تعز العز

🖊 أين الملايين!  

 

بدأت الموضوع بسؤال، وفي البحوث العلمية والفلسفية؛ يكون السؤال هو المدخل للمعرفة، ولكي لا نبتعد كثيرًا عن الملايين، لابُدَّ من معرفة الحيثيات المنتجة للملايين…وسأتحدث هُنا عن ملايين عفاش، والإصلاح، وأنصار الله.ثم أقيِّم كل واحدٍ منهم على انفراد، وبكل صراحةٍ وإنصاف!

 

 

أولاً ملايين عفاش:

 

كان عفاش يحشد الملايين في عهده، وفيما بعد 2011 وكان آخر حشدٍ مليوني له في أغسطس..وفي حشوده يأتي الناس لأسبابٍ كثيرة، من تلك الأسباب المال أو الوظيفة أو الحزبية أو الفضول أو المحبة، وجعلتُ المحبة في آخر المطاف كواقع لا كتعصب.. وقد شاركتُ شخصيًا، في كثير من حشود عفاش منذ الطفولة وحتى مرحلة الدراسة الجامعية..

 

 

ثانيًا ملايين الإصلاح:

 

ملايين يغلفونها بالدين ويحشونها بالمال، ويلفونها بالقضايا التي تثير حماس اليمنيين، وقد بدءوها منذ وقتٍ مبكر بعد الوحدة، باسم فلسطين، وباسم الدستور العلماني، ولا زلت أذكر حديثًا للزنداني الذي يقول فيه (الطعن بالجنابي يا أهل اليمن)،  وآخرها حشود 2011 والتي أصبحت كالمقاولات وتنافس فيها عيال عبد الله الأحمر فحميد يقول(أنفقت نصف ثروتي فيها) وبالفعل كانَتْ توزع الوجبات (الحميدية) على كل الإصلاحيين، وكذلك قال أخوه حسين(كنت أجلِب 7 ألف من تعز إلى صنعاء للمظاهرات على حسابي)..

 

 

ثالثًا ملايين أنصار الله:

 

بدأت بالعشرات، ثم المئات ثم الآلاف ووصلت الملايين، لم يغلفوها بغلاف حزبي أو وظيفي أو مادي؛ بل بوعي قرآني ودفعوا ثمنًا لذلك رأس المؤسس السيد حسين، والذي لم يتنازل عن مبادئه وهو يرى الموت أمامه..

كانت ملايين أنصار الله تسبِقْ تواجدُهم في كثير من المناطق.. في تطورٍ عجيب لم يحدث في التاريخ إلا نادرا.. فبينما كان رمز المسيرة وقائدها الشهيد محاصرًا في غارٍ ببطن جبل، كان أنصاره في صنعاء؛ يصرخون في المساجد بصرختهم المعروفة، ويُلاقون بعدها أشد العذاب وأقسى التنكيل، وفي كل جمعةٍ يزدادُ التنكيل ويزدادونَ عددا…

 

استشهد المؤسس القائد، لكن الملايين لم تمُت، كانت تُسابِق القادة إلى أماكن جديدة، فاحتشدت الملايين في عمران ولم يصلها قائد الثورة، واحتشدت في سنحان، وفي بني مطر، وأخيرًا في صنعاء، ومازالت تحتشد ولم يصلها القائد بعد.. فكيفَ لو وصلها!

 

 

والتقييم لتلك الملايين يؤكد بأن:

 

ملايين عفاش: هي ملايين جمعتها المصلحة، ولكنَّ الناس كانت ترى في عفاش رجُلا وطنيًا وقفَ مع شعبه في الحرب، وتحالفَ معَ أنصار الله ضد الغُزاة القادمين من 17 دولة…

وما إن خانَ عفاش وطنه؛ حتى كرهت الناس مصالحها معه، وتركته يواجه مصيره، فالخيانة عند اليمنيين أمرٌ لا يُغتفَر، وجاء موقف المؤتمر بعد ذلك موقفًا منسجمًا مع الوطن والثوابت، ومتبرئًا من الخيانة والخائن…

وحينَ تأكَّدَ سقوط صالِحْ، تخلى عنه حُراسه الشخصيين، بل وحتى أبناءه وسلموا أنفسهم طواعيةً وبدون مقاومة…

كانَ الجميع يعرفُ حجمَ الخيانة التي ارتكبها، والفتنة التي أشعلها، وأنه لولا الله ورجالٌ مخلصين أطفئوها؛ لأصبحت صنعاء مثل عدن وتعز ألف مرة!

ولأصبحت الدماء تسيل في كل مكان، ولن ينجو منها أحد، بل سيكون المؤتمريين البسطاء هم أكثر الضحايا. وبهذا ذابت تلك الملايين ولم يخرج بعدَ هلاكه أحدْ فالشعب اليمني قد يغفر لك كل شيء إلا خيانة الوطن.

 

ملايين الإصلاح:هي ملايين قائمة على الغِشْ، لأن قادتها كاذبون ودجَّالون؛ فلاهُم وطنيون ولا هم مُتدينون؛ فعمالتهم للسعودية واضحة، وتدينهم مُخادع وكاذب، وآخر فضيحة لتدينهم المُخادع؛ أنهم لم يُخرجوا مظاهرة واحدة في مارب أو تعز أو عدن نُصرةً للقُدس التي شفطوا باسمها المليارات خلال عقود من الزمن، واشتروا باسم القدس آلاف العمارات والمدارس الخاصة والجامعات والمستشفيات…

ولم يصرحوا بتصريحٍ واحِدْ ضد الصهيونية ..ضد نقل السفارة..ضد قتل الفلسطينيين.. إنها الفضيحة ..بل إنه زمنُ كشف الحقائق كما قال قائد المسيرة…

ملايين الإصلاح اختفت في صنعاء وذابَتْ بعد أن هربَتْ القيادات الإصلاحية خلال ساعات، وقبلَ أن يصلَ إليهم مقاتلٌ واحد.. هربوا في سباقٍ كبير مع ع.محسن..

واختفت الملايين لأنها أدركَتْ حجمَ وقيمة أولئك القادة، وخاصةً بعد ارتمائهم العلَني في الحضن السعودي..

وازداد وعي الناس بأنهم خونة ومجرمين ومأجورين ولا قيمة لهم، وكثير من شرفاء الإصلاح انضموا إلى قافلة الدفاع عن الوطن وأعلنوا براءتهم من الخونة في الفنادق، ومن المتسكعون في عواصم العربان!

 

ملايين أنصار الله: هي الملايين التي تحضُر قبل القائد، الملايين التي تنطلقُ بدافع الوعي لا بدافع الرمز، ملايين حيَّرت العالم؛ تخرجُ في كل مناسبة يدعو إليها أنصار الله وتحتشد وما زال القائد في صعدة، لبَّتْ دعوته وهو في غار، لا يصرف الملايين، ولا يوزع الوجبات، ولا يجلِب الجلائب، إنما يوجه دعوة من خلال شاشةٍ صغيرة أو من خِلال رسالةٍ ترسلُ إلى الناس…

لعلَّ البعض يُعميه الحِقد والتعصُّب عن رؤية هذه الآية وهذه المحبة التي في قلوب ال

 

ناس لهذه القيادة.. وقد ظن الكثير أن أنصار الله سينتهون بعدَ استشهاد قائدهم؛ لكنَّ ما حدث أذهل القريب والبعيد.. وظنوا أنهم سيضمحلون بعد استشهاد رئيسهم؛ فحدَثَ مالا يتخيلون.

 

 

والخلاصة:

 

أن الغُزاة اليومَ وجدوا لهُم نعالاً يسيرون بها على تراب وطننا الغالي من كل الأحزاب القومية واليسارية والإخوانية؛ حتى جعلوا من عدن ومارب وتعز مناطق مليئة بالقتل والسحل والمجاري والفساد…

ولكنَّ الملايين مع الوطن، ومعَ قطعْ سيقان الجنجويدي والسعودي والإماراتي والسنغالي..الخ.

الملايين هي مع الأرض، ومع العرض، وهي التي تواجه المحتلين في أربعين جبهة، وهي التي تدك بصواريخها الباليستية عواصم العمالة والخيانة، وتُحرقُ معسكراتهم في العندِ كما في نجران وجيزان وعسير…

 

ونصيحةٌ مني؛ لا تعايروا بعضكم بعضا، واقرؤوا التاريخ جيدًا؛ ولن تجدوا هاربًا بشرشف أو عباية عنده ذرة كرامة..

وإن لم تروا الآيات السابقة وتقرئوها جيدًا. فكونوا على يقين أن النصر حليف الملايين الوطنية الثائرة الصابرة المجاهدة؛ على دول العدوان ونعالهم من الآلاف المتسكعين في فنادق الرياض والقاهرة وأنقرة وعمَّان.

 

 

🏻 مصباح الهمداني

 

 

#يد_تحمي_ويد_تبني

#انفروا_خفافا_وثقالا

 

 

 

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا