تعز العز

عائد الى الحياة يدحض افتراءات عسيري !

الاخ العميد احمد عسيري
المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي
أما بعد :
ماذا لو ان صاروخا باليستيا انطلق من الاراضي اليمنية الى اراضي المملكة وفجر منزل احد اصدقائك غير العسكريين ثم سمعتني اقول ان الصواريخ اليمنية لاتستهدف منازل المدنيين في السعودية .. حتما ستلعنني وستتمنى لو كنت امامك لتفرغ في رأسي رصاصات مسدسك ..
نفس الشيئ حصل معي حين سمعتك تقول ان طيران التحالف لايستهدف اهدافا مدنية ، اذا كان كلامك صحيحا فلماذا قصفتم منزلي بصاروخين بعد منتصف ليل الجمعة الموافق 3 اكتوبر من العام 2015 ، تستطيع ان تتأكد من حركة طيران التحالف طالما وانكم ، كما زعمت ، تقييمون العمليات وتشاهدون بعد تنفيذ الغارات تسجيلات لقصف الأهداف ، ارجع الى ما تم تنفيذه من غارات في تلك الليلة ، ستشاهد في التسجيل الصواريخ تسقط على منزلي وعلى مسجد صغير في الحي وعلى منزل الدكتور رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء سابقا وعلى منزل الدكتور نجيب مهيوب ، قصف الطيران حارتنا بعنف ، كنت انا بداخل منزلي أعد على اصابع يدي عدد الصواريخ التي سقطت على المنازل المجاورة ، سأتمنى عليك ، اذا امكن ، ان تعود الى التسجيلات الموجودة لديكم لتشاهد الطائرة التي انطلقت صوب الجحملية العليا – منطقة ثعبات – بمحافظة تعز في منتصف ليل 3 اكتوبر ، وتتأكد بنفسك من انها قصفت منازل وليس اهدافا عسكرية وارجو بعد مشاهدة احجار منزلي تتطاير أن تنتظر لدقائق بعد القصف ، ستشاهدني وافراد اسرتي نخرج من بين الغبار ، نفر الى الشارع ، ستشاهد شخصا يعرج بسبب إصابة قدمه ، هذا انا ، ستشاهد اطفالا ونساء مثل الاشباح يصرخون من الهلع والالم ، هؤلاء هم افراد اسرتي ، ستشاهد شابا يحمل امرأة ويقفز بها من سور بالحارة بعد ان عادت الطائرة لتقصف بيتي من جديد ، ذاك انا احمل شقيقتي الكبري واحاول ان أهرب بها من جحيم القصف ، ستشاهد شابا مضرجا بدمائه يمشي ببطء ، ذاك ابن شقيقتي ينزف من رقبته ومن اجزاء متفرقة من جسده بعد اصابته بشظايا ..
سأتمنى عليك ايضا ان ترجع للتسجيلات وان كنت تمتلك ذرة انسانية ستذرف عيناك دمعا غزيرا لمجرد مشاهدة افراد اسرتي يهربون من قصف جوي ومن اشتباكات عنيفة كانت تدور على الارض ، لو ان التسجيلات تسمح بسماع الاصوات ستسمع صوتي وصوت احمد ابني وصوت محمد وعبدالله اولاد كريمتي نصرخ جميعا بعبارة واحدة ، نحن مصابين ، وكنا نكررها كلما شاهدنا احدهم يطلق النار باتجاهنا ، نحن مصاااااااابين .
منزلي لم يكن بداخله حوثيا واحدا او كان مخزن سلاح وانا ايضا لست حوثيا ولا حتى عضوا في حزب الرئيس السابق صالح فلماذا حاولتم قتلي وإفراد اسرتي ، لقد استفزني ان تقول انكم لا تقصفون سوى الأهداف العسكرية وانكم لاتتسرعون في قصف اي هدف حوثي في الاحياء المكتضة بالسكان ، كنت اتمنى ان تقول انه يحدث احيانا اخطاء فتقصفون اهدافا مدنية من دون قصد وتقدم اعتذارا مع الالتزام بعدم التكرار غير انك قلت شيئا مغايرا للحقيقة وهذا ماحز في نفسي وفي نفوس ملايين اليمنيين الذي عاشوا ظروفا اصعب بسبب قصف منازلهم ومصانعهم وكثييييييير من المؤسسات المدنية وحسبنا الله ونعم الوكيل .
شوقي اليوسفي