تعز العز

خطر الحرب النفسية والشائعات

تعز نيوز- كتابات

 

الشائعة هي خبر أو قصة أو حدث يتناقله الناس بدون تمحيص أو تحقق من صحته, آو مصدره وغالباً ما يكون مبالغاً فيه بالتهويل غير الصحيح والحرب النفسية هي الاستعمال المخطط والممنهج للدعاية أو تلك الشائعات ومختلف الأساليب النفسية للتأثير على آراء ومشاعر وسلوكيات الآخرين. وهي أكثر خطورة من الحرب العسكرية لأنها تستخدم وسائل متعددة, إذ توجه تأثيرها على أعصاب الناس ومعنوياتهم ووجدانهم وكذلك الدعايات المغرضة والمضللة التي يتم نشرها عبر قنوات خارجية أو داخلية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعية كلها تهدف لتحطيم صمود الشعب وتفكيك النسيج الاجتماعي. 

والحرب النفسية والشائعات جزء أساسي من الحرب الشاملة لأنها تستهدف عدالة المدنيين والعسكريين على حد سواء وهي تشن قبل الحرب وفي اثنائها وفي أعقابها, وتهدف أيضاً إلى إضعاف (إيمان الشعب بعقيدته وأفكاره ومبادئه القومية والوطنية) وإثارة الشك في نفسية توجه مسارها, وزعزعة الأمل في النصر, والسعي إلى التفرقة بين الشعوب وحكوماتهم, وبين الأمة وحلفائها, وبين القادة والجنود, وبين الأغلبية من السكان والأقليات. 

وفوق ذلك كله فإنها قد تكون في الغالب مقنعة بحيث لا ينتبه الناس إلى أهدافها, ومن ثم لا يحتاطون لها, فأنت تدرك خطر القنابل والمدافع وتحمي نفسك منها, ولكن الحرب النفسية والشائعات تتسلل إلى نفسك دون أن تدري ولكون جبهتها أكثر شمولاً واتساعاً من الحرب العسكرية فإنه يكمن بها الخطر الحقيقي فهي تهدد النظام وأمن وحياة المجتمع برمته, وافتعال الفتن والأزمات في المجتمع, وهي إحدى أهم وسائل تحقيق أهداف الجهة المروجة للشائعة, فقد يتم ترويج شائعة فتتسبب في قيام حرب, أو هزيمة جيش بأكمله. 

فالإعلان عن تكذيب الشائعة هو في حد ذاته تكرار لها والعلاج الحقيقي هو تجاهلها، وعدم الانجراف وراءها مع تفعيل قوة الإيمان والاعتصام بالله كمجتمع مسلم ثم بالتعاون وزرع الثقة مابين الراعي والرعية وكذلك التحقق من الأمور وأخذ الحيطة والحذر ممن حولك وتفضيل المصلحة العامة وتقدير ظروف مجتمعك زمن انتشار الشائعات والحرب النفسية ومعرفة استغلال الأعداء لمثل تلك الظروف كجزء من الحروب, لذا يستوجب التزود الإيماني والثبات والإعداد الجيد والتصدي لها نفسياً ومادياً. 

قال الله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (60)[الأنفال آية: (60)]

 

محمد الأسدي 

 

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه

telegram.me/taizznews