تعز العز

زمن المكاشفة …السعودية على سكة تنفيذ المخططات الصهيونية ..!!

تعددت التحاليل و القراءات السياسية للباحثين و المحللين السياسيين و الإعلاميين المهتمين بالشأن العربي و العالمي , والتي عكفت جميعها على دراسة و قراءة الأهداف والدلائل و الأبعاد من وراء زيارة الرئيس الأمريكي الجديد ” ترامب ” للسعودية مطلع الثلث الأخير من هذا الشهر , وما ستشمله هذه الزيارة من لقاءات متعددة و متنوعه تجمعه مع أكثر من سبعة عشر دولة عربية و إسلامية في ثلاث لقاءات منفصلة .
 
وعلى الرغم أن الجميع قد أجمعوا رأيهم في نهاية المطاف حول مجموعه من التحاليل و التكهنات صبت في المجال السياسي كإعادة بناء الشراكة الإستراتيجية بالشرق الأوسط ,وبالذات مع المحور ” السني المعتدل ” حسب التصنيف الأمريكي الصهيوني , و تعزيز قدرات هذه الدول بما يمكنها من مواجهة ما أسموه بالخطر الإيراني ” الشيعي ” من خلال كبح ما وصفوه بتزايد النفوذ الشيعي في اكثر من دول عربية , إلا أن تلك التصريحات و التحاليل حملت الكثير من الصور المبهمة التي لا تشبع القارئ من نهم البحث و المعرفة , وعلى ذلك أسرد بعض الجوانب التي قد تحمل أبعاد و دلالات أكثر وضوحاً مما تم الترويج له , وتؤكد في ذات الوقت بأن المنهجية التي تسعى من خلالها السعودية من وراء زيارة الرئيس الأمريكي لها لتعبر عن رغبتها الشديدة في تنفيذ كل المخططات الأمريكية و الصهيونية بحذافيرها ودون قيد أو شرط .
 
أولاً … الجانب الديني
يعتبر الجانب الديني من أهم الجوانب التي تستخدمها السياسات الصهيوامريكية من أجل تنفيذ مخططاتها السياسية و الإقتصادية الإستعمارية في الشرق الأوسط , وبالتالي فأن الجانب الأمريكي يأمل من هذه الزيارة أن تفضي الى تحقيق ما يلي :-
 
* تهميش دور القيادة الدينية للقوى الإسلامية الكبرى ذات الطابع السني الغالب بين شعوبها مثل باكستان و ماليزيا و اندونيسيا رغم ما تملكه من قوة بشرية إسلامية كبيرة جداً , وحصر الدور القيادي بصورة وحيدة في الجانب السعودي تحت مبرر “اعتبارها أنها زعيمة العالم العربي السني “, وبأنها ” أهم حليف عربي للولايات المتحدة بالشرق الأوسط، ليس فقط كونها تمتلك أكبر احتياطي نفطي بالعالم، بل أيضا بسبب مكانتها الدينية والإقليمية” حسب ما أشار إليه بعض مستشاري الرئيس الأمريكي ” ترامب “
 
 
* الإنتقال الى مرحلة جديدة من مراحل تشويه صورة الدين الإسلامي , وتمزيق البلدان عبر الإنتقال من مرحلة الإرهاب المباشر التي تقوم به الجماعات الإرهابية من تشوية و تمزيق للدين و الدول بصمرة ممنهجة , الى مرحلة التشوية و التمزيق بشكل علني و رسمي ومنظم , وبدعم إسلامي وعربي , و خير دليل على ذلك ما نشاهده من تحركات دولية مزعومة نحو القضاء على ما يسمونه بالإرهاب الداعشي , أضف الى ذلك ما نشاهده من تبرئ سريع للقوى الراديكالية مثل جماعة “حماس” من جماعة الأخوان المسلمين و التوجه نحو تقديم الكثير من التنازلات السياسية , بالإضافة الى ما نشاهده من دور سعودي رسمي قائم على تهميش هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بهدف فتح أكبر مجال للحريات السياسية و الإجتماعية .
 
* العمل بشكل فعلي ومتسارع في محاربة القوى الشيعية المتواجدة في كل أصقاع البلدان العربية بهدف إضعافها و تهميشها بل محوها من الوجود إن أمكنهم ذلك , وهذا ما نراه بصورة مفاجئة لما يجري في المدن السعودية في ضل ما تقوم السلطات السعودية الرسمية من إعتداءات على أبناء شعبها ذوي الطائفة الشيعية المتواجدين في المناطق الشرقية من المملكة .
 
* توطين الخلاف الطائفي بين السنة و الشيعة بشكل أوسع و أخطر من ذي قبل , و إثراء نزعة الكراهية بين الشعوب الإسلامية ضد الشيعة بأعتبارها الطائفة الوحيدة المناهضة للكيان الصهيوامريكي.
 
ثانياً ….. الجانب السياسي
ويشمل هذا الجانب إلى إطارين رئيسيين ” عربي ” و ” إسرائيلي ” ومن خلالهما تأمل الزيارة الأمريكية للسعودية من تحقيق ما يلي :-
 
* موافقة الدول العربية رسمياً على إعادة صياغة و تشكيل المنظومات العربية ضمن تكوينات مجزئة وفق إعتبارات مناطقية و دينية و ديموغرافية .
 
* إلغاء القومية العربية التي ناضلت من أجله الشعوب العربية طيلة عقود خلت , ليتم إستبدالها إن لم يكن فرض نمط سياسي جديد مفرغ من الهوية العربية , تسوده التبعية العمياء و المطلقة للغرب و الكيان الإسرائيلي , تحت مبررات الشراكة المستدامة بين شعوب و دول المنطقة .
 
* خلق صورة جديدة لمجموعة من المفاهيم القانونية الدولية المختلفة , و التي منها تختص في تكوين و تنظيم الدول القائمة على الحرية ووحدة أراضيها و إستقلالها , و السيادة الشعبية المطلقة على أنظمة حكمها , ومنها أيضاً ما تختص في دراسة طبيعة العلاقات الدولية التي تربط دول العالم مع بعضها البعض , كإحترام الدول لبعضها البعض وعدم التدخل في شئونها الداخلية و الخارجية , و حرمة إنتهاك سيادة أراضيها , ووجوب الإلتزام بمبدأ الشراكات المختلفة كالسياسية المنظمة لما يخص شئونهم الأقليمية و الدولية , و كالشراكة الإقتصادية القائمة على تبادل المنافع في ضل مبدأ لا ضرر ولا ضرار , كل ذلك يحول الى صيغة جديدة قائمة على مبدأ الإنحلال السياسي و الفكري و الأخلاقي و التوجة نحو القبول بالتبعية المطلقة للقوى الإستعمارية الغربية ممثلة في الكيان الصهيوأمريكي و من سار في فلكهم من دول الغرب الأوروبية .
 
* إغلال مصير الشعوب العربية من آمال و تطلعات و طموح , وذلك بالأهداف و الغايات الغربية المنشودة القائمة على تمييع و مسخ الأفكار الدينية و الثقافية و الإجتماعية , عبر ربطها لما يسمونه بالحداثية و التقدمية , حيث سيكون ذلك الإغلال بصورة أكبر من ذي قبل , فبعد أن كانت في صورتها المخفية أو الخلفية , سيتم وضعها أمام الأمر الواقع و بشكل رسمي و علني .
 
* التحول من مرحلة العلاقات السرية بين الدول العربية وبين إسرائيل , الى مرحلة الاعتراف الكامل و الشامل و العلني ضمن نسق جماعي بصورة علنية تحت إطار تشكيل تحالف دولي إسلامي و غربي
 
* الإعتراف صراحة ” بالقدس ” بأنها عاصمة للدولة اليهودية , وبالتالي الإقرار و الموافقة على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس الشريف , في مقابل تنازلات صورية يقدمها الكيان الإسرائيلي للسلطة الفلسطينية .
 
* الإعلان رسمياً عن تحوير النظرة العربية العدائية التي لطالما كانت توجه نحو الكيان الإسرائيلي الغاصب , وتحويله نحو الدولة الإيرانية .
✍️  محمد أحمد الحاكم
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز