تعز العز

وباء الكوليرا يهدد ملايين اليمنيين مع موسم الأمطار وتدهور الرعاية الصحية بسبب العدوان

 

 اليمن، البلد الذي يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، يرتفع فيه منسوب التخوف من عودة تفشي وباء الكوليرا مع بداية موسم الأمطار ومع بداية عوارض انتشار جديد للوباء يهدد حياة الملايين من أبناء هذا البلد الذي أثقلت كاهله المجازر الدموية المستمرة. كما حذّر باحثون بأن عودة تفشي وباء الكوليرا في اليمن يمكن أن يأثر على ملايين الأشخاص بسبب تدهور مستوى الرعاية الصحية بصورة كبيرة جرّاء تبعات عدوان التحالف بقيادة “السعودية”.
فريق دولي من الباحثين دعا إلى حملة للحفاظ على الصحة العامة، خصوصاً خلال شهر رمضان، الذي يبدأ منتصف مايو الحالي، إذ كشفت نتائج دراسة أجريت عن أن بعض العادات المرتبطة بالشهر الكريم ربما تكون ساعدت في تفشي المرض خلال العام الماضي، حيث يتجمع الناس في كثير من الأحيان لتناول الوجبات المسائية المشتركة الكبيرة، كما يأكلون بشكل متكرر أكثر من الباعة المتجولين، وهذه الأمور تزيد من إمكانية انتشار المرض. مجلة “ذي لانسيت غلوبال هيلث” الطبية، في تقرير،بينت أن فريق البحث دعا السلطات الصحية المحلية إلى تعزيز التدابير على وجه السرعة من أجل تخفيف الأخطار، وذلك من خلال اعتماد سلسلة من الإجراءات، تشمل التلقيح وتوزيع المعدات اللازمة لتطهير المياه وإصلاح البنية التحتية للصرف الصحي.
ووجه الفريق، كذلك، دعوة إلى المسؤولين المحليين والمانحين والشركاء الدوليين للعمل على التخفيف من خطر حدوث موجة جديدة من وباء الكوليرا في اليمن، وهذه الموجة محتم حدوثها خلال موسم الأمطار الذي يبدأ منتصف أبريل ويمتد إلى نهاية أغسطس. الدراسة الطبية، نبهت إلى أن الخطر الذي يهدد بانتشار الوباء في هذه الآونة كبير ويجب أن يكون الجميع على دراية ويستجيبوا بسرعة، مذكرة بانتشار المرض خلال العام الماضي، حيث سجلت الأسابيع الأربعة الأولى من موسم الأمطار زيادة 100 مرة في الإصابات، ما أدى إلى انتشار المرض في جميع أنحاء العالم.
إلى ذلك، يعتقد الفريق أن 54 في المئة من المناطق في اليمن يمكن أن تتأثر بتفشي الوباء في عام 2018، ما يُعرض أكثر من 13,8 مليون يمني للخطر. وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” قد وجهت تحذيرا حول سرعة انتشار الكوليرا “بصورة غير مسبوقة” في اليمن، حيث أعلنت المنظمة في يونيو 2017، ظهور ما يقرب من 70 ألف حالة إصابة بالكوليرا، فيما توفي نحو 600 شخص خلال شهر واحد فقط. يشار إلى أنه منذ بداية العدوان السعودي في مارس 2015، استشهد أكثر من 10 آلاف يمني وأصيب 53 ألفاً بجروح، الأمر الذي تسبّب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم بالوقت الحالي، وفق تصنيف الأمم المتحدة، وذلك مع وجود 22,2 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية ونحو 8,4 مليون شخص على شفير المجاعة، فيما يعاني نحو مليون يمني من الكوليرا. هذا وعلى الرغم من التحذيرات المتزايدة بشأن وباء الكوليرا، فقد انتشر داء “الدفتيريا”، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية عن رصدها 84 حالة وفاة بمرض الدفتيريا في اليمن، منذ أكتوبر 2017.