تعز العز

كونوا كهؤلاء!

رئيسنا، حكومتنا، وزراءنا، مسئولينا!
جميعكم بلا استثناء، معنيون بترجمة الأقوالِ إلى أفعال، بمد شرايين الإتصال، من قلوبكم إلى قلوب الناس، من معاناة الشارعِ إلى مكاتبكم، من إيرادات الموجود إلى جيوب الموظفين والمحتاجين، فغالبيتكم من أشرف الناس وأطهر الرجال، وأنظف السيرة، خاصة مع القرارات الجديدة، والمقرة المنتظرة، ومع أن هناك بقايا من القلة القليلة من الذين نراهم بل ونعرف تاريخهم الساقط والمليء باللصوصية والعمالة، لكن أملنا في الرئيس والذي يحظى بدعم القائد ، ونعتبره من كبار المجاهدين قبل الكرسي وبعده؛ هو أن يفتح عينيه ويخرج سيفَ العدل، وألا يتعامل بالرحمة أو التهاون مع من أقسموا أنهم قد تابوا وأصلحوا ووعدوا أنهم سيبينوا صدقَ ذلكَ في الأيامِ القادمة…

ولأن الجبهات هي محور حديث وأمل الشعب، ومن أجلها ولأجلها يصبر ويصابر ويتحمل ويثابر، فإننا اليوم نرى عجائب الله في أشبالٍ لم نكن ندري أنهم على هذا القدرِ من الجمال والكمال والإبداع والمهنية والذكاء!

ومما يعرفه الكثير أننا اعتدنا دائمًا على ضربِ الأمثال في التطور والإختراع على أن نستحضر نماذج مُخترعٍ ياباني أو صيني أو أمريكي أو بريطاني ونقِفُ أمامهُ مذهولين مشدوهين منبهرين متعجبين لما قامَ به ذلك الشاب المخترع من قدرةٍ فائقة ومهارة دقيقة في ذلك التصنيع العجيب أو البرنامجِ الحديث!

إلاَّ أننا اليوم، وفي ظل حصارٍ خانق، وقصفٍ دائم، وجيوشٍ جرارة، ومرتزقة من كل جنسٍ وجنسيةٍ ولون، وسبعة عشر دولة، نقِفُ أمامَ دلالات وأخبار أشبهُ بالمعجِزات، وعلى يد من؟

على يدِ فتيةٍ ذابتْ قلوبهم في القرآن، والتحمت أرواحهم بالقائِدْ، ولا أخفيكم أنني حينَ أستمعُ للقائد فإني أجدُ في كلماته –سواءً كانت بسيطةً أو عميقة- طاقةً قوية، وموجةً هائلة من التوجيه نحوَ الثقة والنصر والعرفان، ولا أشك للحظةٍ أن القائدَ يمسكُ بحبلِ الله بثقةٍ لامتناهية، وعزيمةٍ كبيرة، وإيمانٍ لا محدود.

من هذه الأجواء العرفانية الإيمانية العالية وبوجودِ هذا القائد الإستثنائي أصبحَ المُقاتل اليمني لا يشبه أولئك المقاتلين سواءً في جارة السوء أو محيطنا الخليجي أو العربي، ولم يعُدْ هم المقاتل اليمني كمثل أولئك المقاتلين وهو أن يقتصر تفكيره على ركوبِ المدرعةِ الأمريكية، والتدرب على الرشاش الإسرائيلي، ومعرفة كيفية إطلاق الصاروخِ البريطاني، وإتقان قذف القنبلة الفرنسية.
فماذا حدث للمقاتل اليمني؟

لقد حدَثت طفرة لا تخطرُ ببال بشرٍ في هذا العالَم، فكيفَ بقطيع الخلجان أو جمهوريات العُربان!

لقد اثمرت علاقة الجندي المجاهد اليمني المرتبطة بحبل وعلم ومِنَحِ وتوفيق وتسديد؛ الله
أن نرى ما يُذهلنا ويذهل العالم معنا وأصبحَ اليمني المُحاصَرْ والمُحارَب من كُل العالمِ تقريبًا ينافس المُخترع الياباني والأمريكي والصهيوني والبريطاني والغربُ أجمع، ولا أبالغُ والميدانُ يشهَدْ بأننا تغلبنا عليهم والدليلُ أن العالمَ بكله أصبحَ يتخبط بين مليارات سلمان وهو يحملها من روسيا إلى أمريكا با حثًا ومتوسلاً أن يمنحوه ما يسُدُّ عورته المفتوحة أمامَ صواريخنا اليمنية الخالصة، ومازالوا يغترفون ملياراته ولم يستطيعوا حتى الآن إلباسه درعَ الحماية أو الرَّدعْ!

لقد أبهرنا هؤلاء الأشبال الأطهار الأخيارَ في كل جبهةٍ بصمودهم، بقتالهم، ببسالتهم، بردعهم، بتلقينهم للغزاة دروسًا لن ينسوها..لقد استخدموا القناصة اليمنية بكل احترافية فأذابوا برصاصها رؤوس المرتزقة، وأجادوا توجيه الصواريخ اليمنية فأذابوا حديد المجنزرات الأمريكية المتعددة، وأتقنوا توجيه الصواريخ أرض جو فأسقطوا الطائرات الحديثة.

إننا اليومَ وفي ظل أوضاعٍ صعبة ومعقدة نقف أمام التصنيع العسكري اليمني الخالص بإكبارٍ وإجلال وباحترامٍ وتقدير كبير!
ولم تكُن الأيادي اليمنية الطاهرة التي صنعت القناصة والصاروخ والطائرات المسيرة هي التي تستحق أن تلتف في حرير، لكن هناكَ أيادٍ أُخرى تستحقُّ كذلك الحرير وفوقه أن نضع قُبلاتنا على أياديهم المباركة، فقد التحمت أيديهم اليمانية بالسلاح اليمني فأغرقوا البارجات، وأسقطوا الطائرات، وأخرجوا القصور عن الخدمة، وأدخلوا الرعبَ في عواصمِ الشياطين.

ومع بداية العام 2018 وفي يومه الأول، وقبلَ أن يصافِحَه المجاهدون، فقد زفُّوا لكل حُرٍّ في هذا الوطن، خبرًا جديدًا ، سيُحير أمريكا بكبرها، ويُذهِلُ جميعَ صِغارها!

لقد عرفتُم الخبرَ، بإلقائكم نظرةً سريعةً على الصور، لكنكم لم تعلموا حجم المفاجآت التي أصابت الأعداء، والتي أصبحت كل واحدة تأتي أشدَّ من اختها، فاختراق أنظمة هذه الغواصة الأمريكية المتطورة ، والتي تتعدد مهامها الاستخبارية إلى مهامٍ أخرى كثيرة، قد صُممت لتكون الأقوى والأكثر حمايةً وحصانة من أي اختراق .

لم يخترقها البطلُ اليمني فقط، بل سيَّرها ، وقادها، وصوَّب مسارها حتى أوصلها للشواطىء اليمنية بأمان، والتف الجميعُ حولها ليحتضنوها، ويوصلونها فوق شاحنة كبيرة إلى مكانٍ أكثرٌ أمنًا، ويجرون معها لقاءً مطولاً وتحقيقًا مهمًا، قد يفضي إلى أن تتقبلهم وتتآلفُ معهم ، وتستسلمَ لأياديهم الماهرة الذكية، وتقبلَ بتلقيح ولمسات الحكمة اليمانية وتلدَ لهم العشرات من الأبناء والبنات والذين سيحملون هجينًا جديدًا من الغواصات بسحنةٍ يمانية، وقوامٍ أمريكي..

يعجزُ القلمُ عن وصفِكم أيها العمالقةُ الأشبال في التصنيع العسكري والإلكتروني !
ويعجز القلبُ عن شكركم أيها الأبطالُ في الميادين!

وفي الأخيرِ لا أنسى أن أذكر من ابتدأت الموضوعَ بهم وأقولُ لهم:
شدُّوا الهمة واخدموا المواطن واعتنوا بحاجاته ومطالبه، واضربوا بيدٍ من حديد من يحاول السرقةَ أو التهاونَ أو العبثْ، وفعلوا الرقابةَ والضبط والربط فإن الله يزع بالسلطان مالا يزعُ بالقرآن، وأنتم مسئولون!
وباختصار المختصر:
خذوا نفحة من رجال الرجال في التصنيع والجبهات وسنظل بكل حب نردد لكم:

كونوا كهؤلاء!

 مصباح الهمداني