تعز العز

🗣ثورتان ضد الطاغوت.. الـ 10 من محرم والـ 21 من سبتمبر

ما من ثورة إلا وهي مستمدة من ثورة الحسين (عليه السلام) أو متأثرة بها فثورته (عليه السلام) تعد أم الثورات وهي أعظم ثورة إسلامية إنسانية عرفتها البشرية.

لقد ألهبت هذه الثورة عواطف أحرار العالم فهبوا لتحرير المجتمعات من رق العبودية والذلة والمهانة وإنقاذها من سلاطين الجور والفساد والطغيان لتحيا حياة إنسانية عادلة خالية من كل جوانب الفساد تحكمها القوانين الإلهية التي جاءت بها الديانات السماوية، ولقد بين الإمام الحسين (عليه السلام) الدوافع التي أدت إلى خروجه على طاغية زمانه يزيد فقال (عليه السلام) موصيا أخاه محمد بن الحنفية :-

” إني لم أخرج أشرا ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي …”.

فالإمام الحسين ما خرج إلا لطلب الإصلاح وهذا يعني أن هناك فساد كبير قد استشرى في جسد الأمة من جميع الجوانب (فساد ثقافي وأخلاقي وفساد مالي وإداري وفساد اجتماعي واقتصادي وسياسي) ناهيك عن تحريف الدين واستبدال الأحكام ونشر البدع.

فمعاوية منذ استيلائه على الحكم ولمدة عشرين عاماً وهو يقوم بتحريف الدين ونشر الأخبار الكاذبة التي تحط من مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويقوم بنشر الأخبار المزيفة التي تحط من منزلة آل البيت سيما الإمام علي (عليه السلام) مجاهرة وذلك عبر علماء بلاطه الذين أغدق عليهم بأمواله حتى فعلوا له ما قرت به نفسه إضافة إلى أنه أمرهم بالإكثار من وضع فضائل للصحابة بمثل فضائل علي عليه السلام ومثالب تشين من مكانته (عليه السلام) كما جاء في تاريخ المدائني .

أضف إلى ما سبق استئثاره بالسلطة وإكثاره من قتل أتباع ومحبي الإمام علي (عليه السلام) ومطاردتهم في كل مكان وسفكه للدماء البريئة من كل مخالفيه وقطع أرزاقهم وإيذاءهم بكل أنواع الأذى .

ولهذا نرى أن الإمام الحسين قد كان يعد للثورة منذ زمن معاوية هو وقلة قليلة من أصحابه المخلصين فقد كانت مهمتهم آنذاك بعث روح الثورة في النفوس عن طريق إظهار المظالم التي حفل بها عهد معاوية انتظارا لليوم الموعود. وما صلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية إلا أساس من أسس ثورة الحسين (عليه السلام) وذلك أن معاوية نقض العهود والمواثيق ورمى بجميع الشروط التي شرطها عليه الحسن (عليه السلام) عرض الحائط وهذا ما جعل حقيقته تنكشف للناس بأنه مجرد مخادع متستر بلباس الإسلام ولا يفي بعهد ولا يحترم ميثاقا فكل هذه الأمور جعلت الإمام الحسين يمهد لثورته المباركة، لأن خطر الحكم الأموي على الإسلام وأهله كان يتزايد كل يوم إلى أن بلغ أوجه في عهد الطاغية الفاجر يزيد.

وإذا ما نظرنا إلى الثورة اليمنية ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر لوجدنا روحها مستمدة من روح ثورة الحسين (عليه السلام) حيث خرج الشعب اليمني رافضاً للهيمنة الأمريكية والوصاية السعودية ورافضاً للاستعباد إلا لرب العباد.

والذي وضع أول بذور هذه الثورة هو الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه – فقد تحرك ومعه مجموعة قليلة من المؤمنين في جبال مران حيث بثوا في قلوب الناس روح الجهاد والعزة والكرامة والإباء وعدم السكوت عن فساد الأنظمة العميلة التي تنهب مقدرات وثروات الشعب.

فكان تحرك الشهيد القائد آنذاك تمهيدا لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر التي تعد ثمرة جهوده ومكملة لحركته الجهادية في ظل المشروع القرآني، فخرج الشعب اليمني تحت راية قائده المبارك السيد عبد الملك الحوثي وكان شعار اليمنيين في ثورتهم “هيهات منا الذلة” وهو نفس الشعار الذي أطلقه الإمام الحسين في كربلاء.

ولما قام الشعب اليمني بهذه الثورة الحسينية تكالبت عليه قوى الاستكبار اليزيدية مع أحذيتها من أنظمة ابن زياد وابن سعد ( آل سعود وآل نهيان ) فصبوا جام غضبهم على الشعب اليمني فأحرقوا البشر والشجر والحجر بل لم يستثنوا شيئا مما فيه خدمة المواطن اليمني إلا استهدفوه بغاراتهم ناهيك عن مئات المجازر التي ارتكبوها في حق الأطفال والنساء وكبار السن وكذلك حصارهم البري والجوي والبحري منذ ما يقارب الأربعة أعوام من الدواء والغذاء الضروري.

وكل ذلك بغية إركاع الشعب اليمني ولكن الاستكبار اليزيدي لم يجد من الشعب اليمني إلا الصمود والثبات متمثلا بمقالة الإمام الحسين (عليه السلام) في ثورته : ” إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما”، “والله لو لم يكن ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية” ،”والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد”، “ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك، ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام، على مصارع الكرام”.

فكما قال الإمام الحسين (عليه السلام) هذه العبارات التي تفوح منها رائحة العزة والكرامة، نجد قائد الثورة اليمنية سماحة السيد عبد الملك الحوثي – حفظه الله – يقول لقوى الاستكيار اليزيدية وأحذيتها: “والله لأن نتحول إلى ذرات تبعثر في الهواء أشرف لدينا وأحب إلينا وأرغب إلينا من أن نستسلم لكل أولئك الأنذال المجرمين المفسدين في الأرض الطواغيت المتكبرين”.

ويقول أيضا: “مستعدون أن نضحي مهما كان حجم التضحيات؛ لأَن أَكْبَر وأخطر وأسوا أن يضحّي به الإنْسَـان ولا يحسب له هو أن يضحّي بكرامته وأن يضحي بحريته وأن يضحي بإنْسَـانيته، هذا النوع من التضحية لن يكون منا أَبداً، نضحي بحياتنا، حاضرون، نضحي في سبيل أن نعاني مع الحرية أن نعاني مع الكرامة أن نعاني مع الحفاظ على قيمنا وديننا ومبادئنا حاضرون، أما أن نضحي بالقيم والحرية ونُستعبد لأنذال مجرمين هذا هو المستحيل الذي لن يكونَ..”.

فهذه العبارات وغيرها التي أطلقها قائد الثورة لها نفس مضمون معنى الشعارات التي أطلقها الإمام الحسين في ثورته والتي ذكرناها آنفا.

فالحسينيون لا يمكن أن يستسلموا للطغاة والمستكبري

✍🏼 عدنان الجنيد

 

#ثورة_21_سبتمبر_حرية_واستقلال

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه

telegram.me/taizznews