تعز العز

الصحف الاجنبية: التعاون الأميركي مع روسيا ضد الإرهابيين مقابل فك التحالف الروسي-الايراني (ترجمة )

علي رزق

أجرى موقع “Asia Times” مقابلة مع إحدى الشخصيات المقربة جداً من مستشار الامن القومي في ادارة دونالد ترامب والتي قالت “إن الولايات المتحدة قد تتعاون مع روسيا ضد الارهابيين لكن مع شرط بفك التحالف الروسي الايراني ووقف المساعدات العسكرية التي تقدمها موسكو لطهران”.

وتماشياً مع مواقف فريق ترامب التصعيدية تجاه الصين وصفت هذه الشخصية فرص التعاون الاميركي الصيني ضد من أسمتهم “المتطرفين” بالمعدومة، مشيرة الى أن سبب ذلك هو المصالح النفطية الصينية مع ايران.

تعاون روسي-أميركي ضد “الإرهابيين” مقابل فك التحالف الروسي-الايراني

بدوره، أجرى موقع “Asia Times” مقابلة مع المدعو مايكل ليدين وهو صديق مقرب من مستشار الامن القومي لدونالد ترامب الجنرال مايكل فلين، حيث ألّفا بشكل مشترك كتاب “ميدان المعركة – كيف ننتصر في الحرب العالمية ضد الاسلام الراديكالي وحلفائه”، وهو كتاب صدر في شهر حزيران/ يونيو عام 2016.

 

وشرح ليدين في المقابلة “ان الكتاب هو عمل تنسيقي وثيق بينه وبين فلين، مشيراً الى “أن الرجلين يتشاركان آراء متشابهة حول كيفية محاربة من أسموهما “المسلمين المتطرفين” وكيفية التعاطي مع خصوم محتملين مثل روسيا والصين و ايران و كوريا الشمالية.

كما قال ليدين “ان على الولايات المتحدة محاولة تحسين العلاقات مع روسيا وانه من الواضح ان فريق ترامب يريد معرفة ما اذا كانت روسيا مستعدة للتعاون ضد المتطرفين الارهابيين”، مضيفاً “ان واشنطن قد تجلس مع موسكو وتقول لها انكم تبرمون الصفقات مع الايرانيين وتقدمون لايران أنظمة دفاع جوي من أجل حمايتها من هجمات اميركية او “إسرائيلية” محتملة، ما الذي سيجلعكم تغيرون رأيكم وتتعاونون معنا ضد المسلمين الراديكاليين وضد النظام الايراني الذي يشكل تهديدا على الامد الطويل لكم انتم ايضاً؟” بحسب تعبير ليدين.

هذا وقال ليدين أيضاً “إنّ تعاون روسيا أو الصين ضد ما أسماه “الاسلام الراديكالي” سيكون أمرًا مرحبًا به، لكنه أضاف “إن امكانية التعاون مع الصين شبه معدومة لأن لدى الصين مصالح اقتصادية مع ايران وهي بحاجة ماسة الى هذه المصالح (النفطية بالتحديد)، ما يعني ان امكانية التعاون مع الجانب الروسي بهذا المجال تبقى اكبر وان كانت ايضاً ضئيلة”، على حد قوله.

هذا وتطرق ليدين في مقابلته الى الدور المصري في محاربة الارهاب، حيث قال “ان الرئيس عبد الفتاح السيسي هو من الزعماء القلائل الذين دعوا الى عملية “إصلاح إسلامية”، مشدداً على ضرورة أن تدعم الولايات المتحدة مثل هذه المواقف لأن ما يطرحه السيسي هو بمثابة التصدي لعقيدة “داعش”.

اما حول ايران، فقال ليدين “انه يمكن الاطاحة بالنظام هناك في حال قدم الغرب الدعم لمن أسماهم “المعارضة” في ايران، بما في ذلك الدعم الكلامي والمال وأجهزة الاتصالات وغيرها” حسب قوله.

 تقييم سياسة أوباما الخارجية

بدوره، كتب وزير الخارجية الاميركي جون كيري مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” زعم فيها “أنه سيترك منصبه في وقت يصب فيه مجرى القضايا العالمية لمصلحة أميركا بفضل سياسية الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي أعاد “الدبلوماسية الحازمة” كأهم آداة في السياسة الخارجية واستخدمها مراراً من أجل تعزيز أمن وازدهار الولايات المتحدة”.

وأشار كيري الى الحرب على “داعش”، قائلاً “إنّ واشنطن وبدلاً من أن تسارع الى حرب بمفردها، ردت من خلال مساعدة العراق على تشكيل حكومة شاملة، على حد ادعائه، ومن ثم شكّلت تحالفا يتألف من 68 بلداً من أجل دعم الجيش العراقي وقوات البيشمركة وأطراف أخرى بغية تحرير الاراضي التي كان يحتلها “داعش””.

كما تابع “إنّ الولايات المتحدة منخرطة بالمساعي الهادفة الى طرد “داعش” من معاقله في الموصل والرقة، وبأن هذه الخطوات العسكرية اعتمدت على التعاون الدبلوماسي لقطع تمويل “داعش” وإبطاء وتيرة تجنيده ودعايته” وفق قوله.

وحول الاتفاق النووي مع ايران، قال كيري “إنّ أوباما اعتمد العمل الدبلوماسي بينما كانت تمارَس الضغوط من أجل العمل العسكري ضد طهران”، مضيفاً “إنّ واشنطن فرضت “أقوى العقوبات” التي شهدها العالم، واختبرت ما اذا كانت ايران ستتفاوض على اتفاق يؤكّد أنّ برنامجها سلمي بحت”، على حد قوله، وتابع “إنّ نتيجة ذلك كان التوصل الى الاتفاق النووي دون أن تطلق رصاصة واحدة”، وبأن هذا الاتفاق جعل العالم أكثر أمناً، بحسب تعبيره.

أما عن العلاقات مع روسيا، فأشار كيري الى “أن ادارة أوباما وعندما “اجتاحت روسيا أوكرانيا” على حدِّ قوله، لم ترد بمجرد الكلام كما فعلت ادارة جورج بوش الابن عندما تدخلت روسيا عسكرياً في جورجيا، وأشار الى “أن ادارة أوباما وبسبب ترميمها العلاقات مع الشركاء في الاتحاد الاوروبي بعد أن تدهورت هذه العلاقات بعض الشيء في عهد بوش بسبب الحرب على العراق، تمكنت من العمل مع هؤلاء الشركاء لفرض العقوبات التي أدت بحسب قوله الى عزل روسيا والحاق ضرر كبير باقتصادها، كما قال “ان ادارة أوباما قامت بتوسيع حلف “الناتو” من خلال مساعدة الدول الاعضاء في البلطيق و اوروبا الوسطى”.

وفي القارة الآسيوية، قال كيري “إن أوباما أوضح للحلفاء و”الخصوم المحتملين” ان الولايات المتحدة “ستبقى قوة أساسية من أجل الاستقرار والازدهار بهذه المنطقة”، وتحدّث عن الدور الاميركي القيادي لحشد دول العالم لفرض عقوبات وصفها بغير المسبوقة ضد كوريا الشمالية، اضافة الى تعزيز تواجد السفن الحربية الاميركية في المحيط الهادئ والتعاون مع لاعبين اقليميين من أجل تطبيق القانون في بحر الصين الجنوبي وانشاء شراكة استراتيجية مع الهند.

وتطرّق كيري أيضاً الى ما أسماه “ثمار دبلوماسية” ادارة أوباما في اعادة فتح العلاقات مع كوريا والمساهمة بإنهاء الحرب الاهلية في كولومبيا، مضيفاً “ان الصيغة التي اعتمدتها ادارة أوباما لإنهاء الحرب في سوريا هي الوحيدة التي يمكن أن تؤدي الى إنهاء الحرب، على حد تعبيره، وهي الصيغة التي تعتمد على وقف اطلاق نار يطبق في كل أنحاء البلاد فضلاً عن تقديم المساعدات الانسانية وتهميش الارهابيين والترويج للمحادثات التي تؤدي الى دستور جديد وحكومة ديمقراطية”.

هذا وكتب المسؤول السابق في كالة الاستخبارات المركزية الاميركية  (CIA) Paul Pillar مقالة نشرت على موقع “National Interest” قال فيها “ان هناك ثلاث ميزات ايجابية في السياسة الخارجية التي اتبعها اوباما خلال فترة حكمه”.

وقال “إن الميزة الاولى هي “صرامة” أوباما واعتماده على أفضل المعلومات في صنع السياسة”، وقارن ذلك بأساليب جورج بوش الابن حيث قال “ان الاخير اتخذ قرارا بغزو العراق دون اية عملية سياسية لمعرفة ما اذا كان ذلك فكرة جيدة ام لا”.

اما الميزة الثانية بحسب الكاتب، فهي أن أوباما خالف المقاربة التقليدية التي تقسم العالم بين اصدقاء وأعداء واخيار واشرار، معتبراً أن اوباما اتخذ خطوات صحيحة باتجاه سياسة اكثر مرونة وفعالية، مشيراً الى اعادة فتح العلاقات مع كوبا والاتفاق النووي مع ايران.

وأوضح أن هذه الانجازات أنهت سياسات المواجهة “غير الناجحة”، وغيرت كذلك المقاربة التقليدية.

الميزة الثالثة وفقاً للكاتب هي معرفة وفهم أوباما للعالم الخارجي بشكل أفضل من المؤسسة التقليدية في واشنطن، واعتبر “أن ما قاله اوباما في مقابلته مع مجلة “The Atlantic” خير دليل على ذلك”.

هذا ورأى الكاتب ايضاً “ان أوباما اظهر استعداداً للتعرض لانتقادات سياسية من اجل ابقاء أميركا بعيدة عن المتاعب”، وبينما قال “ان أوباما لم يكن كذلك طوال الوقت، لأن قراره زيادة عديد القوات الاميركية في أفغانستان في ولايته الاولى تعود الى اعتبارات سياسية اكثر من اي شيء آخر”، رأى “أن قراره بالصمود امام الضغوط المطالبة بالتدخل اكثر في سوريا ساعدت على منع الولايات المتحدة من الاغراق بشكل اكبر في مغامرة “لا يمكن الانتصار فيها”.

ثم تطرق الكاتب الى دونالد ترامب الذي سيجري تنصيبه اليوم الجمعة، حيث اعتبر “ان الاخير وخلافاً لأوباما لا يعتمد على أفضل المعلومات سواء كانت من المؤلفات او الاجهزة الحكومية”، وخلص الى أن المعطيات تفيد حتى الآن بان أوباما كان رئيسًا أفضل بكثير مما سيكون ترامب، لافتاً في الوقت نفسه الى استطلاعات الرأي التي تبين زيادة شعبية اوباما بالفترة الاخيرة والاستطلاعات التي تبين ان ترامب ربما يحظى بأقل شعبية لأي رئيس سيتسلم الحكم.