تعز العز

ثورة الإمام الشهيد زيد بن علي (عليه السلام)

تعز نيوز- كتابات

 

تأصيل لحركة الثورة والجهاد في وجه الطغيان والاستكبار

مقدمة

تمر الذكريات وتتجدد الدروس ونعيش مرة أخرى مع مأساة كربلائية ثانية تتمثل في خسارة الأمة لشخصية قرآنية ثائرة ورمزاً عظيما من رموز الأمة هو الإمام الشهيد زيد بن علي (سلام الله عليهما) حليف القرآن والثائر في وجه الطغيان، ومدرسة الحرية ومعلم الأحرار.

وتأتي ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي (عليهما السلام) والشعب اليمني يعيش واقعاً ثورياً يقدم فيه دورساً ملحمية لا تختلف عن الملاحم الإسلامية الكبرى التي سطرها عظماء الإسلام ورموزه على امتداد التاريخ الإسلامي من وقعة بدرالكبرى إلى ملاحم الساحل الغربي ومن ذلك التاريخ ومن مدرسة الثورة المحمدية التي تتلمذ فيها الإمام زيد (عليه السلام) يستمد شعبنا اليمني صموده واستبساله وثباته في مواجهة الطغيان الأمريكي السعودي.

الإمام زيد كما يقول قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي:

” سطّر لكل الأجيال المتعاقبة – بقوله والفعل، بتضحيته والعطاء، بدمه وبروحه وبموقفه – سطّر للأمة درساً عظيماً ومهماً في المجد وفي الإباء وفي العزة وفي الحرية.. درساً تحتاجه الأُمَّـة لتستفيدَ منه روحاً وعزماً وبصيرةً في مواجهة التحديات والأخطار في مواجهة قوى الشر والإجْــرَام والطغيان إلى يوم القيامة”.

ولم تكن ثورة الإمام زيد ضد الطغيان الأموي منفصلة عن ما سبقها من ملاحم ثورية منذ عهد رسول الله (صلوات الله عليه) مروراً بقتال الإمام علي (عليه السلام) للناكثين والقاسطين وصولاً إلى ملحمة كربلاء التي سطَّرها الإمام الحسين (عليه السلام) ضد الطغيان اليزيدي.

إننا أمام شخصية إسلامية ثائرة صعدت من بيت النبوة لتعيد للإسلام قيمه ومبادئه التي طمسها الطغيان الأموي وفي مقدمة تلك القيم النهوض بالمسؤولية ومواجهة الطغيان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نعود إلى الإمام زيد من واقع لا يتخلف عن الواقع الذي خرج فيه الإمام زيد ثائراً ((نحن بطبيعة الظروف التي تواجه فيها الأمة التحديات والمخاطر الكبرى وتعاني فيها الأمة من مظالم كبيرة وتعاني أيضا من استهداف غير مسبوق في تاريخها من جانب الطغيان الأمريكي والإسرائيلي ومعه أدواته من أبناء الأمة، نعود إلى التاريخ لاستلهام العبر واستلهام الدروس والاستفادة من كل ما في هذا التاريخ، ومن كل ما قدمه أولئك الرموز العظماء والهداة الأبرار، بكل ما يقدمونه لنا من دروس وعبر وأثر عظيم في أنفسنا وفي واقعنا العملي والنفسي)) [السيد عبد المك ـ ذكرى استشهاد الإمام زيد 1439هـ].

الإمام زيد يعلن التعبئة العامة ويستنهض الأمة

عندما استشعر الإمام زيد (عليه السلام) خطورة ذلك الواقع الذي وصلت إليه الأمة من انتشار الظلم والفساد والطغيان وأصبحت الأمة خانعة ذليلة وجد نفسه مضطراً للتحرك لإصلاح واقع الأمة وإعادتها إلى مسارها الصحيح، الإمام زيد (عليه السلام) تحرك كما يقول السيد عبد المك ((من خلال القرآن الكريم يواجه بنور الله بالحق في هذا الكتاب يواجه الباطل ويواجه الضلال، يوجه الأفكار المنحرفة المضلة التي باتت لكثير من طوائف الأمة فكراً وعقائد ومبادئ تعتمد عليها وتسير في ظلماتها، بدأ يواجه الضلال ويتحرك لأحياء الروحية الإيمانية والاستشعار للمسئولية في الأمة من جديد وتحرك من قطر إلى قطر وذهب حتى إلى الشام وصدع بكلمة الحق في وجه السلطان الجائر ..الإمام زيد وقف وحضر عدة جلسات وهو ينصح ويذكر ويتحدث ويطالب بتغيير الواقع والسياسات الظالمة والمفسدة والإجرامية في واقع الأمة هو القائل ( والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت ، والله ما يدعني كتاب الله أن أكف يدي )

تحرك بكل شموخ بكل ثبات بعزة الإيمان على خطى الأنبياء عليهم السلام لا تأخذه في الله لومة لائم، لا يبالي بلوم اللائمين ولا بجبروت الظالمين ولا بطغيان الطاغين والمستبدين، تحرك لا يخشى إلا الله وتحرك مستعيناً بالله وتحرك وهو يستشعر المسئولية التي توجب عليه أن يقول الحق وأن لا يخضع ويتأثر بالواقع العام الذي لا يمثل أصالة الإسلام ولا نهج الله)) [خطاب ذكرى استشهاد الإمام زيد 1434هـ]

ولقد أرسل رسله إلى الأقطار الإسلامية لحث الناس على الجهاد والتعبئة العامة ضد الطغيان الأموي كما وزع رسالة مهمة على علماء الأمة وصولاً الى التضحية بنفسه في سبيل الله وسبيل إصلاح واقع أمة جدة ومواجهة الطغيان والجبروت.

الإمام زيد يكشف عن منابع الجور والفساد

كان الواقع الذي تعيشه الأمة في ذلك الوقت الذي نهض فيه الأمام زيد (عليه السلام) شكل واحداً من أكبر التحديات التي واجهها الإمام زيد (عليه السلام) وكان سبباً في خسارة الأمة علماً من أعلامها وبطلاً من أبطال الإسلام وحليفٌ للقرآن الكريم وعن ذلك الواقع يتحدث السيد عبد الملك: ((واقعٌ قائمٌ على الخضوع والخنوع والاستسلام لا احد يصدع بالحق ولا احد يتكلم ولا أحد يعارض يعمل الولاة الأمويون تحت قيادة الملك الأموي المستبد ما يشاءون ويفعلون ، الجمي

ع غارقٌ في الصمت والكل يعيشون حالة الاستسلام للأمر الواقع كلما أقدم عليه بنو أمية في دولتهم التي سيطرت على العالم الإسلامي بكله وأصبح لهم جيش قوي وأصبح لديهم إمكانيات مادية هائلة يسخرونها فيما يثبت دعائم ملكهم وسيطرتهم على الأمة كلما فعلوا شيئاً كلما نقضوه من عرى الإسلام وكلما طمسوه من معالم الإسلام)). [ذكرى استشهاد الامام زيد1434هـ].

 

ولقد وجه الإمام زيد (عليه السلام) رسالة إلى علماء الأمة يدعوهم فيها للجهاد في سبيل الله ونصرته ومن هذه الرسالة المشهورة نستطيع تشخيص ذلك الواقع المرير الذي خرج فيه الإمام زيد حيث أكد (عليه السلام) إن منبعَ الظلم ومنبع الجور ومنبع الفساد ومنبعَ الطغيان هم فئتان حكام وسلاطين الجور وعلماء السوء.

 

الإمام زيد يؤصل لحركة الجهاد والثورة

 

الإسلام هو منظومة من القيم والمبادئ التي لا تنفصل، والإمام زيد ينتمي إلى الخط الإسلامي النبوي، إلى الثقلين والعترة النبوية الطاهرة ولكنه سعى لتأصيل حركة الثورة والجهاد ضد الطغيان داخل الوسط الشيعي وبالتالي ما يمز الزيدية هو تبنيها لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وضرورة الخروج والثورة على الظالمين يقول السيد عبد الملك: ((الانتماء للزيدية الانتماء الثقافي والفكري هو انتماء إلى الثقلين القرآن وأعلام الهدى من العترة ، لكن كان الانتماء إلى الإمام زيد عليه السلام كعلامة فارقة داخل الوسط الشيعي لتأصيل حالة الجهاد والثورة والقيام بالمسؤولية على أساس أنه يمثل الأصالة الحقيقية للخط الصحيح الخط المرتبط بالقرآن الكريم…والانتماء إليه انتماء عملي ، انتماء فعلي ، انتماء ثوري ، انتماء جهادي ، لأنه كان رمزاً يدلل على حقيقة الخط الممتد الأصيل خط القرآن الكريم وخط أهل البيت عليهم السلام على خطى جده الحسين عليه السلام [ذكرى استشهاد الامام زيد1434هـ].

 

ثورة الإمام زيد تأثير يتجدد وحضور لا ينقطع

 

لقد مثلت ثورة الإمام زيد (عليه السلام) مدرسة متكاملة لكل الأحرار والثائرين عبر التاريخ الإسلامي وإلى اليوم ولا يزال تأثيرها يتجدد وحضورها لا ينقطع بفعل طبيعة الواقع الذي ثار فيه الإمام زيد بن علي (عليه السلام) وكذلك بحكم موقع الإمام زيد نفسه ومكانته الكبيرة في الإسلام وما جسدته من قيم ومبادئ وأهداف استمرت تتكرر وتتجدد عبر الزمن حيث ثار من بعده ابنه يحيى بن زيد تلى ذلك ثورة الإمام محمد بن عبد الله (النفس الزكية) وثورة الإمام الهادي وخط طويل من الثورات الإسلامية التي واجهت الطغيان والفساد وكان من أهدافها إصلاح واقع الأمة ونشر قيم ومبادئ الإسلام وأحياء القرآن الكريم في أوساط الأمة..

 

وما نحن في مواجهة الطغيان المعاصر المتمثل في أمريكا وأدواتها إلا امتداد لتلك الثورة المباركة التي أطلقها الإمام زيد بن علي (عليه السلام) نستلهم منها دروس الثبات والشجاعة والتضحية والانطلاقة الصادقة مع الله وفي سبيل الله والعطاء بدون حدود.

 

نحن امتداد لذلك الخط الثوري

 

يقول السيد عبد الملك (حفظه الله ) في ختام خطابه بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي (عليه السلام) 1435هـ:

 

((ونحنُ أيها الأخوة الأعزاء في الختام نقولُ لشعبنا ولأمتنا: إننا في مسيرتنا القرآنية، وانطلاقًا من مشروع زيد بن علي (عليهما السلام) وثورته التي كانت امتدادًا لثورة جدّه الحسين (عليه السلام) في دربِ جدّهِ المصطفى محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وبتوفيق الله، والاعتماد عليه، والتوكل عليه، سنواصل المشوار؛ سعيًا لإقامة العدل، وعملاً لدفع الظلم، ووقوفًا بوجه الجائرين والمستكبرين، واثقين من الله بالنصر، وُحسن العاقبة.. والعاقبةُ للمتقين )).

 

صادق البهكلي

 

 

#المركز_الإعلامي_تعز

#ثوره_الامام-زيد_عليه_االسلام

#عاشوراء_تضحية_وانتصار

#ثورة_21_سبتمبر_حرية_واستقلال

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه

telegram.me/taizznews