تعز العز

هكذا دمر السعوديون دور الأمم المتحدة في اليمن

نشر موقع Consortium News الأمريكي مقالاً حصرياً للمراسل والصحفي المخضرم في الشؤون الخارجية في الأمم المتحدة، جو لوريا، تحدث عن كواليس العملية السعودية العسكرية في اليمن، ودور الأمم المتحدة وبان كي مون. مورداً أن ما وراء الكواليس مسألة مختلفة، بان كي مون “غاضب جداً” من السعوديين بسبب تجاهلهم للأمم المتحدة.

 

وكشف جو لوريا، أن اوباما أعطى الحرية المطلقة للسعودية لقصف اليمن، وذلك خوفاً من إخلال السعودية بالاتفاق النووي الإيراني. وأوضح أن العلاقات السعودية مع الأمم المتحدة في الحضيض، وذلك بسبب سلسلة من الحوادث التي ارتكبتها باليمن، واحتقارها قوانيين ومواثيق الأمم المتحدة، مشيراً أن ما يهم الأمم المتحدة هو التوصل إلى حل سلمي للصراع في اليمن وذلك حفاظاً على سمعتها في الحيادية.

 

ولفت أن بان كي مون لم يكن يهتم للعملية التي تقودها السعودية منذ البداية

وفي اليوم الأول من القصف في 26 مارس دعا الدول الى “الامتناع عن التدخل الخارجي” التي تسعى إلى “إثارة الصراع وعدم الاستقرار”. ومنذ ذلك الحين تجاهل السعوديين تاما دور الامين العام بان كي مون ودور الأمم المتحدة في الصراع في اليمن.

 

ونقل جو لوريا عن مسئولين في الأمم المتحدة، أن بان كي مون، كان مستاءً من العملية العسكرية السعودية في اليمن بسبب إفساد المباحثات التي توسطت فيها فيها الأمم المتحدة عن طريق بن عمر.

 

وأورد ما قاله جمال بنعمر، الوسيط السابق للأمم المتحدة في اليمن، في مقابلة سابقة معه، أن نحو 10 أحزاب يمنية بمن فيها الحوثيون، كانت قريبة من التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة حتى أسقطت أول قنبلة سعودية على اليمن يوم 26 مارس.

 

وقال جمال بنعمر: كان هناك اتفاق على جميع النقاط الرئيسة باستثناء دور رئاسة الجمهورية، ولكن الحملة الجوية السعودية عرقلت تلك الجهود المتقدمة. وأكد جمال بنعمر أنه وعلى الرغم من أن جماعة الحوثيين كانت تحتل العاصمة وألقت القبض على الرئيس عبد ربه منصور هادي حتى هروبه إلى عدن، إلى أنها لا تزال تقبل بدوره كرئيس انتقالي.

 

وأوضح بنعمر أنهم اتفقوا على أن يسحب الحوثيون مليشياتهم من صنعاء لتحل محلها قوة أمنية من وحدة وطنية أعدت من قبل خبراء الأمم المتحدة، على أن يكون في المقابل 20% من حصة الحكومة لهم.

 

وأشار جو لوريا المراسل والصحفي المخضرم في الشؤون الخارجية في الأمم المتحدة، أن وسائل الإعلام المملوكة للسعودية شنت حملة إعلامية شرسة ضد جمال بن عمر ووصفته بـ”مبعوث الحوثيين”، بسبب أنه أعطى للحوثيين 20% من حصة الحكومة.

 

ولفت أن بان كي مون لم يكن سعيداً من استقالة جمال بن عمر وتولي ولد الشيخ المبعوث الجديد إلى اليمن. وبعد يومين من استقالة بنعمر، استجاب السعوديون لنداء الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية، وتعهدت بـ274،000،000 $. وكان الأمين العام يتوقع أن المساعدات الإنسانية التي تعهدت بها السعودية ستذهب مباشرة إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (OCHA)، لكنه فوجئ بأن السعوديين قالوا بأنهم سيضعونها في مؤسسة الملك سلمان للإغاثة، عندها شعر بان كي مون أن السعوديين سوف يوزعون الأموال فقط على المناطق الموالية لهم، حينها صرح “نحن نريد أن نتأكد من أن المساعدات تذهب إلى جميع المحتاجين”.

 

وحاصر السعوديون الموانئ ومنعوا السفن من دخول المواد الغذائية إلى اليمن، مما اضطرت الأمم الممتحدة الى إعلان المجاعة في اليمن. واستنفر بان كي مون المنظمات والوكالات لتسليط الضوء على الأوضاع الانسانية الصعبة التي يسببها التدخل العسكري السعودي في اليمن، حد تعبيره.

 

وأوضح جو لوريا، أنه يوم 8 مايو، تجاهل السعوديون الأمم المتحدة مرة أخرى، واتفقوا على هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في باريس دون إدخال الأمم المتحدة. ولكن لم تستمر الهدنة من الجانبين. وقال: إن السعوديين رفضوا رجلهم المفضل، الشيخ أحمد، عندما حاول إجراء المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة في موقع محايد، وبدلاً من ذلك عقدوا محادثات من 18-19 مايو في الرياض، حيث كانوا يعلمون أن الحوثيون لن يأتوا أبداً.

 

مضيفاً أنه لم يذهب بان كان مون إلى الرياض وبعث الشيخ أحمد، وأخطره بتجاهل مؤتمر “الرياض” المشؤوم. وشدد على أن جميع الأطراف يجب أن تشارك في عملية توسطت فيها الأمم المتحدة.

 

وبعد لقاء الأميركيين مع قادة انصار الله في عمان يوم 31 مايو، ضغط الأمريكيون على السعوديين، وفي النهاية وافقوا بإجراء محادثات جنيف غير المباشرة. وذهب بان كي مون إلى جنيف 15 يونيو، واجتمع مع الوفود السعودية ووفود هادي. ولكن أين هم الحوثيون؟

 

ونقل المراسل والصحفي المخضرم في الشؤون الخارجية في الأمم المتحدة عن دبلوماسي رفيع مطلع قوله، إن الطائرة التي كانت تقل وفد صنعاء والحوثيين قبعت 8 ساعات في مطار جيبوتي بسبب رفض مصر فتح مجالها الجوي. مبيناً أن سبب رفض مصر – التي تعتمد على الأموال السعودية – فتح مجالها الجوي جاءت “بناءً على تعليمات” من الرياض، لمنعهم من لقاء بان كي مون.

 

وأفاد المراسل المخضرم عن دبلوماسيين، أن الهجوم السعودي في أغسطس بهدف السيطرة على عدن أفشل تسوية تفاوضية كانت قريبة من الحل وتوسطت فيها الأمم المتحدة.

*جو لوريا مؤلف ومراسل الشؤون الخارجية في الأمم المتحدة، يكتب لصحيفة بوسطن غلوب، صحيفة الديلي تلغراف، ستار جوهانسبرغ، جريدة المونتريال، صحيفة وول ستريت جورنال وصحف أخرى