تعز العز

السعودية تمتشق السلاح النووي بمساعدة الكيان الاسرائيلي وباكستان

منذ إطلاق “الربيع العربي” المشؤوم، والأثير الإعلامي يعج بأنباء ما يسمى “صفقة القرن” بين السعودية وعرب أميركا من جهة، والكيان الاسرائيلي من جهة ثانية، طبعا برعاية العراب الاميركي. وتهدف هذه “الصفقة” الى:

1 – ضرب المقاومة الفلسطينية، وتحطيم ارادة الشعب الفلسطيني، وتصفية القضية الفلسطينية بوصفها الحلقة المركزية التي تجمع حركات التحرير العربية والاسلامية والاممية. ومن ثم الاستفراد بكل حركة تحرير على حدة، ومحاصرتها وخنقها في الشرانق الانعزالية على طريقة “لبنان اولا” و”النأي بالنفس”.

2 ـ عزل وتحطيم وتقزيم محور المقاومة وقاعدته الأساسية ايران الثورة.

3 – وضع يد أميركا والكيان الاسرائيلي والسعودية على منطقة “الشرق الاوسط الكبير”، والهيمنة التامة أو شبه التامة على منطقة شرقي المتوسط تمهيداً لاستخراج النفط والغاز منها، وهو ما سيكون المحور الرئيسي للاقتصاد العالمي في الـ 50 ـ 100 سنة القادمة. ومحاولة “تحييد” روسيا والصين والاتحاد الاوروبي وتركيا بإعطاء كل منها حصة مناسبة من الكعكة الكبيرة.

كل ما يقوم به “المعسكر الاميركي” الآن على خريطة “الشرق الاوسط الكبير”، من تفجيرات “داعش” وطالبان في العراق وافغانستان وباكستان الى عرقلة وتأخير تشكيل الوزارة في لبنان، وتحويله التدريجي الى مكب للنفايات، انما هو نقلات صغيرة او كبيرة على رقعة دومينو “صفقة القرن”.

على هذه الخلفية نشرت جريدة “الحقيقة” – “PRAVDA” الالكترونية الروسية مقالا جاء فيه – على لسان موظف كبير في المنظمة العسكرية الاسرائيلية IHLS (الامن القومي لـ”اسرائيل”) ـ أن الحكومة الاسرائيلية بدأت تبيع المملكة السعودية معلومات تتعلق بتطوير الاسلحة النووية.

الموظف المعني هو آمي دورون، أحد كبار الخبراء الاسرائيليين بالاسلحة النووية، أدلى بتصريحه آخذاً بالاعتبار ازدياد امكانية قيام سباق تسلح نووي في الاقليم. وتجدر الاشارة ان منظمة IHLS انما يجري تمويلها جزئيا من قبل الشركة الاميركية العملاقة Raytheon، التي تعمل في اطار صناعة الاسلحة كما تقول وكالة mintpressnews.com.

والتعاون بين الكيان الاسرائيلي والمملكة السعودية في حقل برنامج تطوير الأسلحة النووية يدل على مدى عمق التقارب بين البلدين.

والعدو الاسرائيلي هو كيان نووي منذ عدة عقود، مع أن “تل ابيب” لا تعترف بذلك رسميا. والترسانة النووية الاسرائيلية لا تزال سرية، الا أن الكيان لم يوقع على معاهدة عدم انتشار السلاح النووي. ومن المعتقد أن ما يسمى “الدولة” اليهودية تمتلك ما بين 100 و 200 رأس نووي. وهي قد حصلت على مساعدة الدول الغربية، ولا سيما فرنسا، لتطوير سلاحها النووي. كما انها تهتم بسرقة المواد المتعلقة بتطوير هذا السلاح.

ويعزو كيان العدو والسعودية امتلاكهما للاسلحة النووية الى مخاوفهما من الترسانة النووية لايران. علما أن ايران لم تعمل مطلقا لتطوير برنامج تسلح نووي، وامكانية أن تقدم على ذلك غير متوفرة في الشروط التي تفرضها الاتفاقية النووية التي وقعتها ايران مع الدول الكبرى بمن فيها أميركا وروسيا والصين.

وهذا يدفع الى التساؤل عن الأسباب الحقيقية لخروج أميركا من الاتفاقية النووية، بطريقة مسرحية ووحيدة الجانب. وقد سارعت أميركا في حينه الى الادعاء بأنها تخرج من الاتفاق بحجة ان ايران تخرق الاتفاق ولا تلتزم به وهي التي تريد الخروج منه. وهذه كلها كانت حجج الهدف منها ايجاد المبررات للسعودية لامتلاك السلاح النووي كخطوة مهمة على طريق تطبيق “صفقة القرن” بالتصدي العدواني للجمهورية الاسلامية الايرانية. ولكن القيادة الايرانية كانت على درجة من الوعي والحكمة انها أفشلت الخطة الاميركية في مهدها وأعلنت التمسك بالاتفاق النووي طالما أن الدول الاخرى الموقعة عليه تلتزم بتوقيعها ولا تنجر الى افخاخ ضغط المقاطعة والعقوبات الاميركية.

الجدير بالذكر أن بداية اهتمام المملكة السعودية بامتلاك السلاح النووي تعود الى بداية انتصار الثورة في ايران، ولكن الحجة آنذاك كانت: امتلاك الكيان الاسرائيلي للسلاح النووي. ومنذ أمد قريب اشترت السعودية من الصين عدة صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية. وقد قامت المملكة بشراء هذه الصواريخ بعد تمويلها للبرنامج النووي الباكستاني. ومن جهتها قامت باكستان بانتاج عدة رؤوس نووية لصالح السعودية سنة 2013. وبعد ثلاث سنوات، وفي مقابلة مع Fox News، اكد عميل السي آي ايه السابق دوين كلاريدج انه بفضل تمويل برنامج باكستان النووي تمكنت السعودية من الوصول الى عدد من القنابل النووية. وبقي غير معلوم ما اذا كانت الرؤوس النووية وصلت اخيرا الى السعودية.

وفي آذار/ مارس من هذا العام، صرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة مع قناة CBS News، ان بلاده ستعمل للحصول على السلاح النووي، اذا فعلت ايران الشيء نفسه. وقال حرفيا “ان المملكة السعودية لا تريد الحصول على السلاح النووي، ولكن بلا شك اذا فعلت ايران ذلك، فإننا سنقوم بالاجراءات المناسبة في اسرع وقت ممكن”. ولكنه لم يشر الى ان المملكة حصلت على امكانية الوصول الى السلاح النووي قبل عدة سنوات.

اضافة الى ذلك، وتقريبا في الوقت نفسه تواترت أنباء بأن السعودية طلبت من الولايات المتحدة الاميركية السماح لها بتخصيب اليورانيوم بهدف صناعة السلاح النووي.

واخيرا تطرح جريدة “PRAVDA.RU” السؤال التالي:

ـ اذا حصلت السعودية على السلاح النووي، هل يوجد خطر لوصول هذا السلاح الى المنظمات الارهابية ـ التكفيرية؟

وهي تجيب على هذا السؤال بما يلي:

اولا ـ ان السعودية تتبنى ايديولوجية الفكر الوهابي، الذي هو أحد المنابع الفكرية الرئيسية للمنظمات الارهابية ـ التكفيرية.

ثانيا ـ ان “قابلية” حكام السعودية لارتكاب الجرائم الوحشية ضد الانسانية هي كبيرة جدا. فمنذ 2015 يشن التحالف الذي تقوده السعودية عدوانا وحشيا صارخا ضد الشعب اليمني المظلوم. ويجري بشكل ممنهج تدمير البنية التحتية للدورة الحياتية في اليمن، ويفرض الحصار والحرمان من الغذاء والدواء ومياه الشرب النظيفة على عشرات ملايين اليمنيين، الذين تنتشر بينهم الكوليرا وغيرها من الامراض والاوبئة. ولا يرف جفن لحكام السعودية امام هذه الفظائع. بل هم يصمون آذانهم تجاه جميع اشكال الشجب والاستنكار من كافة انحاء العالم.

ثالثا ـ بناء على ما تقدم فإن احتمالات وصول او ايصال اسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي التاكتيكي الى المنظمات الارهابية هي مرتفعة جدا.

هذا الخطر يكبر مع الهزيمة النكراء لتنظيم “داعش” و”النصرة” واضرابهما في سوريا والعراق. وليس من المستبعد ان تعمد اميركا والكيان الاسرائيلي والسعودية لاعادة تجميع فلول “الجيش الارهابي ـ التكفيري العالمي” على الاراضي السعودية، ومنحه بركة شيوخ الوهابية، وتسليحه باسلحة الدمار الشامل، الكيماوية والجرثومية والنووية، واطلاقه لاكتساح شرقي المتوسط ضمن مخطط “صفقة القرن”.

 

#الصرخة_في_وجه_المستكبرين

 

 #أعيادنا_جبهاتنا

 

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا