تعز العز

🖋خفايا دهاليز مفاوضات السلام 8

عوضاً عن الخوض في تفاصيل الاجتماعات الكثيرة والمتقطعة طيلة فترة جولة مفاوضات الكويت التي طالت أكثر من 60 يوماً، سأكتفي بتحديد أبرز معالم هذه الجولة كما يلي:
• الالتقاء 3 مرات بالشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت، الذي كان شديد الحرص على توفير الظروف الملائمة والإمكانات اللازمة لنجاح المفاوضات، وشارك بالتدخل شخصياً في محاولات التقريب بين وجهات النظر، وكذلك حاول إقناع وفد الرياض باستئناف المفاوضات بعد انسحابه قرب نهايتها، محتجاً على إثارة موضوع الرئاسة في المشاورات، ورفض الوفد الاستجابة لمناشدة الأمير، واستجاب لمناشدة أخرى من أمير قطر، وعاد إلى طاولة المفاوضات.
• اجتماع الأمير صباح الخالد الصباح، نائب رئيس الوزراء الكويتي، ووزير الخارجية، بالوفود عدة مرات، وتدخله في كل حالة تتعقد فيها المفاوضات أو تتعرض للانهيار، وكان حريصاً عَلى الالتقاء بفريق الأمم المتحدة يومياً لتقديم موجز عن تقدم المفاوضات، مع الحرص الكامل على نجاح المشاورات والحياد وعدم التدخل لصالح أي طرف.
• غياب القضايا الإنسانية عن جدول أعمال الجولة ومداولاتها رغم أهميتها، وتحقيق بعض التقدم بشأنها في بييل، ويعتبر هذا تواطؤاً من المبعوث الأممي مع وفد الرياض الذي شعر بالحرج الشديد نتيجة مداخلات مسؤولي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، وشهاداتهم في جولة بييل في سويسرا، بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية بسبب الحصار الاقتصادي والغارات الجوية، واقتصر الأمر في الكويت على مناقشة موضوع تبادل الأسرى، والذي حقق فيه الوفد الوطني إنجازاً كبيراً بالإفراج من طرف واحد عن 700 أسير بمناسبة شهر رمضان.
• تشكيل 3 لجان عمل من الطرفين؛ الأولى سياسية، والثانية أمنية، والثالثة لتبادل الأسرى. ورغم أن اللجان باشرت أعمالها لأيام قليلة، إلا أن اللجنتين الأولى والثانية لم تتمكنا من الاستمرار نتيجة محاولة الطرف القادم من الرياض فصل القضايا الأمنية والعسكرية عن القضايا السياسية، واستمرت لجنة تبادل الأسرى في الاجتماع، واستعيض عن اللجنتين الأولى والثانية باجتماعات مكثفة مع قيادات الوفدين مجتمعة وفرادى، مع المبعوث الأممي.
• لأول مرة، وبطلب من الوفد الوطني، تم تقديم أوراق من الطرفين تحدد رؤية كل طرف لمشروع اتفاق ينهي الصراع، وتمت مناقشتها في إطار الوفدين مجتمعين، وكذلك في إطار رئاستي الوفدين والمختصين في الأمم المتحدة، بحضور المبعوث، ومع سفراء الدول الـ18 (أصدقاء اليمن).
• تكثيف التشاور والاجتماع مع سفراء الدول الـ18 (أصدقاء اليمن) مجتمعين وفرادى، والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي ومساعدي وزيري الخارجية الأمريكي والبريطاني، حيث نوقشت فيها تفاصيل الرؤى السياسية والأمنية العسكرية المقدمة من الوفد الوطني، وكذلك الحالة الإنسانية المتردية في جميع المحافظات اليمنية، بالإضافة للتوسع والتمدد الملحوظ للجماعات الإرهابية (القاعدة وداعش) [سأفرد لاحقاً مقالات لأهم ما دار في تلك الاجتماعات].
• استمر المبعوث في جهوده لتسويق الإطار الذي قدمه في بييل سويسرا، والذي يمثل وجهة نظر وفد الرياض، ويركز على (تنفيذ الانسحابات وتسليم الأسلحة وتسليم المؤسسات تمهيداً لعودة ما يسمى الحكومة الشرعية، والتي يمكن لها أن تسمح بعناصر محدودة ممن يسمون الحوثيين والمؤتمر بالمشاركة فيها)، (وفي ظل بقاء عبدربه هادي رئيساً إلى حين عقد انتخابات). وكان موقف الوفد الوطني يؤكد أن الوضع القائم، وبعد عدوان استمر لأكثر من سنة، يختلف عن الوضع الذي صدر في أثنائه قرار مجلس الأمن 2216، وأن الوقائع على الأرض توضح أن المناطق التي تسيطر عليها قوات التحالف والطرف الموالي للرياض، تنتشر فيها الجماعات الإرهابية، كما أن القرار المذكور لم يشرع الاعتداء على دولة عضو في الأمم المتحدة من قبل السعودية، وهو ينص في فقرته الاستهلالية الرابعة: (وإذ يؤكد من جديد التزامه بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية والتزامه بالوقوف إلى جانب شعب اليمن).
ونص في فقرته العاملة الأولى على: (يطالب جميع الأطراف اليمنية، ولاسيما الحوثيون، بالتنفيذ الكامل للقرار 2201 لعام 2015)، ذلك القرار ينص في فقرته العاملة الرابعة: (يهيب بشدة بجميع الأطراف، ولاسيما الحوثيون، أن تتقيد بمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها، وبنتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وباتفاق السلم والشراكة الوطنية ومرفقه الأمني).
• تم التلويح من قبل بعض السفراء الأوروبيين والأمريكي بخطورة الوضع الاقتصادي، وعدم قدرة السلطة القائمة في صنعاء على دفع الرواتب في المستقبل، وأن احتمالات الانهيار الكامل للاقتصاد بعد شهرين، أي في شهر أغسطس (عند انتهاء فترة مجلس إدارة البنك). وأشاروا إلى احتمال نقل البنك المركزي إلى عدن، مؤكدين جميعهم اعتراضهم ورفضهم لمثل ذلك الإجراء.
• تمكن الوفد الوطني من إيصال وجهة نظره بموضوعية وعقلانية، وتتضمن حلاً سياسياً يتزامن مع حل أمني وعسكري، إلى المجتمع الدولي من خلال اللقاء بالسفراء والانفتاح على وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، في حين فشل الطرف الآخر في شرح وجهة نظره ورؤيته والترويج لهما، نظراً لعدم عقلانيتها وعدم قابليتها للتنفيذ، وتؤدي إلى انتشار القاعدة وداعش.
وقد سمع الوفد الوطني من مسؤول كويتي رفيع، قبل إنهاء المفاوضات، أن رؤية الوفد الوطني موضوعية وقابلة للتنفيذ.
• تمكنت لجنة تبادل الأسرى من إطلاق أعداد كبيرة من الأسرى، كان أكثرها بمبادرات إنسانية من جانب الوفد الوطني.

✍🏼السفير/عبد الإله محمد حجر
عضو الوفد الوطني لمفاوضات السلام اليمنية

 

#ثورة_21_سبتمبر_حرية_واستقلال

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه

telegram.me/taizznews