني والإعلام الخليجي سويا جام غضبهما على الفلسطينيين الذين عكروا صفوا الاحتفالات الإسرائيلية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وبحسب الصحافة الإسرائيلية التي قالت  إن الفلسطينيين نجحوا في حرف اهتمام العالم من القدس حيث كانت تجرى احتفالات نقل السفارة الأمريكية إلى غزة حيث عشرات الآلاف من الفلسطينيين يقتحمون السياج العازل باتجاه الأراضي المسلوبة منهم في عام 48م.

 

ووصف الإعلام الصهيوني تقديم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس من يونيو القادم إلى موعد يسبق احتفالات الكيان بسيطرته على فلسطين كان توقيتا سيئا للغاية وحظا عاثرا، واستغلها الفلسطينيون ليقدموا موعد مسيرات العودة يوما واحد وينجحون في مسعاهم حيث التفت العالم إلى ما يجري في غزة وتجاهل ما يجري في القدس، وأضحت الدول التي كانت ترغب بنقل سفاراتها إلى القدس أكثر ترددا فيما ألغت أخرى الفكرة تماما.

 

والإعلام الخليجي اعتبر هو الآخر أن الفلسطينيين يسفكون الدماء ليلفتوا أنظار العالم اليهم، وهم من يرفضون الفرصة تلو الأخرى لتحقيق السلام، بل ومضت بعيدا حيث انتشرت في السعودية هشتاقات تدعو على الفلسطينيين بالهلاك بزعم سفك الدم المحرم وإحراق علم السعودية وتروج لها وسائل إعلام السلطة، وتحميل إيران المسئولية عما يجري في غزة، وقالت عن إيران أنها أعطت تعليماتها لعملائها في غزة بعمل انتفاضة جديدة تحت مسمى العودة، وأعطت تعليمات لعملائها في اليمن بالقصف على السعودية وفق ما أدلى به عبد الحميد الحكيم رئيس مركز دراسات سعودي.

 

السعودية والإمارات والبحرين سارعت إلى تبني اللائحة الأمريكية بإدراج السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله وقادة مقاومين ضمن لائحتها الخليجية لداعمي الإرهاب، وهو ما عدته دوائر صهيونية لحظة تأسيسية للعمل المشترك ضد ما سمته الإرهاب الفلسطيني المدعوم من إيران.

 

وفي السياق كتب عبد الباري عطوان رئيس تحرير جريدة راي اليوم الالكترونية قائلا: لولا الدم الفلسطيني لشاهدنا قادة عرب وخليجيين يحتفلون جنبا إلى جنب مع الأمريكيين والإسرائيليين بنقل السفارة الأحد الماضي، وهذا ربما يفسر امتعاضهم تجاه ما جرى في غزة التي حالت بينهم وبين مرادهم.

 

على خجل تمضي التحركات التركية لعقد قمة إسلامية من أجل القدس، السفير الصهيوني في تركيا ذهب وعاد مرات، وتحول إلى ترمومتر تركي لامتصاص الغضب، وفي موازاتها دعوة سعودية لعقد اجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية العربية، فيما يبدو أنها مناكفة بين الطرفين التركي والسعودي، فإن المتابع لارتدادات ما جرى في القدس والتي تستلب هويتها  العربية والإسلامية بقرار أمريكي واضح، لم يحرك الشارع العربي والأنظمة التي أسقطت فلسطين والدم المسفوك فيها منذ الأحد الماضي آخر قناع كانت تتلطى به باسم القومية والعروبة، وظهرت على حقيقتها صهيونية ترامبية تفاوض الفلسطينيين ليصمتوا ويقبلوا بصفقة القرن وأبو ديس بدلا عن القدس.

 

وبحسب الأنباء فإن القاهرة رفضت استقبال جرحى فلسطينيين لنقلهم إلى المشافي التركية للعلاج، ومنعت هبوط طائرة تركية لنقلهم، وهي عرضت على الفلسطينيين إلغاء مسيرات العودة الأحد الماضي مقابل فتح معبر رفح.

 

وباستثناء اليمن التي تلاقى فيها المستوى الرسمي مع الإرادة الشعبية في الوقوف إلى جانب فلسطين، وقوى عربية مبعثرة هنا وهناك، فالسؤال هل وضعت فلسطين قدمها على سرج الانتصار بعد أن تخففت من المنافقين والمتصهينين العرب، وسقط اخر قناع عن وجوههم بعد انتظار سبعين عاما.

 

 

 

إبراهيم الوادعي

 

 

 

 #يد_تحمي_ويد_تبني

#انفروا_خفافا_وثقالا

 

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا