تعز العز

الحاوي الأمريكي فـي دائرة النار

دون تخصيص حصة باليستية وازنة في حسابات الردع اليمني للإمارات، فإن هذه الدويلة ستبقى ذراعاً في الماء يراهن عليها الثنائي الاستعماري الأمريكي البريطاني في تعويض ما تخسره الذراع السعودية المكتوية بالنار، وتلافي الأكلاف السياسية المترتبة على خسائر هذه الأخيرة ميدانياً.
بالنقيض للمملكة التي تتلقى هزائم قاسية مستمرة في عمقها الجنوبي، على أيدي محاربي الجيش واللجان، وتمطر صليات صواريخنا الباليستية مضاجع ملوكها فتدفع بتناحرات مقاصيرها الأميرية إلى الواجهة المنظورة، تبدو الإمارات أشبه بالبائع نقداً، فهي متخففة من تبعات القيادة مثقلة بمزاياها.. قريبة من قطاف مغانم الاحتلال وبعيدة عن الشوك. إنها تبسط سلطتها -ظاهرياً- على معظم الجغرافيا المحتلة، وتناور في السياسة بأكثر من لافتة محلية ذرائعية، غير مضطرة للتمترس خلف دعوى (دعم الشرعية) كورقة توت يتيمة حال جارتها الكبرى؛ ومؤخراً باتت -حتى هذه الورقة المهترئة- في كيل الإمارات بضم (عبد ربه هادي) إلى جملة دُماها، مع نفوق الكثير من هذه الدمى في الهجوم الصبياني الأكبر لاحتلال الحديدة، وانفضاح عورات الحصرية الإماراتية كسابقة تهدد مشروع العدوان برمته.
ما الذي كان ليغري الأفعى بالخروج من جحرها الآمن إلى عراء مقامرة حافلة بالمخاطر كمقامرة الساحل الغربي، لولا حاجة الحاوي الأمريكي البريطاني إلى (الحديدة) كجوهرة لا يكتمل عقد هيمنته المائية بغيرها؟!
تتكشف اليوم ريوع الهجوم الأكبر العاثر والمستمر على الحديدة؛ فالإمارات باتت في بؤرة حلقة النار، بعد أن ظلت لثلاثة أعوام على هامشها، وعوضاً عن أن تستدرج القيادة الثورية عسكرياً لتقع في مستنقع الحساسيات الاجتماعية الجنوبية التي يتمترس خلفها الاحتلال، وقعت الإمارات في أشداق الرمال المتحركة الفاغرة في الساحل الغربي بشوق ابتلاعها، ودفعت بمخزون مرتزقتها الوافر في غابة من بنادق محاربي الجيش واللجان والنفير الشعبي القبلي المتعطش لملاقاة الأفعى الإماراتية خارج جحرها الجنوبي الآمن، والذي لن يعود آمناً كحاله قبل متغيرات الاشتباك في طوره الأسخن بالساحل الغربي، وسقوط الخطوط العريضة عسكرياً وسياسياً وإنسانياً لسيناريو احتلال الحديدة.
لن يعود بمقدور الحاوي الأمريكي البريطاني تنغيم معزوفة تحالف العدوان شطرياً وترقيص أفاعيه في بضع سلال معزولة عن بعضها لخداع وتأليب الرأي العام المجتمعي في الجنوب والشمال والشرق وتهامة، فقد باتت كل أفاعيه المحلية والإقليمية حبيسة سلة وحيدة تتناحر في ما بينها، عوضاً عن أن ترقص على معزوفات الدعاوى المناطقية والطائفية الاستعمارية بغية تلهية جمهور المظلوميات الاجتماعية، وتشتيت انتباه قواعدها وأنصارها عن الأهداف الحقيقية لتحالف عدوان لا يكن وداً لشمال ولا لجنوب ولا لوسط.
للمرة الأولى منذ بدء العدوان يضطر الإماراتي للنهيق بصوت عالٍ نشاز وعلني على عتبة جولة مفاوضات سياسية مرتقبة يفترض لها أن تكون (يمنية – يمنية)… نهيق ناجم عن مستوى من الألم غير المعهود تكتوي به الإمارات للمرة الأولى، وهو –برغم وقاحته وصفاقة اشتراطاته- يبقى نهيقاً إيجابياً لجهة وضوح ملامح المدير الإقليمي للدمى المحلية الراقصة على خشبة مسرح العدوان، وصولاً إلى سفور ملامح المدير الكوني الأمريكي المحرك لمجمل الدمى المحلية والإقليمية باعتباره صاحب المصلحة الحقيقية بالأصالة في عدوان تشغل واجهته جوقة من (الدوبليرات) والناهقين بالإنابة.
ينهق (قرقاش) مشترطاً فيموء (عبد ربه هادي)، ويتعين على الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن أن تتعاطى مع المواء باعتباره صوتاً لا صدى، وذاتاً مستقلة لا دمية مملوكة، وطرفاً آخر في اشتباك يقف على ضفته المقابلة أبناء الأرض الحقيقيون المدافعون عنها المالكون لزمام أمرهم بلا وصاية، وزناد بندقيتهم بلا منازع، ويتعين عليهم أن يفاوضوا عبداً فيه شركاء متشاكسون لا يقوى على دخول دورة المياه والخروج منها إلا بإذن أسياده، وفقاً لاعتراف (وزير داخلية الشرعية)!
لقد شرعت (الإمارات) تتألم كامتداد لألم مديرها الكوني الأمريكي على خلفية الصفعات العسكرية والاستخبارية المهينة التي تلقاها دماغه العملياتي في الساحل الغربي، لا سيما مع سفور رعايته المباشرة لسيناريو احتلال الحديدة في عملية قَدَّر لها أن تكون (خاطفة)، فقُتل كيف قدَّر..
على أن مستوى الألم الذي لحق بأمريكا في اشتباك محاربينا الأشداء مع أبرز توابعها (دويلة الإمارات) في الساحل الغربي، ليس – بعد- مستوى الألم المطلوب لإرغام (واشنطن – لندن) على العدول عن عدوانهما وحصارهما لشعبنا بغية قسر قواه الوطنية على التسليم بمصالحهما الاستعمارية، وتمكينهما من احتلال الأرض (شرفاتها المائية تحديداً) تحت مسميات سياسية أممية مخاتلة.
إن نقل المعركة إلى عقر قيادة تحالف الاحتلال في (عدن)، هو خطوة نوعية على طريق إثخان العدو بمستوى الألم الكفيل بجعله يذعن، وبما يفتح أفقاً أمام أبناء الأرض لتحرير ما وقع في قبضة الاحتلال منها، عوضاً عن التموضع في نسق دفاعي داخلي خشية وقوع المزيد من الأرض في قبضته..
إن استهداف ناقلات النفط التابعة لدول تحالف العدوان في البحر الأحمر، ودخول (أبوظبي) فعلياً على جدول الرحلات اليومية الباليستية اليمنية كوجهة لصواريخنا، أمر لا غنى عنه لتقويض البنية العائلاتية المالكة في الإمارات، وبروز تناحراتها المواربة إلى العلن، وتهيئتها كفريسة مواتية للأزمات الاقتصادية، كما وتهديد رأس المال المالي العالمي في أهم حلقة من حلقاته المركزية الكونية.
عدا ذلك، فإن دورات الإنقاذ الأممي لمشروع العدوان ستستمر بالتوازي مع دورات الدم اليمني المسفوك بلا عزاء أممي ولا خشية دولية من ردات فعل تخل بتوازن الكرة الأرضية.

 

 ✍🏼صلاح الدكاك

#الصرخة_في_وجه_المستكبرين

 

#أعيادنا_جبهاتنا

 

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا