تعز العز

حرب مع اليمن ولا أحد يعلم

 

يتهم خبراء الأمم المتحدة التحالف بقيادة السعوديين بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وبريطانيا متمسكة بتصدير القنابل والصواريخ للسعودية.

بقلم: ديفيد فيونشل

(صحيفة در فرايتاج الألماني)

وفقاً لصحيفة الجارديان، صدر تقرير لم يُنشر بعد منذ بضعة أيام، اتهم فيه خبراء الأمم المتحدة المكلفون بشأن اليمن التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية بـ “بانتهاكات شاملة ومنهجية لحقوق الإنسان”. وأكد التقرير ادعاءات العديد من منظمات حقوق الإنسان.
وتشارك بعض الدول الغربية في العدوان وتدعم التحالف لوجستيا. ويقف في هذا الصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على الرغم من الوضع الحالي. وتعد المملكة المتحدة أكبر مصدر للأسلحة للمملكة العربية السعودية منذ سنوات عديدة بالاشتراك مع الولايات المتحدة الأميركية. كما يبدو من الواضح أن أطراف ألمانية بدأت تسير في طريق التحول من الحكم الفيدرالي الاتحادي إلى الحكم الملكي المطلق. ولا يلوح تغيير الوجهة في الأفق.
ماهو محتوى تقرير الأمم المتحدة؟
نقلت الجارديان من صفحات التقرير مايلي:
“نًفذت العديد من الهجمات عن طريق الغارات الجوية موجهة على أهداف مدنية عديدة. وقد حددت اللجنة قصف 146 هدفاً محددا في 119 طلعة جوية. كما وثقت اللجنة ثلاثة حالات تم فيها قصف مدنيين أثناء فرارهم جراء قصف مساكنهم وإطلاق النار عليهم بطائرات الهليكوبتر “.
“وثقت اللجنة أن التحالف نفذ غارات جوية مستهدفاً فيها المدنيين والأحياء السكنية، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك مخيمات اللاجئين داخليا واللاجئين الأجانب بالإضافة إلى التجمعات المدنية بما في ذلك حفلات الزفاف والمواصلات المدنية والباصات والأحياء السكنية المدنية والمرافق الطبية والمدارس والمساجد والأسواق والمصانع ومخازن المواد الغذائية. وغيرها من مكونات البنية التحية الأساسية الأخرى. وكذلك مطار صنعاء وميناء الحديدة وطرق العبور المحلية.”
“يشكل استهداف قوات التحالف المدنيين عن طريق الغارات الجوية إما بقصف الأحياء السكنية أو عن بشن الغارات على مدينة صعدة ومران بأكملها باعتبارها أهداف عسكرية انتهاكاً خطيرا لمبادئ التمييز والتنسيق والاحتراز. وقد وجد الفريق في بعض الحالات، انتهاك تم بطريقة منظمة وواسعة النطاق.”
يستند التقرير بشكل رئيسي على صور الأقمار الصناعية ومقارنة ما قبل القصف بما بعد القصف. لم يسمح للخبراء بالدخول إلى اليمن. في حين يقول أحد الوزراء البريطانيين، قد يكون المتمردين “الذين يملكون الدهاء الإعلامي” وراء بعض الهجمات، لكي يشوهوا سمعة السعوديين.”
ماهي الأسلحة التي صدرتها المملكة المتحدة إلى المملكة العربية السعودية؟
وفقاً لدراسة أجراها المعهد السويدي “سيبري”، كانت المملكة المتحدة من العام 2009 وحتى 2014 بصادراتها التي بلغت ما يقرب الثلاثة مليار دولار متقدمة على الولايات المتحدة الأميركية كأكبر مصدر للأسلحة للمملكة العربية السعودية. وبحسب تقرير نشرته الحكومة في منتصف يناير “بلغت قيمة التراخيص لقطع ML4)) إلى المملكة العربية السعودية في الربع الثالث من العام 2015 فقط ما يزيد عن مليون جنية. وتلك القطع عبارة عن قنابل وقنابل يدوية وصواريخ ومعدات عسكرية أخرى ومكونات وقطع غيار.”
وأصدرت التراخيص من قبل الوزراء. وتضمن تقرير الحكومة قائمة بالأشياء التي تمت الموافقة على تصديرها للمملكة العربية السعودية:
– مكونات صواريخ – جو-ارض
– صواريخ جو- جو
– كاتمات صوت للمسدسات
– مكونات لطائرات الهليكوبتر القتالية
– مكونات للمركبات القتالية العسكرية
– مكونات لصنع قنابل
– قنابل
ووفقاً لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، تم بالإضافة إلى ذلك دعم الجيش السعودي بمدربين بريطانيين. “دعونا بعض الدول الحليفة للحضور إلى هنا وأن تكون جزء من مركز التحكم”. ووفقاً لوزارة الدفاع البريطانية، لا يشارك المساعدون العسكريون بصورة مباشرة في تحديد الأهداف، لكنهم يقدمون المساعدة في تدريب نظرائهم العرب.

“لماذا لا أحد يعلم؟”
قتل، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، منذ بداية الحرب مايزيد عن 8000 شخص، 3000 منهم تقريباً مدنيين. وينزح أكثر من 2.5 مليون يمني. ويقال أن الأسلحة الغربية ليس لها أي دور في معظم تلك الهجمات، مع أنه تم قصف مصنع السيراميك في صنعاء بقذائف بريطانية وقتل أحد المدنيين.
علق الكاتب في الجارديان، أوين جونز، قائلا: “بريطانيا تسلح وتدعم الديكتاتورية الأصولية، التي تقصف المدنيين وتقتلهم. بريطانيا في حرب مع اليمن، لكن لماذا لا يعلم أحد ذلك؟”
وصل الموضوع إلى البرلمان، المكان الذي دار فيه الاسبوع الماضي الحديث التالي (مدعوما بفيديو) بين جيرمي كوربين وديفيد كاميرون:
كوربين: إنه تقرير مقلق جداً. وعلى وضوئه ألا يترتب على رئيس الوزراء الموافقة على البدء فوراً في التحقيق والمراجعة الكاملة لصادرات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية والرخص وتعليق تلك