تعز العز

#ترامب ودويلات الخليج … الطيور على أشكالها تقع!!!

الطيور على أشكالها تقع، هذا حال غالبية دويلات الخليج الواقعة بين سندان أعمالها العدائية في مختلف البلدان العربية والإسلامية ومطرقة الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب الذي يمارس سياسة الابتزاز وحلب البقرة جهارا نهارا غير آبه بمواقفه وتصريحاته المتناقضه وبروتوكولات الإدارات الأمريكية السابقة.

وتحت شعار ادفع لتحصل على الحماية والرعاية الأمريكية وأعني هنا دول الخليج في الطليعة المملكة السعودية خاض دونالد ترامب مضمار الانتخابات الرئاسية متوعدا بذبح البقرة (السعودية) فور جفاف ضرعها كونها راعية الإرهاب الذي صنعته بلاده على حد قوله.

وعلى غير المتوقع تربع ترامب عرش الولايات المتحدة وتغلب على منافسته هيلاري كلينتون لكن سرعان ما غير سياسته في جملة من القضايا والملفات التي تعهد بتغييرها تحت الضغط اللوبي الصهيوني بالخصوص مشروع ما يسمى الإرهاب وكل ما له صلة بالأطماع التوسعية الأمريكية والمشاريع التقسيمية في سوريا والعراق وكذا اليمن وليبيا.

وما دون هذه الملفات ترك الحبل على الغارب للرئيس ترامب يرتع في الحظيرة الخليجية كيفما شاء ومتى شاء وكان ذلك واضحا بالتسابق المحموم الإماراتي السعودي لمن يقدم الخدمات الأفضل لواشنطن ويكون عصاها الغليظة في المنطقة وتجلى ذلك بزيارة خاطفة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل إطاحته بمحمد بن نايف وازاحته من طريقه إلى سدة الحكم، والتقى فيها ترامب وقدم له صكوك الولاء والطاعة متعهدا بدفع أكثر من مائة مليار دولار مقابل أسلحة متنوعة تستخدم في حرب الولايات المتحدة في اليمن على وجه الخصوص ولكم أن تتخيلوا قدم ثلث أو ربع المبلغ لليمن الذي يعاني الأمرين نتيجة العدوان السعودي الأمريكي الغاشم.

لم تكن هذه الصفقة مقنعة لترامب بل كانت دفعة أولى وعربون صداقة هيأت لصفقة القرن بتقاضي الأخير في قمة الرياض ما يقارب نصف تريليون وفرت ملايين الوظائف للأمريكيين بحسب ترامب الذي علق عليها في تغريده له بالقول: وظائف وظائف وظائف وذلك عقب عودته من الأراضي المحتلة.

وخلافات لتوقعات السعودية اكتفى ترامب بتحصيل المليارات مقابل بضع تغريدات لا تسمن ولا تغني من جوع لم تحفظ للسعودية ماء الوجه وأبعد من ذلك إقرار الرئيس الأمريكي بأن زيارته إلى الرياض لم تكن إلا من اجل تحصيل المليارات ولا سواها وهذا كان شرطا أساسيا لزيارته.

ولم يشأ ترامب أن ينهي فصول مسرحيته عند هذا الحد فالخزائن السعودية ما زال فيها الكثير لذا رفع سقف المطالب بمواجهة السعودية بالإرهاب فما كان من الأخيرة إلى أن تشير بأصابع الاتهام إلى قطر كونها الحلقة الأضعف في منطقة تعج بالمكاتب والقواعد العسكرية الأمريكية لتواجه بهذه التهمة الأمر الذي أثار دهشة المسؤولين القطريين كونهم عملوا جنبا إلى جنب مع واشنطن والرياض في غرف خاصة في سوريا والعراق واليمن وكذا ليبيا وهذا ما اشار إليه وأكده وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم.

وللتلاعب بهذه الأوراق وللضغط عليها لإفراغ خزائنها والاستئثار بثرواتها انتهجت واشنطن سياسة تبادل الأدوار وبدلا من حل الأزمة الخليجية عمدت على إدارتها بزيارات مكوكية لوزير خارجيتها تليرسون في منطقة الخليج وتصريحات متناقضة لوزير الحرب ماتيس والرئيس الأمريكي ترامب ففي حين يمتدح أحدهما قطر ويثني على تجاوبها ينتقدها آخر ويبدي امتعاضه من الدول المقاطعة لها بعدم الإيفاء بتعداتها.

وعلى هذا النحو يجري استكمال المسرحية الأمريكية وما حققته واشنطن في عهد الأخرق ترامب لن تحققه على مدى عقود من الزمن فمن جهة ثمة تسابق خليجي لمن يقدم خدمات أفضل للولايات المتحدة واستضافة قواعدها وتبني مشاريعها ومواقفها وكل ذلك بثمن مدفوع مقدما.

وفي المقلب الآخر العلاقة الحميمية والمتنامية بين هذه الدول والعدو الإسرائيلي والدفع نحو تطبيع العلاقات بشتى الطرق والوسائل في دلالة واضحة على مدى سقوط وانحدار هذه الأنظمة التي تعبر عن ضعفها وفشل مشاريعها بالإرتماء في أحضان العدو الصهيوني التي ترى فيه طوق النجاة لأنظمة متهالكة ترسم ملامح سقوطها بأيديها وأموال هي ملك الشعوب العربية.

تقرير / إسماعيل المحاقري

%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d9%83-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d9%84%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%85