تعز العز

” غارة الغدر الظالمة

#أصوات_تعزية

 

طفل صغير بإنتظار كسوة العيد من والده ..

 

وزوجة تترقب عودة زوجها حاملآ معه مصروفات يوم الجمعة على أمل الإجتماع معآ كما هي العادة للإفطار وتناول وجبة العشاء تحت سقف منزلهم المتواضع في قريتهم الصغيرة ..

 

وأم تضطرب وتتوجس لتأخر وصول ولدها عن ميعاده المعتاد ..

 

الجميع لم يكن يعلم ماذا ستحمل الساعات القادمة معها من مفاجآت وأخبار..صاغت مفرداتها أيدي الظلم والإرتزاق ..

 

الطفل الصغير لم يكن يعلم بأن قبلة والده في صباح يوم الجمعة ستكون هي الوداع الأخير في مشوار حياته المفعم بعطف وحنان ذاك الأب الذي سهر الليالي في رعايته وحمايته.. وأن الليل سيرخي سدوله علي يتمه .. وأن يد حثالة البشر ستطال مستقبله وتضيق دائرة فضائه المترع بالأحلام والأماني .. ليلتحق بأمثاله من أطفال الوطن الذين طالتهم يد الغدر والخيانة والقذارة والإرتزاق ..

 

كما لم تكن الزوجة تعلم بأن أكياس مصروفاتها لهذا اليوم ليست كسابقاتها مليئة بالخضروات والفواكه وجعالة الأطفال .. وإنما أشلاء ممزقة جمعت بداخلها لجسدآ طالما منحته الحب والإحترام والتقدير في عش الزوجية وخاضت برفقته معترك الحياة بحلوها ومرها .. فعلآ أنها صدمت العمر وعناء الدهر.

 

الأم المضطربة المتوجسة لتأخر ولدها هي الأخرى أيضآ لم تكن تدرك سبب تأخره عن ميعاد وصوله وتوقيته المألوف .. حتى أتتها الأخبار الفاجعة والموحشة التي سقطت على قلبها كضربة سيفآ أو طعنة خنجر بطلب حضورها للتعرف على جثة ولدها .. حضرت الأم المكلومة وأخذت تبحث بين الجثث المتفحمة وتقلبها يمينآ وشمالآ ومن كل إتجاه ولأكثر من مرة علها تجد ولو دليلآ بسيطآ من ملامحه أو ملابسه يثبت أحقيتها بأخذه .. وبعد فحصآ وتحري تجد مبتغاها في إحدى الجثث فتحتضنها بشعورآ لا إرادي وتقبلها صارخة ” ولدي ولدي الله يقتل من قتلك الله ينتقم منه” .. ثم تسقط على الأرض مغميآ عليها .. فيبادر الحاضرون برشها بالماء البارد وعمل الإسعافات الأولية لها علها تستيقظ لحضور مراسم دفن جثة ولدها وقرة عينها الذي أغتالته يد العمالة والإرتزاق.

 

إنها يد القتل المجرمة. .. وغارة الغدر الظالمة .. التي صبت حمم قبحها ومرتزقتها لتطال الأبرياء في محطة الوقود بماويه ..

 

كفى ظلمآ يامرتزقة العدوان …

كفى غيآ يا أحذية سلمان ..

كفوا عن حماقاتكم يا أرذل الخلق .. يا من أستبدلتم رحمة قلوبكم بريالات ودراهم أسيادكم.

 

الأطفال أصبحوا يتامى.

الزوجات أضحت ثيبات.

الأمهات باتت ثكالى. .. بسوء فعلكم وقبيح صنعكم.

 

( للقصة بقية)

 

✍️ بقلم/ فضل البرطي.

 

 

#يوم_القدس_العالمي

#المركز_الإعلامي_تعز

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه

telegram.me/taizznews