تعز العز

هل يُدرك اليمنيون اليوم.. أن بلدهم أصبح قوّة إقليمية

قيادة شجاعة، قرار مستقل، قوّة عسكرية محترفة ومتنامية، قوّة شعبية واعية ومنضبطة، موقع جغرافي إستراتيجي هام، أهم الركائز التي تبرز البلد كقوّة اقليمية بزمن الحرب وهذا الركائز يمتلكها اليمن بقوّهة وبلا منافس، لذلك يشن إعلام العدو السعودي والإماراتي ومحورهم حرباً إعلامية قذرة شرسة واسعة وحاقدة للتقليل من شأن اليمن وتوصيفه بانه بلد مطحون مدمر مفكك متخلف نفعي مرتهن لإيران، والغاية من هذه الحرب اختراق الوعي الشعبي اليمني من خلال خلق صور استسلام وتشائم وبؤس لاحدود لها لكي يعيش الشعب اليمني في حالة انهيار نفسي ومعنوي وأن الحل لليمن هو اللجوء لهم كبلد مرتهن، ولكنهم فشلوا فشل ذريع رغم مشاركة قوى يمنية ارتزاقية خسيسة ورخيصة في هذا المجال من اجل المال والسبب تنامي الوعي الشعبي اليمني على المستويين الوطني والاستراتيجي.

 

 

 

قادة الغزاة وعلى رأسهم الامريكيين والسعوديين والصهاينة يعترفون بين الحين والاخر بصلابة اليمن وقوّته وتأثيره وفشلهم في اركاعه ويدركون جيداً أن الحرب والحصار لم تدمر اليمن ولم تفككه ولم تضعفه بل زادته قوّة ومنعة ونفوذ وتأثير وخصوصاً بالمجال العسكري والامني والاستخباري والبنيوي، اضافة الى ذلك نلاحظ اعداء اليمن الاقليميين والغربيين بحالة رعب ان يخرج اليمن من الحرب منتصراً لان هذا يعني بروزه كقوة اقليمية صاعدة لاتحتاج سوى البناء الاقتصادي ليعزز وجوده الاقليمي وخصوصاً انه يمتلك موارد طبيعية هائلة الى جانب الموارد البشرية الشابة النشطة والخبيرة في البناء والتطوير.

 

فشل وهزيمة المعركة الشاملة و الحرب الذكية

قيادة الثورة اليوم تخوض معركة شاملة من خلال إستراتيجية إدارة القوة بعقلٍ ألمعي رغم التضحيات الجسيمة فبحسب الموازين العسكرية الكلاسيكية فإن الجيوش الغازية والارتزاقية ستتغلب على الجيش واللجان من حيث الإمكانات والسلاح والتكنولوجيا. لكن اليمن استطاع تحويل كافة نقاط قوة الجيوش الغازية إلى نقاط ضعف، كما استطاع تحويل نقاط الضعف الناشئة لديه كونه منظومة عسكرية حديثة أسسها قائد الثورة وفق المعايير الحديثة وتقاتل جيوشاً جرارة الى نقاط قوة، وهنا فإن إثبات ذلك لا يعني خوض الحرب العسكرية بميزان الكم التسليحي والمالي، بل إن الحرب بين اليمن “الجيش واللجان” قائمة على ميزان العقل والارادة والعقيدة والخبرة والتخطيط والاستباقية وهذه شباك اليمن التي وقع فيها الغزاة، ولكن ضمن مساحات عديدة قد تختلف عن المساحة العسكرية كالأمنية والاستخبارية ووالخ.

 

 

 

تُشكل هذه المساحات الضارية بمعاركها و بطبيعتها وبحسب ما ينتج عنها، مواجهات مُكمِّلة لحرب عسكرية شاملة إن لم تكن لب الميزان والمعادلة لذلك كان محور الارتكاز فيها الشعب اليمني، وهنا سنُشير لساحة بإختصار: الحرب الذكية فمنذ أن اطلق السيد القائد عبد الملك الحوثي حفظه الله ونصره معركة الدفاع الإستراتيجي لليمن والتي عُرفت بـ “حرب الكرامة”، كان في صنعاء من يؤمن بضرورة أن يكون العقل الشعبي والعسكري شركاء في صناعة المنظومة الجهادية الأكثر تعقيداً في المجال الدفاعي لما تحتاجه من مواصفات تقنية بشرية وآلية بإطار الإمكانيات المتاحة.هدفت المعركة الدفاعية لإيجاد واقعٍ اقليمي وعالمي في ظل الحرب الاشرس في المنطقه كون اليمن طرف وحيد تتفرد به دول عالمية واقليمية في الحرب ، لذلك يجب ان يكون اليمن قادرٍ على تأمين الردع الإستباقي ضد الأسلحة الذكية الغربية التي بحوزة دول العدوان. لم يكن الهدف تأمين الشراكة الدفاعية مع الشعب بالمعنى العسكري، بل هدفت الشراكة الشعبية العسكرية الامنية الاستخبارية لتكريس التوائم المصيري لساحةٍ من ساحات أخطر حروب القرن الحادي والعشرين، والتي آمن بها العقل الإستراتيجي اليمني . هذا في ثلاثة اعوام.

 

 

 

اما في الحاضر القريب وبعد أن تم وأد الفتنة العفاشية الغادرة شكَّل السيد القائد وقادة الجيش واللجان مع خبراء متخصصين في الحرب الذكية، لجنة خاصة عسكرية امنية استخبارية مشتركة بهذه الحرب لدراسة مكامن القوة والضعف العالمي وتحديد وضع الأطراف كافة من الخصوم الاقليمييين والعالميين ومرتزقتهم مبنيه على سد الثغرات وتفعيل المشروع الدفاعي من المتغيرات السلبية مابعد وأد الفتنة ومعالجتها بصورة عاجلة وهذا ماحدث خلال العام2018 حيث أكد تقريرالبنتاغون الأمريكي في تصريحات مسؤولين عسكريين واستخباريين امريكيين المتعلق باليمن، وجود تسابق في تحقيق القوة حيث يبذل انصار الله نشاطات رهيبه لتحقيق اختراقات في مجال الحرب العسكرية الذكية لا سيما الصواريخ الباليستية ووصفت بالحرب الذكية كونها حرب عقل وارادة. وهو ما وضع معادلة التفوق العسكري الغازي في خطر كامل بحسب التقرير الامريكي، ما أسهم في تبني أمريكا للخيارات الإستراتيجية القائمة على التصدر في المشهد بالنيابة عن ادواتها التي خسرت المعركة “السعودية والامارات والكيان الصهيوني”النصيحة الامريكية لقيادة العدو السعودي اتت في خيارات منها خيار التفتيت الاجتماعي والعسكري والسياسي والجغرافي اليمني والترويج له في المنطقه كحرب اهلية فقد فيها الغزاة السيطرة لكي تكون المخارج لدول العدوان مفتوحة لذلك اشعلت دول العدوان شرارة الصراع بين مرتزقتها مع الابقاء على خيط المشاركة لمواجهة الجيش واللجان الشعبية في المقابل واجه الرئيس الشهيد الصماد المتبني لهذه المواجهة على المسرح السياسي خيار الدفاع الوطني الوحدوي على المستوى العسكري والشعبي بغطاء سياسي فاعل وطنياً ومن جانب فتح باب الحوار التفاوضي الوطني مع اي طرف محلي يرغب بالعودة تحت شعار مواجهة تقسيم الوطن وهذه تعد ضربة استباقية للغزاة ومشروعهم مما جعل تحقيق التفوق او حتى التوازن مقابل القدرات المتسارعة في التطور والتنوع و التي يمتلكها اليمن والصواريخ الباليستية “ارض-ارض وارض-بحر وارض-جو” التي بات يمتلكها اليمن .

 

 

 

كل ذلك بقي في ظل التوقعات والرهانات حتى خرجت أولى قدرات اليمن الذكية إلى العلن من خلال عمليات الجوباليستية التي دمرت منظومة باك3 الامريكية بالمخاء ومأرب وغيرها و التي اعتُبرت نقطة تحولٍ في الحرب بين اليمن ودول تحالف العدوان ليس فقط من الناحية العملية أي التحوُّل من الدفاع الى الهجوم، بل أيضاً من ناحية إدخال الحرب الذكية معادلات الصراع، وبالتالي سلب العدو قدراته الإبتكارية وعنصر المفاجأة وفرض اليمن استراتيجية إدارة القوّة على المسرح بشكل دائم.

 

تغيُّر قواعد الحرب

وبعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد الصماد انقلبت قواعد الحرب وباتت الالتزامات الاخلاقية ملغية بنظر اليمن لذلك اصبحت المعركة بقيادة رئيس الجمهورية .أ. مهدي المشاط تأخذ مسار انتقامي متسلسل وواسع وهذا مايحدث وجرى تنفيذه بضربات باليستية ساحقة استهدف الرياض ونجران وجيزان الى جانب تنفيذ عمليات عسكريه واسعه ومثمره بطبيعة الحال الوضع الاقليمي اصبح مرتبط ارتباط مصيري بالحرب الدفاعية اليمنية كون اليمن أهمّ الاضلاع الثلاثة في صراع المحور المقاوم ضد المحور الامريكي الصهيوني السعودي لذلك برز الدور اليمني اليوم كلاعب اقليمي مؤثر على مستوى الشعوب العربية والاسلامية وعلى مستوى قيادة الدول الشقيقه نظرا للقواسم المشتركة في الدين والهدف والمصير بين محور المقاومة المتمثل بايران وسوريا ولبنان واليمن وبقية أحرار الامتين العربيه والاسلاميه في ظل الهجمه الاستعماريه الامريكيه الاوروبيه على محور المقاومة، الحرب العدوانية ضد اليمن اليوم زادت عنف ودموية على اليمن نظرا للتصعيد العسكري الغازي والارتزاقي وخصوصاً بالساحل الغربي في محاوله لكسر ارادة اليمن وسلبه قراره كونه اصبح أهم الاضلاع الثلاثة بمحور المقاومة بالمنطقة وخصوصا ان شعوب المنطقه باتت اليوم تنظر لليمن كمنقذ للمحورالمقاوم وكجلاد للنظامين السعودي والاماراتي الداعمين للكيان الصهيوني لذلك تعتبر امريكا ترامب كسر اليمن وهزيمته هو اسقاط محور المقاومة للانفراد ببقية المحور في المقابل اصبح صمود اليمن وانتصاراته تروس تسحق المخططات الامريكية بالمنطقة.

 

فإذا انتصر اليمن في المعركة وهذا امر حتمي باذن الله فهو يعني انتصار تاريخي لك للشعوب الحرّة ضد الهيمنة الامريكية ومن هنا يصبح الانتصار اليمني رافعة ذهبيه لاعتلاء اليمن منصة المنطقة كقوة اقليمية فتيه ستتفرغ للمواجهة المباشرة ضد الكيان الصهيوني وكداعم رئيسي وبلاحدود للشعب الفلسطيني وقضيته العادله وهذا مايرعب قادة الكيان الصهيوني.

 

 

 

وبالختام لكل شيء ثمن فان اراد بلداً ان يكون قوة اقليمية او قوة عالمية فيجب دفع الثمن الباهض ومنها التضحيات فلن يكون قوّه بهذا الحجم والتأثير الا بعد حرب داميه ضد دول ترفض ان يكون قوّه اقليميه وهذا مايجري ضد اليمن حيث ترفض السعودية وامريكا والكيان الصهيوني ومحورهم ان يكون قوّة اقليمية لمايشكلها خطر كبير عليهم في المستقبل لذلك يشنون حرب كونيه ضد اليمن لكي لايكون قوّة اقليمية ولكن سنكون قوّة اقليمية باذن الله مهما بلغ الثمن فليست تضحيات شعوب اصبحت دول قوّية أكثر تضحية منا واشد اقدام على ذلك ابداً فنحن شعب الايمان والحكمة والبأس الشديد وحملة مشروع شهادة حتى النصر والتمكين والتحقيق باذن الله وللحديث بقية.

 

أحمد عايض أحمد

 

 

 

#يد_تحمي_ويد_تبني

#انفروا_خفافا_وثقالا      

 

 

 

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا