تعز العز

💢ثورة 21 أيلول (بوصلة شعبية تشير نحو الكرامة)

فـي وقت أوقعت فيه القوى السياسية البلد في قبو الوصاية وانحرفت بآمال الشعب
ثورة 21 أيلول (بوصلة شعبية تشير نحو الكرامة)

لم تكن ثورة الشعب في الـ21 من أيلول 2014، وليدة اللحظة، بل كانت نتاجاً لسنوات عديدة
من التضحية والفداء في سبيل مقارعة الظلم وأدوات الوصاية الأمريكية على الوطن والموزعة على من يتقاسمون الحكم. بيد أن ازدياد الظلم وتدهور الأوضاع المعيشية والأمنية في صنعاء وعموم الوطن، عقب انفراد حزب التجمع اليمني للإصلاح بالحكم، مستغلاً ثورة الشباب في 2011، استوجب الأمر تصويب مسار الثورة واستنقاذ الشعب من انحراف اودى بهم مجددا في قبو الوصاية ، فكانت 21 أيلول 2014 بقيادة أنصار الله في الموعد. وفي هذا التقرير نعرض باختصار مراحل التصعيد الثوري دفاعاً عن لقمة عيش المواطنين، والمحطات التي توقف عندها الثوار قبل ذلك لمقارعة الجماعات التكفيرية الإرهابية.

اليمن يستنجد بثورة
دخل اليمن بعد صعود حزب الإصلاح إلى الحكم إبان ما سميت ثورة 11 فبراير 2011، عبر المبادرة الخليجية، في أتون الفوضى الأمنية، فكان الإرهاب هو سيد الموقف، فدشن الاغتيالات والتفجيرات الإرهابية بعد انتقال السلطة بثلاثة أشهر عندما استهدف كتيبة عرض عسكري من قوات الأمن المركزي بميدان السبعين في 21 مايو 2012، بتفجير انتحاري راح ضحيته 120 شهيداً، بل وصل به الحد إلى استهداف مقر وزارة الدفاع بالعاصمة صنعاء، في 5 ديسمبر 2013، عندما هاجم عناصره مستشفى العرضي داخل المجمع، موقعين عشرات القتلى والجرحى.
والتزمت حكومة الوفاق والسلطة الانتقالية الصمت أمام ما يحدث، كونها من تدير تلك الأحداث، وعلاوة على ذلك أصدرت قراراً برفع الأسعار، ما توجب معه اندلاع ثورة شعبية عارمة تصحح مسار ثورة الشباب في 2011.

مراحل التصعيد الثوري
في 30 يوليو 2014 قررت حكومة الوفاق الوطني رفع الدعم عن المشتقات النفطية، بمعنى فرض جرعة على المواطنين تزيد الوضع المعيشي سوءاً في ظل انعدام الأمن، الأمر الذي أدى الى اندلاع احتجاجات في وسط صنعاء وغيرها من المدن، ضد القرار.
بعد 4 أيام، دعا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أبناء الشعب للخروج والتظاهر رفضاً للقرار، محذراً السلطة حينها من الاستمرار فيه كي لا يضطر الشعب إلى خيارات أخرى.
في 17 أغسطس وجه السيد دعوته إلى الشعب اليمني للخروج (العظيم) للمطالبة بتحقيق مطالبه المشروعة، والمتمثلة بإسقاط الجرعة، وإسقاط الحكومة، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، التي ظلت حبيسة الأدراج.
وكشف السيد في كلمته حينها عن البرنامج التصعيدي الذي بدأ في اليوم التالي، واستمر 4 أيام قبل التصعيد الثاني، وهي المهلة التي أعطيت للسلطة لتنفيذ مطالب الشعب. وخلال المهلة توجهت حشود غفيرة من كافة المحافظات صوب العاصمة صنعاء، للوقوف إلى جانب المعتصمين والمشاركة في التظاهرات التي استمرت في فترة المهلة.
وأشار السيد في كلمته إلى أن هناك سلسلة من الخطوات التصعيدية في حال لم تستجب الحكومة للمطالب، محذراً من أي اعتداء على المشاركين، وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاءها.
في 22 أغسطس أعلن السيد عبد الملك الحوثي بدء المرحلة الثانية من التصعيد الثوري باعتصامات غير محددة المهلة في شمال العاصمة وجنوبها، تنتهي بالاستجابة للمطالب.
تجاهلت الحكومة والرئاسة الانتقالية مطالب الشعب وتحذيرات سيد الثورة من الاعتداء على المتظاهرين، ففي 16 سبتمبر اعتدت العناصر التكفيرية لحزب الإصلاح ومسلحو الفرقة الأولى مدرع التابعة لعلي محسن الأحمر، القيادي في الحزب، على المعتصمين في خط المطار شمال العاصمة صنعاء، الأمر الذي دفع الثورة للتخلي عن سلميتها، وأخذت سلاحها مدافعة عن حقوقها المشروعة، فسيطرت لجانها الشعبية بعد 4 أيام من المواجهة على مقر الفرقة الأولى مدرع وجامعة الإيمان التي كانت بمثابة ثكنة للإرهابيين.
في 12 سبتمبر 2014، قدمت الحكومة استقالتها، ووقعت الأطراف السياسية مع قيادة الثورة اتفاق السلم والشراكة قبل أن تنقلب عليه تلك الأطراف لاحقاً، وتفر من صنعاء لتشرعن شن عدوان همجي على الشعب وثورته من قبل أربابها الأمريكيين في الـ26 من مارس 2015، مازال مستمراً حتى اليوم.
وفي الوقت الذي كانت فيه صنعاء تعاني من هجمات الإرهاب الوهابي التكفيري عقب 2011، كان الثوار يخوضون حرباً ضروساً ضد معاقله وبؤره من دماج بصعدة وصولاً إلى رداع بالبيضاء، في محطات قد لا يعلمها الكثير نسردها باختصار في ما يلي:

الجوف

بعد هزيمتهم في كتاف بصعدة فر التكفيريون إلى منطقة دهم ببرط الجوف واتخذوها مأوى لهم، بمساندة أنصارهم فيها من حزب الإصلاح، الذي كان يسيطر على معسكرات هامة هناك كمعسكر السلان بالمصلوب، وانضموا لـ(حلف النصرة)، غير أن الثوار واجهوهم هناك وخاضوا ضدهم معارك شرسة انتهت في 18 سبتمبر 2014 بهزيمة التكفيريين وسقوط معسكرهم في المصلوب.

البيضاء
مديرية رداع تحديداً، التي تعتبر معقل تنظيم القاعدة الإرهابي تبنى عددا لعدد من العمليات الإرهابية التي استهدفت العاصمة صنعاء واستشهد إثرها عدد كبير من المواطنين والعسكريين، تحركت اللجان الشعبية إليها لتطهيرها من الإرهاب وخاضت فيها مواجهات عنيفة مع عناصره حتى هزموا شر هزيمة في نوفمبر 2014 وإعلان رداع مديرية خالية من العناصر التكفيرية.

إب
بعد إعلان تنظيم القاعدة الإرهابي عداءه لثورة 21 أيلول في يومها الأول، حرك التنظيم عناصره في المناطق التي لم تخض اللجان الشعبية للثورة حربا فيها بعد، فبدأت اعتداءاتها الإرهابية في كل من العدين والرضمة بمحافظة إب، ولكنها لم تصمد أمام الثوار، فسقطت في منتصف أكتوبر 2014.

(حلف النصرة) الإرهابي عمران وصنعاء
أدركت قوى الوصاية الأمريكية أن جماعاتها الإرهابية زائلة في صعدة، فأوعزت إلى أذنابها في قيادة حزب الإصلاح كأبناء عبدالله الاحمر وعلي محسن والزنداني، بدعمها، فشكلوا ما سمي بـ(حلف النصرة) الإرهابي الذي تألف من حرف سفيان وخمر وحوث بعمران والتي انتهت معاركها في فبراير 2014 بهزيمة التكفيريين، لتتدخل قواتها العسكرية الرسمية، والتي سقط منها أولاً (اللواء 310) في 7 يوليو أي بعد خمسة أشهر، كما ضم الحلف أرحب، معقل الإرهابي الزنداني، وبعض مناطق همدان الموالية لعلي محسن، والتي تطهرت من الإرهابيين في أغسطس ذات العام.

تطهير كتاف والبقع
أسس مقبل الوادعي معقل الجماعات التكفيرية بدماج في ثمانينيات القرن الماضي، بدعم من السعودية، التي وسعته بعد ذلك ليضم كتاف والبقع. وفي 2012 استقدم المركز هناك آلاف الإرهابيين من 120 جنسية مختلفة.
تحركت اللجان الشعبية لثورة 21 أيلول لمواجهتهم في منتصف 2013 بعد أن صاروا يشكلون خطراً محيقاً بسيادة البلد وحياة مواطنيه، وطهرت كتاف والبقع منهم في ديسمبر 2013، وصعدة كلها في يناير 2014.

 

 

 

#ثورة_21_سبتمبر_حرية_واستقلال

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه

telegram.me/taizznews