تعز العز

مجلس الشيوخ الامريكي : داعش هي ال سعود … وال سعود هم داعش؟

 

 

كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية المسعى السعودي لإظهار صورة معاكسة لحقيقة ارتباطها الجوهري بتنظيم داعش في حين واصل مجلس الشيوخ الأمريكي مناقشة علاقة بني سعود بالوهابية التي أفرزت داعش واعتماد النظام السعودي الرسمي على الوهابية لفرض حكمهم على الناس باسم الدين

 

فقد تطرق الكاتب “إيان بلاك” في مقال نشرته الغارديان إلى سجن الحائر جنوب الرياض الذي يضم متهمين بالإرهاب والمعارضين السياسيين على حدّ سواء ويديره جهاز الأمن الداخلي، والذي ادعى تنظيم “داعش” تدميره بعد إعدام السعودية لـ47 شخصاً (من ضمنهم الشيخ نمر باقر النمر)، معتبراً أن ترحيب السلطات السعودية، بزيارة الصحافيين إلى السجن وتسليط الضوء على حياة آلاف السجناء وظروف سجنهم وإعادة تأهيلهم يهدف إلى الإبهار والتضليل على حقيقة ما يجري في الداخل، من تعذيب للسجناء والظروف القاسية التي يعيشونها

 

وكان الكاتب والصحفي الأمريكي الكبير توماس فريدمان قد فتح ملف داعش والسعودية قبل أشهر حين كتب تحت عنوان ( صديقتنا للأبد الراديكالية الإسلامية.. السعودية ) .وكان فريدمان يعلق على تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” عن رسالة أرسلها 200 جنرال متقاعد في الجيش الأمريكي إلى الكونغرس، محذرين فيها من تداعيات اتفاق النووي على الأمن القومي الأمريكي.ورأى فيردمان أن الرسالة احتوت على نقاشات مشروعة مع وضد الاتفاقية، لكن نقاشا ظهر في الرسالة كان خطيرا وغير صحيح، ويتعلق بالتهديدات الحقيقية على أمريكا والنابعة من الشرق الأوسط.

 

ورفض فيردمان كلام الجنرال توماس ماكينري، النائب السابق لقائد القوات الأمريكية في أوروبا عن الاتفاقية، الذي قال فيه: “ما لا أحبه فيها هو أن القادة الكبار للراديكالية الإسلامية في العالم هم الإيرانيون، فهم تجار الراديكالية الإسلامية في كل أنحاء الشرق الأوسط، وفي كل أنحاء العالم، وسنساعدهم على امتلاك الأسلحة النووية”.

 

ورد فيردمان على الجنرال بالقول إن لقب “باعة الراديكالية الإسلامية” لا يمت للإيرانيين بصلة، لأنه صفة “حليفتنا المعتبرة السعودية”.وبعد أن تحدث عن تغطيته كصحفي “للهجوم الانتحاري عام 1983 على ثكنات المارينز في بيروت، الذي يعتقد أنه من عمل مخلب الحليف  الإيراني “حزب الله”، قال فريدمان إن “الإرهاب الإيراني ضد الولايات المتحدة كان في طبيعته جيوسياسيا: الحرب بوسائل مختلفة لإخراج الولايات المتحدة من المنطقة حتى تتسيّدها إيران وليس نحن”.

 

ويقارن فريدمان إرهاب إيران بهجمات أيلول/ سبتمبر 2001 ، التي شارك فيها 15 سعوديا من بين 19 انتحاريا، معتبرا أن الهجمات كانت “مدمرة لاستقرار واعتدال العالم العربي والإسلامي بشكل عام أكثر من مليارات ومليارات الدولارات التي استثمرتها السعودية منذ سبعينات القرن الماضي من أجل محو التعددية في الإسلام -الصوفية والمعتدلون السنة والشيعة- وفرض نسخة سلفية وهابية طهورية معادية للحداثة والمرأة والغرب نشرتها المؤسسة الدينية السعودية”.

 

وبهذا السبب، يرى فيردمان أنه ليس مصادفة أن ينضم الآلاف من السعوديين لتنظيم الدولة الإسلامية. ولم يكن مصادفة أيضا قيام الجمعيات الخيرية في الخليج العربي بالتبرع للتنظيم. والسبب كما يقول فيردمان “أن هذه الجماعات السلفية  الجهادية خرجت من الوهابية، وهي التي تقوم السعودية بحقنها في المساجد والمدارس من المغرب إلى باكستان وإندونيسيا”.

 

ويقول فيردمان إن الولايات المتحدة امتنعت عن وصم السعوديين بهذه التهمة؛ “لأننا أدمنا على نفطهم. والمدمنون لا يقولون الحقيقة لمن يروجون لها”.وينتهي فيردمان إلى القول بأن “السعودية تحالفت مع الأمريكيين في عدد من القضايا، وهناك معتدلون ممن يمقتون السلطات الدينية المتطرفة ، لكن الحقيقة باقية، وهي أن تصدير السعودية للإسلام الطهوري الوهابي كان من أسوأ ما حدث للتعددية العربية والإسلامية في القرن الماضي”. أما عن إيران فقال إنه “في الوقت الذي تعدّ فيه طموحات إيران حقيقية، ويجب تحديد خطرها، لكن لا تشتري الكلام التافه الذي يقول إنها المصدر الوحيد لعدم الاستقرار في المنطقة.