تعز العز

عين على صفحات المرتزقة : إلى الحقير أحمد عبيد دغر ….النذل

إلى الحقير أحمد عبيد دغر ….النذل

الحرب عليكم .. لا السلام

أما بعد :

لا أحتاج منك أن تسمح لي بأن أتحدث إليك بكل شفافية وصراحة مطلقة ، فهذا حق من حقوقي لا تستطيع أن تمنعني من الكلام عما يكنه قلبي ويجول في صدزي من النقمة والكراهية لك ، وقد ترددت ليومين عن كتابة هذه الرسالة لكني في الأخير قررت أن أكتبها ..

 

يا معالي رئيس اللصوص ، إن يوم ١٨ مارس من كل عام يأتي حاملاً لنا ذكرى مؤلمة لا تزال محفورة في ذاكرة كل يمني ، يوم أن أُزهقت أرواح أكثر من خمسين شاباٌ في ساحة التغيير عام ٢٠١١م في صنعاء على يد قناصة اعتلت أسطح المنازل المجاورة للساحة عام ، وبعدها أتفق الجميع على أن تصبح القضية  مجرد حادثة عابرة تدخل ضمن قصص التاريخ التي نتداولها دون محاكمة للجاني ( صفقة ) وتم الإفراج عن القناصة الذين أُلقي القبض عليهم يومها ، وبقت هذة الجريمة الكبرى البشعة جرحاً غائراً في قلوبنا ووجعاً لا يكف عن إرغامنا على الأنين .

لكن يا أيها السافل إن هذا العام كان مختلفاً جداً عن الأعوام الماضية ، سأخبرك وأنت لا شك أنك ستؤكد على استحقاقك للألقاب التي منحتها لك ، فأسمع مني حكاياتي ، فقد إعتدت ظُهر كل يوم أن أعود إلى بيتي وأجلس مع أسرتي وأتناول معهم ما تيسر من الطعام ، فتارة نأكل الأرز مع البطاطا وتارة أخرى نأكل البطاط  مع الخبز وأحيان السحاوق مع الزبادي والرغيف ، مقدرين الظروف والأوضاع التي تعيشها البلاد ..أما بقية الأطعمة الأخرى فقد تم تخزينها في إرشيف الذكريات وقد طمرها الغبار ولم نعد نتذكر شكلها فقط لا زلنا نحفظ أسماءها كالدجاج المشوي والسمك الموفا واللحم الرضيع بالمرق وغيرها ، ومع كل ذلك كنّا وما زلنا إلى يوم أمس الأول صابرين ، وندعو الله في صلواتتا أن يفرجها علينا وعلى بقية أبناء الوطن المنهكين المطحونيين في الداخل ، ويوم السبت الفائت كانت الذكرى السادسة للمجزرة ، ذكرى جمعة الكرامة ، ويومها عدت من الوقفة الاحتجاجية اليومية ضدك إلى بيتي متأخراً عن موعد الغداء ، وأنا في الطريق ظننت في قلبي بأن أولادي يكونون قد تناولوا الطعام الذي اعتدنا عليه ، وعند دخولي البيت سألت زوجتي عن ما أبقت لي من الأكل ، قالت : لا يوجد شيء ، قلت في نفسي : ليس مهماً أن يبقوا لي شيء وما يهمني أن يأكلوا أطفالي ، ساقني الفضول لمعرفة ما أكلوا ، فقلت لها : وماذا أكلوا الأولاد ؟ قالت : لم يأكلوا شيء! ، حينها لم أستوعب الرد المؤلم ، عاودت الاستفسار عن سبب ذلك ، فكان ردها بمثابة صاعقة نزلت عليّ من السماء .. قالت : لا يوجد شيء في البيت حتى أعطيهم إياه ليأكلوه .. دارت بي الدنيا لحظتها ، كلامها كان بمثابة إعلان عن يوم القيامة ، وأحسست مع تعابير وجهها الكئيب وكأن الأرض خسفت بي ، لكني تعمدت أن أخفف عنها ما هي فيه ، ولم أبدي لها ما أصابني من الداخل ولم أبين لها مدى القهر الذي عصرني وشعرت مع هذه الواقعة كما لو أن الدماء قد تجمدت في عروقي ، فكيف لا يكون ذلك؟! ولم يحدث منذ أن تزوجتها أن إنقطع الطعام عن بيتي !!

لا أظن أن هذة الحادثة حصلت لي لوحدي ، وأعتقد أن مثل هذه الكارثة  قد وصلت لعديد من الأُسر ، ولكنهم لا يبوحون ويتحرجون من ذكرها ، فها أنا أبوح نيابة عنهم إذا سمحوا لي !

يا معالي اللص الكبير لقد صار قدوم يوم ١٨ مارس ابتداء من السنة القادمة يوم يحمل لي قصتان مؤلمتان .. قصة شهداء جمعة الكرامة وقصة جوع أطفالي ، و بهذه المناسبة ستحصل مني على عدداً كبيراٌ  من اللعنات يفوق لعنات الأيام الأخرى خلال العام ..

 

يا معالي الكذاب الأشر ، أتدري أني أُصبت بخيبة أمل عندما تم تعيينك بالمنصب الذي تتقلده ، أتدري لماذا؟ سأجيبك لا تستعجل !

فأنت شخص برجماتي بحت ، تبحث عن مصالحك الشخصية وتحرص دوماٌ على أن لا تكون بعيداً عن الأضواء والساحة السياسية مهما كانت التنازلات التي تقدمها من أجل أن تبقى في الصورة ولو كان ذلك على حساب أخلاقك ، سأثبت لك صحة قولي هذا .. قلت لك لا تستعجل .. تريث قليلاً ..

يا معالي زعيم الواطيين ، أنت ليس لديك أي مبدأ يمكن محاججتك به ، فإبان حرب صيف ١٩٩٤م ذهبت مع علي سالم البيض ليس حباً فيه ولا عن قناعة بقرارك وإنما كنت تتوقع أن ينتصر في الحرب وبالتالي ستضمن لنفسك موقعاً سياسياً في الصدارة ، وذهبت أحلامك أدراج الرياح وبقيت لسنوات لاجئ في الخارج ، حتى عفى عنك صالح وعدت فيما بعد لأحضانه وأصبحت أحد قيادات المؤتمر ، ومارست كل أنواع الإستغلال والإذلال على حساب كرامتك لتثبت لصالح أنك وفياً له وعبداً مطيعاٌ في بلاط سلطانه ، حتى جاءت ثورة الشباب وكنت متردداً في اتخاذ أي قرار ، فقد كانت السماء أمامك ضبابية ولا تتضح لك الرؤية لذلك أثارت البقاء بشكل هادئ إلى جوار ولي نعمتك ، وعندما اندلعت الحرب الأهلية في أواخر مارس ٢٠١٥م التي لا زلنا نعيش ويلاتها تبينت لك الصورة بشكل واضح وقرأت المستقبل بشكل دقيق من حيث مصالحك ، خاصة وأن ادول التحالف اختضنت هادي ، فكان من الطبيعي أن تترك صالح وتذهب إلى حيث تضمن لنفسك مركزاً مرموقاً ، يمكِّنك من الظهور على شاشات التلفاز وتصبح حديث الصحافة الداخلية والخارجية حيث أنت الآن موجود ، وكان لك ما شئت ، وأعلم مسبقاً أنك قد تخون  هادي في أي لحظة إذا لقيت عرضاً آخر مغرياً و أفضل من الوضع الذي انت منه ..

يا معالي زعيم الأراذلة ، إن موظفي تعز في القطاع العام يتجرعون الموت البطيء وأطفالهم يعانون من سوء التغذية ويشرفون على الفناء تدريجياً ، إضافة إلى حالتهم الصحية المتدهورة ناهيك عن المشاكل الأُسرية وحالات الطلاق التي نجمت بسبب الأوضاع الاقتصادية ، وتوقف صرف رواتبهم لستة أشهر ، في الوقت الذي أولادك ونساءك يتناولون ألذ الأطعمة وآشهى المأكولات بما فيها الغربية ويتعالجون من الإنفلونزا بأحدث مراكز الطب في الخارج ، وأنت تعلم كل ذلك ، ولم تحرك ساكناً أو تقدّر لتعز فعلياً لا شفهياٌ صبرها وتحملها عناء وتداعيات الحرب لمدة سنتين ما لم تقدر عليه أية محافظة أخرى ، والواقع يشهد على ذلك ، و برغم إلتزامك أمام الشعب اليمني وأمام العالم كله بأنك ستدفع رواتب الموظفيين ، إلا أنك لم تف بوعدكِ متذرعاً أنت ومنصر القعيطي بأمور كاذبة لا يقبلها العقل والمنطق ، وهذا ليس غريباً عليك فالكذب والخيانة والمراوغة تجري في عروقك بناء على ما أسلفنا ذكره ، ونحن هنا لا و لن نستجديك بإعطاء الموظفيين والعمال حقوقهم ، فتلك حقوق لا تضيع بالتقادم .. لكني أرى وأتوقع إن لم يكن وعداً أن تكون نهايتك على يد أبناء تعز وسيكون إغلاق ملفك السياسي على أرجلهم ، وسيرمون بك إلى مزبلة التاريخ وعندها لن ينفعك ذكائك ولا مرواغتك أو مدحك لتعز ..

هذه هي حقيقتك ، أفبعد هذا ألا تستحق كل تلك الصفات التي أطلقتها عليك .. أشعر أني تأدبت معك إلى حدٍ ما ..

 

في الأخير ستكون رسالتي القادمة إلى هادي إن لم يصنع حلاً جذرياً لمشاكلنا وأوضاعنا الإقتصادية ، وأحد الحلول بل أهمها عزل أحمد عبيد ومنصر القعيطي من مناصبهم .

من صفحات  المرتزقة