تعز العز

من ذكرة المقاومة اللبنانية : من ميدون الأسطورة إلى ’وإن عدتم عدنا’: نحمي ونبني

 

قبل 30 عاماً، وعند بوابة البقاع الجنوبية في قرية ميدون سجلت المقاومة الإسلامية أحد أكبر انتصاراتها الخالدة، في ساعات قليلة أسقط نفر قليل من المجاهدين أكبر عملية عسكرية تشنها ألوية النخبة في جيش العدو الصهيوني، كان الهدف منها قلب ميزان المواجهة، وشطب المقاومة من معادلة الصراع، لكن المجاهدين قاتلوا حتى الطلقة الأخيرة، وحتى آخر نقطة دم في عروقهم، وأسقطوا أولى محاولات العدو لتبدأ من ملحمة ميدون الخالدة التي سجلت في تاريخ العدو كأسطورة.. بداية زمن الهزائم لـ”إسرائيل”. حدث ذلك في 4 أيار /مايو 1988.

وقائع المواجهات كما يرويها جرحى تلك الملحمة

نشرت “العهد” في العدد الذي تلا مواجهات ميدون البطولية مشاهدات رواها المجاهدون الجرحى الذين أصيبوا في تلك الملحمة، وهي تقدم وقائع من الميدان حول ما جرى، والبداية مع أحد الإخوة الجرحى الذي أصيب بأربع طلقات في أنحاء جسده وكان يُعالج في مستشفى جب جنين:
“كنا مجموعة مؤلفة من 10 مقاتلين وكانت المواجهة مع الصهاينة وجهاً لوجه وقد رأيت آليات تحترق. لقد استعملوا القذائق العنقودية في الهجوم. وقال لقد اشتبكنا مع العدو في بداية الهجوم قرابة النصف ساعة، بعدها رأيت عشر جثث يحملونها إلى الميركافا.
وروى مجاهد جريح آخر كان يعالج في مستشفى الإمام الخميني: “شارك في العملية 8 طائرات مروحية وكان جنود الاحتلال يختبئون حول الصخور ويخافون التقدم نحونا.

ثم قال كنت في النقطة الأولى للمواجهة وقد استطعت ان اقتل جندياً اسرائيلياً كان يتقدم نحونا فوقع أمامي وعلى بعد 15 متراً واستطعت أن أصيب آخر كان مختبئاً وراء صخرة عندما حاول أن يرصد تحركاتنا.
أما الجنود الصهاينة فكان بعضهم يتكلم العربية لقد سمعت صراخهم ونداءاتهم.

وشرح مجاهد ثالث “كنت مع احد الأخوة في مكان ما وعندما سمعنا بعض الاصوات وراء شجرة عليق، بادرهم أخي برمي عدة قنابل عليهم ولم نسمع بعدها منهم أي شيء.

أحد الإخوة المجاهدين الذين شاركوا في التصدي البطولي قال: انسحابي من البلدة كان معجزة، فبعد أن نفذت ذخيرتي انسحبت من البلدة بقيت أزحف نحو ساعتين ونصف الى أن وصلت الى أحد الأماكن الآمنة الساعة السادسة والنصف مساءً.
شهادة جريح ثالث كشفت أن الصهاينة كانوا على بعد عدة أمتار منا وقد رأيت أربع آليات تحترق بعد أن أصابتها راجمة صواريخ وشاهدت عملية نقل الاصابات بدبابات الميركافا.

أحد الإخوة الجرحى قال “حاولنا تطويقهم عدة مرات فكانوا يلجأون الى القصف المدفعي وقد كان يسقط في الدقيقة الواحدة نحو ستين قذيفة ما عدا صواريخ الطائرات المروحية التي كانت تقصف المنطقة بغزارة.

وقال: لقد رأيت الاسرائيليين بعدما دخلوا طرف البلدة الجنوبي يدمرون منزلين وذلك عند الساعة الثانية بعد الظهر (الأربعاء) وكانت القوة الاسرائيلية تقدّر بألفي جندي مع 30 آلية وأما المجموعة الأولى التي التحمت مع الاسرائيليين فاعتقد أنها قاتلت حتى الشهادة لأننا كنا نحن عند طرف البلدة بشكل مجموعة اسناد.

جريح رابع انسحب صباح يوم الخميس أي في اليوم التالي للمواجهة البطولية قال: لقد رأيت تسع جثث للصهاينة في أرض المعركة كانوا ينقلونهم وهم يصرخون. وقد بقيت أزحف لساعات طويلة حتى غبت عن أنظارهم. ومع ساعات الفجر الأولى استطاع انقاذي الأخوة الذين كانوا يقومون بعملية استطلاع لميدون بعد المواجهة.

وقال إن “مجموعتي المؤلفة من ثمانية مجاهدين قاتلت حتى الرصاصة الأخيرة وكانت المعارك تدور بيننا من صخرة الى صخرة ومن منزل الى منزل”.
و”عدد قتلاهم وجرحاهم كان كبيرا ولقد استطعنا ايقافهم وعدم تمكينهم من دخول البلدة حتى الساعة الخامسة مساء عندها كانت الذخيرة قد نفذت من معظم الإخوة”، ثم أخذ يردد كلمات مقطعة ليدخل بعدها غرفة العمليات.

العدو يعترف: “القتال كان صعباً” وحزب الله كان الهدف

بثت إذاعة العدو الصهيوني في حينه تقريراً عن الاجتياح الذي استهدف قرية ميدون في البقاع الغربي، نعرض هنا مقتطفات مما جاء فيه:
ـ قائد العملية العسكرية قال: إن العملية تندرج في نطاق سياسة المحافظة على أمن القرى الحدودية الشمالية، إننا فخورون لإلقاء هذه المهمة على عاتق المظليين ( في تأكيد على مشاركة القوة المظلية بعد فشل القوات البرية والمدرعة في اقتحام ميدون)”.

واعترف قائلاً: ” القتال في القرية كان صعباً”… “تقدمنا باتجاه مداخل القرية.. والمخربون بقي معظمهم داخلها”.
“ميدون كما هي معروفة تحتل موقعاً استراتيجياً.. استغله حزب الله منذ عامين كنقطة انطلاق ضد الجيش الاسرائيلي والجنوبي، وكذلك لوضع عبوات ناسفة على جانبي الطريق التي تمر فيها الاليات العسكرية الاسرائيلية”.

اما قائد المنطقة الشمالية فلخص العملية بقوله: ” تمت على مرحلتين:

المرحلة الأولى شملت تمشيط 4 قرى درزية وهي عين عطا، كفرالزيت ـ ميمس والخلوات وتم خلالها تفتيش دقيق عن المخربين و” ومعاونيهم في كل منزل ومنزل، كما جرى التحقيق مع عدد من المشبوهين بالتعاون مع المنظمات “التخريبية” للقيام بأعمال “إرهابية” ضد اسرائيل. اما المرحلة الثانية فقد تركزت على هجوم واسع النطاق على معاقل ميدون”.

ـ اسحاق رابين وزير حرب العدو يومها أكد ان العملية بمرحلتيها كانت تهدف إلى “ضرب قواعد حزب الله في ميدون”.
وأشار إلى ان تمشيط القرى الأخرى كان بغية “الحيلولة دون خلق وضع كالذي تطور في قرية ميدون (مشيراً إلى تمركز حزب الله الذي بات يشكل خطراً على امن إسرائيل هناك).

ورداً على سؤال قال رابين: “إن العملية لم تكن موجهة ضد السوريين ولم تكن أية نية إسرائيلية لتطور مواجهة عسكرية معهم”.
ـ اما أوري لوبراني، منسق ما يسمى بالأنشطة الاسرائيلية في لبنان، فتحدث عن الحزام الامني قائلاً: “اعتقد أن أحدًا لم يقل قط أن حدود الحزام في جنوب لبنان هي شيء مقدس أو خطوط حمراء، وليس من شك أنه إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك فسنقوم في المستقبل أيضاً.. بعمليات مماثلة حتى ولو كلفتنا ثمناً”.
ويبقى أن ما مهدت له ملحمة ميدون من انتصارات استكملها المجاهدون على مدار المواجهة العسكرية، وعلى جبهة الدفاع عن المحرومين والمظلومين إعماراً يتوج بشعار #نحمي_ونبني الذي يحفظ وصية سيد شهداء المقاومة الاسلامية #سنخدمكم_بأشفار_عيوننا.

المصدر / العهد الأخباري

 

 #يد_تحمي_ويد_تبني

#انفروا_خفافا_وثقالا

 

 

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا