تعز العز

14 أكتوبر … ثورة مستمرة من تعز ضد العدوان والاستعمار في معركة التحرير والاستقلال والتخلص من الوصاية ..

ستظل مدينة تعز أمس واليوم حالة ثورية وطنية جديرة بالتأمل، تشكل عنوان وروح الثورة والثقافة والمدنية ، وإلهامها المستمر، وان التعامل معها بعيدا عن هذه الحالة خطأ فادح، فالحالة الثورية في تعز تيار متدفق لا يتوقف عند وكلاء وعملاء السياسة الاستعمارية وعوائق الحسابات السياسية المرتهنة للمرجعيات الخارجية ..

تعز اليمنية التي تحتضن أهم مضايق العالم مضيق باب المندب، وتشكل منطقة التعايش التاريخي بين الشمال والجنوب، ومشعل للثورات اليمنية سبتمبر وأكتوبر وفبراير وبالأمس تعز منحت ثورة 14 أكتوبر روحا أقتلعت به بذور الاحتلال الأجنبي من تراب اليمن و أسقطت مشاريع القوى الاستعمارية الغازية في جنوب اليمن وقدمت قدرا خيرا من أبنائها الابطال لأجل مشروع التحرير والاستقلال و الجمهورية وستظل تعز تسير على هذا النهج الثوري الوطني التحرري الاستقلالي إلى النهاية الأبدية مهما كان ثمن التضحيات …

تعز اليوم كفيلة برسم خريطة المستقبل اليمني وحسم معركة التحرير والاستقلال وتحقيق النصر وتحرير القرار الوطني من الوصاية الخارجية رغم أدراكنا العميق أن خط التحرير والاستقلال خيار مر وثمنه غالي ، تدفعه اليوم مدينة تعز راضية عزيزة مع الشروق والغروب و من خيرة أبنائها وأبناء اليمن…

ابناء تعز الشرفاء والاحرار في معركة التحرير والاستقلال المرابطين والمدافعين عن اليمن أرضا وانسانا في ميادين العزة و الكرامة مع بقية احرار اليمن هم خيار ما أنبتت الأرض اليمنية من المهرة حتى مأرب، فكل يمني اليوم في تعز هو تعزي، وهو خيار ثوري حميري في مواجهة قوى الغزو والعدوان ومرتزقتهم

اليوم تعز في مواجهة مصيرية مع عدوان بربري استهدافها في الماضي ويستهدفها في الحاضر من البر والبحر والجو استهدافا ممنهجا في نسيجها الاجتماعي والسكاني وتمزيق أبنائها وتشتيتهم ما بين نازحين ومهجرين و أفراد وجماعات وعصابات وتنظيمات هنا وهناك يتقاتلون مع بعضهم البعض ؛ لأجل اخضاعها وتدجينها لمشروع قوى الغزو والعدوان الاحتلالية والاستعمارية ..

ولكن تعز اليوم تأبى أن تستسلم لهولاء الأوغاد لأنها أمام فصل جديد من فصول التاريخ لخوض معركة مصيرية على الارض تنتصر لكل شبر من ارض اليمن و قادرة على صناعة نقطة تحول مهمة من نقاط التاريخ لتغير المعادلة على أرض الواقع وحسم المعركة …

تعز التي اراد لها مرتزقة وعملاء الخارج أن تكون ساحة صراع و تتحول الى ملف سياسي وحقوقي للمتاجرة به على طاولة المفاوضات والمزايدات لتحقيق مكاسب بلا بعد إنساني واخلاقي و قانوني، طمعا في إعادة الهيمنة والوصاية وتدوير نخبة خائنة فاسدة ، تجيد استغلال نضالتها في التحرير ، لكن تجليات اللحظة التاريخية اليوم وما أفرزته تعز من صمود و قيم ورجال سيكون لها قول آخر في مسيرة التاريخ وانعطافات التحرر والاستقلال الجديد .. وستجبر الجميع على التعاطي معها بثورة تحرير واستقلال ضد الغازي المستعمر

تعز لن تكون الا تعز اليمنية تحتضن كل ابناء اليمن .. وموقفها لن يكون الا الموقف الوطني مع الوطن والشعب في مواجهة العدوان وادواتهم الإرهابية و الإجرامية التي فتحت في الجسد التعزي جرحا لإنهاكها واستمرار نزيفها

وهناك ادراك كبير لدى تحالف قوى العدوان السعودي الاماراتي ومرتزقتهم لأهمية تعز جغرافيا وتاريخيا وسكانيا في ميزان عدوانهم العسكري والسياسي والثقافي والاقتصادي على اليمن ، ولذا فهم حريصون على استهداف تعز كاول محافظة يمنية وإسقاطها وإخضاعها و استنزاف قواها.

ولكن تعز قدر الكبار أن تحتضن بعد أيام قليلة الاحتفال بالفعالية الجماهيرية الشعبية للذكرى ال 54 لثورة 14 أكتوبر المجيدة وتتصدر تعز مسيرة النضال في معركة التحرير والاستقلال والدفاع عن السيادة اليمنية رغم الوجع والنزيف وبشاعة المخطط الإجرامي للتحالف العدوان ومرتزقتهم في استهداف تعز وأبنائها …

وسيكتب التاريخ على أن النصر المحقق بوعد الله سلفا لليمن دولة وشعبا في معركة التحرير والاستقلال التي كانت تعز مبتداها ومنتهاها…

 ✍ عزالدين الشرعبي

?تعز تحتضن فعالية الاحتفال بالعيد ال54 لثورة 14أكتوبر

%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d9%83-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d9%84%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%85