تعز العز

ماذا تريد عكاظ قوله.. عشقي عرَى مملكة بني سعود!

ماذا تريد عكاظ قوله.. عشقي عرَى مملكة بني  سعود!

يقال ان أول “ملوك قريش” كان يطعم أركان جهازه الاعلامي في ذلك الزمان وهم الرواة والمحدثون بأطيب ما عنده، ليضعوا في “فضائله” الحديث وفي ذم اعدائه من كبار من كانوا حول رسول الله (ص) حتى سمي أحدهم بشيخ “المضيرة”!
فنشأت أجيال من الاعلاميين آنذاك عرفوا بـ”المضيريين” وان لم يأكلوها، من الذين ينتجون الاحاديث ويصنعونها بحجم العطاء الذي يصلهم، حتى انه وصل التمادي في الكذب على رسول الله (ص) حدا، ان احدهم روى “من أكل بصل عكة كمن حج مكة!”، وذلك لتمرير بضاعة بصل (عكي) بقيت على يد صاحبها!.. وقس على هذا قارئي الكريم.
لذلك ظهرت الصحاح (بغض النظر عن مدى صحتها) ونبذت عشرات الالاف من الروايات الموضوعة في فترة الحكمين الاموي والعباسي،
لهذا لا يَعجَب الانسان عندما يقرأ ان قوما تساءلوا بعد سماعهم نبأ استشهاد الامام علي (ع) وهو المزكى بنص آية التطهير ونفس رسول الله بنص آية المباهلة وهارون الامة بنص حديث النبي (ص) والذي حبه علامة الايمان وبغضه علامة النفاق والكفر بأجماع الأمة (الا النواصب).. تساءلوا: وهل كان علي يصلي؟!.. كان ذاك بعد 30 سنة فقط من رحيل رسول الله (ص).
والملوك والامراء والمشايخ من أمثال صاحب “المضيرة” كثيرون اليوم، واذا كان اولئك يأتيهم خراج فارس ومصر والروم ينفقونه على جيوش الوضاعة والكذابين والطبالين، فهؤلاء يملكون اضعافه من البترودولار.. لهذا كثر الطبالون والمداحون والمضيريون وتجمعوا كالذباب على الجيف.. من درجة مفكر عربي وخبير استراتيجي الى مقدمي ومقدمات برامج الطرب والغناء في القنوات التي يمولها “خادم الحرمين” و”ولاة الأمر” من صنوه.. فهناك من شرَع حرمة الخروج عليهم وحكم بـ”الحرابة” على من خالفهم!
والى الآن لم نسمع من كهنة الوهابية ـ عميانا ومبصرين ـ حكم من يدير قنوات الطرب والغناء ومن يروج الخلاعة والسفور والاختلاط.. ولماذا يمنع الناس في السعودية عن ابسط انواع الاختلاط ويلاحقون ويعاقبون عليه.. بينما شياطين الرذيلة واصحاب مراكز الفجور التي سميت اعلاما لا يحاسبهم أحد بل يمدون بالمال والنفوذ ولهم الوجاهة عند “خادم الحرمين”؟
لا ندري كيف يولف ويجمع مشرعوا نظام “خادم الحرمين” وكبار كهنته بين نسك الخطاب الاعلامي وطهر الشعارات “الاسلامية”.. وبين ادوات الخطاب الماجنة في القنوات السعودية المعروفة (روتانا ـ ام بي سي ـ اي ارتي) وشقيقاتهن الممولات من مملكة الكبتاغون والمنتشرات من باكستان الى لبنانستان ومصرستان.
ونصل الى آخر صرعات ابواق “خادم الحرمين” وما تحدثت عنه بوجود قنوات شيعية على قمر اصطناعي اسرائيلي.. والنتيجة التي يريد “البوق” قولها هي ان الصهاينة ينشرون التشيع!!
صراحة.. عهر واضح وانغماس الى الانف في الرذيلة.. لا يصدقها الا من هو اعهر واكثر رذيلة من محرري الصحيفة السعودية ومموليها.. فيا ايها المغتسلون ببول البعير ويا خلف اولئك السلف الذين قادهم “ملك قريش” وهم لا يفرقون بين الناقة والجمل.. ما ظهر من لقاءاتكم مع بني عمومتكم الصهاينة وما نشر عن سياسييكم وجهادييكم واعلامييكم وولاة أمركم من علاقة بآل صهيون وصلت الى الحميمة مع تسيفي ليفني، لا يطهر رجسها ونجسها بحر العرب ولا المحيط الاطلسي..
اتباع اهل البيت كانوا اول من هزم اليهود في تاريخ الاسلام (في خيبر قلعة أجداد أمرائكم) واتباع اهل البيت سجلوا اول هزيمة للصهاينة في تاريخ العرب الحديث.. لم تتمكنوا من استعادة شبر من اراضيكم المحتلة الا بمعاهدة خيانة.. والبعض نسيتموه وسلمتموه باكمله لاسيادكم في تل ابيب والقدس المحتلة.. ومنها جزيرتيكم في مدخل خليج العقبة وعند مضيق تيران (تيران وصنافر)..
اما انتم.. فتنسقون كل صغيرة وكبيرة مع الصهاينة وتحجون كعبة واحدة هي البيت الابيض.. تدعون وعربانكم الاخرون وحلفاؤكم الاقليميون وبعظمة اللسان الى التطبيع معهم، وتجهضون اي عمل مقاوم ضدهم.. وانتم تصرون على حرب المسلمين والعرب في سوريا واليمن والعداء لايران، تتوسلون عمومتكم الصهاينة القبول بتسوية ولو على شبر من ارض فلسطين دون سيادة او كرامة.. وهذا ما اعتبرتموه خياركم الاستراتيجي!

اما سلاحكم الذي تقتلون به المسلمين في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وافغانستان تحت مسميات الاسلام والعروبة والديمقراطية (وهذه الاخيرة من اسخف النكات التي سمعناها، لان بلدا لا يوجد فيه نائب منتخب واحد وبرلمان يشرع وحكومة مسؤولة امام الشعب يتحدث عن الديمقراطية!).. أجل كل اسلحتكم، أميركية بريطانية فرنسية المانية.. يعني اهم الدول الداعمة للكيان الصهيوني المحتل لفلسطين والممولة لمشاريعه النووية والتسليحية والاستيطانية!.. وهل لكم ان تحدثونا عن شروط البيع؟ ام ان تعاونكم مع الصهاينة حذف من بنود البيع شرط عدم استخدامها ضد “اسرائيل” او في تهديد مصالحها!
ايها الاعراب.. ان معايير العمالة والتحالف والتعاون لا تكون بالاتهامات، قال هذا الكذاب السعودي وذلك المفبرك الاميركي او البوق القطري.. انما بعدد القواعد العسكرية ومصادر السلاح والاحلاف المشتركة ـ بالضبط كما تحدث قبل يومين السفير الاماراتي في واشنطن ـ في عدد الجنود الذين يستضافون والقلادات والاوسمة التي تعلق في الرقاب والرقصات المشتركة والكؤوس التي تقرع (cheers)!
لو كان الصهاينة حلفاء الشيعة او العكس كما تزعمون، فلماذا لا تحاربون الصهاينة ولو لمرة واحدة كما تحاربون التشيع وتقتلون اتباعه بالطائرات والصواريخ والانتحاريين والمفخخات، وترونا واحدة من “حزمكم” ضد الصهاينة؟!
37 سنة وانتم تجهرون بعدائكم للشيعة كما تقولون  وتشاركون بكل المؤامرات الاميركية والصهيونية ضده وتقتلون الشيعة (وباقي المسلمين وكل من يعارضكم) في باكستان وافغانستان وايران والعراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين ومصر والاحساء والقطيف.. حتى بلغ الامر نيجيريا.. اسبوع واحد بل ساعات حاربوا “حلفاء الشيعة” الصهاينة كما تزعمون؟!
لكن الجميع يعرف جيدا.. لو كان التشيع حليفا للصهاينة لما تجرأ بدوي ان يتحدث بذلك، ,,,,؟!!

بقلم: علاء الرضائي