تعز العز

الذكرى الـ53 لانطلاقة الثورة الفلسطينية.. الشرارة الأولى للكفاح المسلح

يستعيد الشعب الفلسطيني الذكرى الثالثة والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية في أوائل كانون الثاني/ يناير عام 1965، في وقت تتوجّه فيه الأنظار الى الانتفاضة الفلسطينية الثالثة التي يوقد نارها الشباب الفلسطيني اثر الاعتداء الأميركي الأخير على القدس، من خلال اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بها عاصمة للكيان الصهيوني.

في الأول من كانون الثاني/ يناير عام 1965م كانت الطلقة الأولى في اطار الكفاح المسلح لاستعادة فلسطين، حيث تسللت المجموعة الفدائية الأولى لحركة “فتح” إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفجرت نفق “عيلبون” الذي يتم من خلاله سحب مياه نهر الأردن لإيصالها إلى صحراء النقب، لبناء المستوطنات من أجل إسكان المستوطنين من اليهود المهاجرين اليها، وعادت المجموعة الفدائية إلى قواعدها بعد أن قدمت شهيدها الأول أحمد موسى أثناء العملية، لتعمّد بالدم باكورة مقارعتها للاحتلال.

وصدر آنذاك البلاغ الأول عن القيادة العامة لقوات العاصفة “الجناح العسكري لحركة فتح” وجاء فيه:
“تحركت أجنحة من قواتنا الضاربة ليلة الجمعة في 31/4/1964 وقامت بتنفيذ العمليات المطلوبة منها كاملة ضمن الأرض المحتلة، وغادرت جميعها إلى معسكراتها سالمة”. وأعلنت العاصفة بياناً سياسياً جاء فيه: “ومن وحي هذا الواقع السيء، أي كون القضية في أدراج الأمم المتحدة كقضية لاجئين وكون العدو يستمر في إرساء قواعد وجوده، انطلقت العاصفة لتؤكد للعدو وللعالم أن هذا الشعب لم يمت وأن الثورة المسلحة هي طريق العودة والنصر… إن هذه الانطلاقة ما هي إلا بداية لحرب تحريرية ذات منهج مخطط ومدروس… تحركنا من منطق فلسطيني مرتبط بتربة الوطن معتمدين على أمتنا العربية وكفاحها والقوى التحررية في العالم”.

ووجهت المقاومة عملياتها بالدرجة الأولى إلى المرافق الحيوية في الأراضي المحتلة، وكانت تركِّز عملياتها ضد منشآت تحويل مجرى نهر الأردن كالأنابيب والخزانات ومحطات ضخ المياه، وكذلك الجسور والسكك الحديدية والدوريات العسكرية ومراكز الشرطة والمنشآت الصناعية. عملت المقاومة الفلسطينية على زعزعة الأمن والاستقرار في كيان العدو وإضعاف الاقتصاد والاستثمار الأجنبي في السياحة، وتخفيض عدد السياح والمهاجرين اليهود. وجدت المقاومة الفلسطينية في دمشق الحضن الآمن لها، حيث أقامت العديد من القواعد ومعسكرات التدريب في سوريا، وفتحت دمشق الباب على مصراعيه للفصائل الفلسطينية، وقدمت لها الدعم والتأييد الكاملين العلني والسري، ما أزعج العدو الإسرائيلي.

وأدت عمليات المقاومة الفلسطينية إلى إجبار “إسرائيل” على إنفاق مبالغ كبيرة من الأموال لمواجهة النضال الفلسطيني، وزعزعة مكانة “إسرائيل” السياسية وتقليص الاستثمارات الأجنبية وفشلت “إسرائيل” في إخمادها أو الحد من تصاعدها، لذلك لجأت لممارسة الضغط والابتزاز على الدول العربية المجاورة لها وتحميلها مسؤولية العمل الفدائي، وزادت من شن الغارات الانتقامية عليها. وهددت هذه الدول بشن الحرب عليها. وقال في هذا الاطار نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك يغال الون في 3 آذار/ مارس 1966 إن “الدول العربية التي تدرب الفدائيين سوف تتحمل مسؤولية عملها. وأعلن رئيس الأركان آنذاك اسحق رابين في 2 آب/ أغسطس 1966 إن لبنان والأردن لم يستخدما كافة الوسائل المتاحة لمنع الفدائيين من التوغل داخل “إسرائيل””، حسب تعبيره.

وفي 21 آب/ أغسطس 1966 أعلن رئيس وزراء العدو آنذاك “ليفي اشكول” أن دولته ستتصدى للعمليات الفدائية بالقوة العسكرية، وحمَّل الدول العربية مسؤولية نشاط الفدائيين. وفي 15 تشرين الأول/ أكتوبر أعاد اشكول إنذاره لسورية، وقال بعد يومين (19/10/1966) أمام الكنيست إنه إذا لم تتراجع سوريا عن موقفها الحالي تجاه “إسرائيل” فسوف تنشب الحرب، وبالفعل شنت “إسرائيل” عدوانها على قرية السموع الأردنية في 13/11/1966 ودمرت منازل القرية والجامع وقتلت العشرات من المدنيين.

وبعد أكثر من خمسين عاماً على انطلاق الثورة، مع ما مرّت به من اختبارات ونكسات ومؤامرات وانتصارات، يتّضح للشعب الفلسطيني والأمة العربية أكثر فأكثر أن خيار “السلام” أثبت فشله، وان الكفاح المسلّح وحده كفيل باستعادة فلسطين، كل فلسطين.

 

🔴1000يوم من العدوان والصمود

#مجزرة_الحيمة_تعز