تعز العز

عطوان يطالب فتوى دولية محايدة.. هل فيروس الكورونا امريكي ام صيني؟ وما حقيقة المختبر الأمريكي مُصنّع الفيروسات الذي جرى اغلاقه فجأة نهاية العام الماضي؟

تعز نيوز- متابعات

 

بينما كنت في صدد كتابة مقالة تتناول اشتعال فتيل الحرب على القواعد الامريكية في العراق انتقاما لاغتيال القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، اتصل بي صديق يُصنف في خانة كبار المحامين الدوليين قائلا انه لا يستبعد نظرية المؤامرة في انتشار فيروس الكورونا عالميا، وبالتحديد في الصين والدول الأوروبية الكبرى الى جانب ايران المدرجة جميعا في خانة ضحايا العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس الحالي دونالد ترامب لإضعاف إقتصادياتها لمصلحة تقوية الاقتصاد الأمريكي.

 

هذا المحامي الصديق الذي لا يفضل الظهور تحت الأضواء، قال لي ان الكثير من الوقائع التي حدثت في الماضي، وكانت موضع شكوكنا، خاصة في منطقة الشرق الاوسط، تبين لاحقا انها كانت نتيجة خطط تآمرية مدروسة، وضرب مثلين: الأول أسلحة الدمار الشامل في العراق، والثاني تصريحات ادلى بها قائد قوات التحالف الغربي في حرب البوسنة وقال فيها ان مصادر في هذا التحالف الذي تزعمته الولايات المتحدة قالت له ان هناك خطة لتدمير 4 دول (ثلاث عربية والرابعة ايران)، وعندما سأل لماذا قيل له انك ستعرف الأسباب لاحقا، وهذا الكشف موثق بالصوت والصورة على قول صاحبنا.

 

وزير الخارجية الفرنسي الأسبق رولان دوما، ذكر في مقابلة تلفزيونية انه تم الاتصال به قبل الحرب في سورية بعامين، من جهات متنفذة في الحكومة البريطانية طلبت الاستعانة به، وخبراته، في الملف السوري، وعندما استفسر عن السبب جاءت الإجابة بأن هناك “خطة ما” للتغيير في سورية عسكريا، فرفض هذا العرض غير شاكر، والامثلة عديدة.

 

نعود الى فيروس “الكورونا” والحرب الصينية الامريكية الكلامية المتأججة هذه الأيام وبدأت بإتهام المتحدث باسم الخارجية الصينية لوكالة المخابرات  المركزية “سي أي ايه” بنشر الفيروس القاتل في مدينة ووهان عبر جنود شاركوا في دورة عسكرية عالمية فيها في تشرين اول (أكتوبر) الماضي، وبلغت ذروتها في تسمية الرئيس الأمريكي ترامب للفيروس بأنه “الفيروس الصيني”، وتبني وزير خارجيته مايك بومبيو التوصيف نفسه اكثر من مرة لإلصاق التهمة بالخصم الصيني، وهي تسمية تعكس قمة العنصرية والهبوط الأخلاقي.

 

الفصل الاحدث في هذه الحرب تمثل في مطالبة خبراء صينيين البيت الأبيض والكونغرس بتقديم توضيحات حول اسباب اغلاق مختبر “فورت ويتريك” لأبحاث الجراثيم والفيروسات التابع للقيادة الطبية للجيش الأمريكي والواقع في ولاية ميريلاند في أواخر العام الماضي.

 

موقع “غلوبال تايمز” الصيني نقل عن خبراء صينيين استعانتهم بمقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في الخامس من آب (أغسطس) الماضي، تحت عنوان وقف أبحاث الجراثيم المميتة في مختبر تابع للجيش الأمريكي بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة” ومن بين الفيروسات التي كان يجري الخبراء في المختبر تجارب عليها فيروس ابولا وسار، والأخير يعتبر الاب لكل سلالة فيروس كورونا، وبرر متحدث باسم المعهد حينها الاغلاق وعدم نشر أي معلومات عن أسبابه “لضرورات تتعلق بالأمن القومي الأمريكي”.

 

الصينيون يأكلون الخفافيش والكلاب والقطط والفئران منذ آلاف السنين، مثلما نأكل نحن العرب “الضب” و”الجراد” و”البعران” وحتى “القنافد”، ولم تحصد فيروسات الكورونا التي تشكل “الخفافيش” حاضنة لها، مثلما يقول الامريكيان مئات آلاف الأرواح حسب الاتهامات الامريكية الحالية، خاصة ان مئات الملايين من الصينيين عاشوا في فقر مدقع، وخضعوا لاحتلال بريطاني، وواجهوا حروبا عدة عسكرية وافيونية (من عقار الافيون)، ومجاعات لم يتوقفوا عن اكل الرز المسلوق فقط في وجباتهم الثلاث (أحيانا وجبة واحدة) الا قبل عشرين عاما.

 

صحيح ان علماء أمريكيين اكتشفوا ان الخفافيش (يصنف كنوع من الحيوانات وليس الطيور لانه يلد) هي احد الحاضنات الرئيسية لفيروس الكورونا، ولكنه لا ينتقل الى البشر لأسباب عديدة لسنا اهل خبرة لنشر تفاصيلها، وحتى الفيروس الذي قيل انه جرى تجربته على احد فئران التجارب ونقل اليه الفيروس، أي الفأر، لا يوجد أي دليل علمي بأنه هو نفسه الفيروس المنتشر حاليا.

 

نسأل عن الأسباب التي تجعل هذا الفيروس والوباء الناجم عنه ينتشر فقط في دول أوروبية كبرى مثل المانيا واسبانيا وفرنسا وإيطاليا، الى جانب ايران والصين، وهي الدول التي تعيش خلافا متفاقما مع إدارة ترامب، وتخضع لعقوباته وحروبه التجارية، بينما هناك دول مثل الهند وباكستان ومعظم دول جنوب القارة الافريقية لم يصلها هذا الفيروس حتى الآن، رغم تواضع كفاءة أنظمتها الصحية؟

 

هناك الغاز عديدة ما زالت تستعصي على الفهم، ونحتاج الى تحقيقات دولية محايدة من كبار الخبراء لفك طلاسمها، وابرزها ما اذا كان هذا “الفيروس الصيني” مثلما يقول الرئيس ترامب، او “امريكي” مثلما يؤكد المسؤولون الصينيون؟

 

وحتى تبدأ هذه التحقيقات نعترف اننا نميل اكثر الى الرواية الصينية لأننا لا نثق بالرئيس الأمريكي الحالي وادارته وحروبها الفاشية العنصرية وعقوباتها التي تطال ثلث دول لعالم تقريبا، وتضع شعار “أمريكا أولا” كصلب سياساتها، ومعيار تعاطيها مع الآخرين، وخاصة الشعوب العربية والإسلامية، وفقراء آسيا وافريقيا وأمريكا الجنوبية، ولعل محاولة الرئيس ترامب الاستحواذ على شركة المانية توشك على انتاج لقاح للكورونا، وامتلاكه حصريا، ومنع الآخرين من الاستفادة منه، هو احد الأدلة في هذا الصدد.

 

شكرا للحكومة الألمانية التي قالت “لا” كبيرة لهذه الخطوة الفاشية الامريكية باحتفاظها ببراءة اختراع هذا اللقاح ووضعه في خدمة الإنسانية العالمية بأسرها دون أي تفرقة او تمييز.

 

عبد الباري عطوان 

 

 

#فأمكن_منهم

#الذكرى_السنوية_للشهيد_القائد

#اليوم_الوطني_للصمود_(5)

#المركز_الإعلامي_تعز

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه

telegram.me/taizznews