تعز العز

تعز بين تطلعات المحافظ وتراكمات الماضي الثقيل ..؟

تعز نيوز- كتابات

 

أيا كانت نوايا وتطلعات المحافظ سليم مغلس فأنه لابد أن يواجه الكثير من المنغصات وهو يدرك جيدا هذه المنغصات بل التحديات الموزعة بين الموروثات المتراكمة وبين الرغبات المتواصلة من قبل البعض لإفشال مساعي البعض مهما كانت خيرة وهادفة لخدمة أبناء المحافظة ؛ فتعز ما كان لها أن تكون بصورتها الحالية لو لم تطغى نوازع البعض وتتجاوز مصالحهم الشخصية مصلحة المحافظة وأبنائها ..

لا أحد يرغب أو يتمنى أن تكون تعز مسرحا للعبث إلا أولئك الذين تستوطنهم قيم الانتهازية والرغبات الذاتية وهؤلاء للأسف قلة إلا أنهم رغم قلتهم حاضرون يمارسون إرجافهم ويشوشون على كل ظاهرة إيجابية تبرز داحل هذه المحافظة وهذا السلوك ليس وليد اللحظة والمرحلة ولكنه قديم ومتجذر في تعز وكان قديما جزءا من سياسة النظام في احتواء هذه المحافظة ورموزها من خلال ضربهم ببعضهم وخلق قاعدة لتنافس سلبي بين وجهاء واعيان ورموز المحافظة بما في ذلك النخبة المثقفة التي خاضت ومنذ وقت مبكر في صراع ذاتي فيما بينها لينتهي كل هذا بالمشهد الذي تعيشه تعز وابنائها اليوم ..؟

وإن كنا نعرف الظروف التي واجهت المحافظين السابقين الأستاذ عبده محمد الجندي والشيخ أمين البحر وندرك حقيقة الأوضاع والمواقف التي واجهت كلا منهما واسبابها ودوافعها والتي تقع أيضا ضمن إطار ذلك التنافس الذي ترسخ كثقافة داخل المحافظة وبين نخبها المختلفة وهو التنافس الذي لم تجني منه تعز الأرض والإنسان إلا المزيد من النكسات ؛ وقد تعزض كلا منهما لكثير من المنغصات لسنا هناء في مجال تقيمها ؛ لكن ما نحاول توضيحه هو أن لكل من المحافظين السابقين دورهما ومكانتهما في الخدمة المجتمعية والرسمية ولكل منهما تاريخه بكل ما حفل به من الصور الإيجابية والسلبية وقد عمل كلا منهما بما يرضي ضميره وبحسب القدرات والامكانيات المتاحة ولا تثريب عليهم وبغض النظر عن مواقف وتصرفات من حسبوا عليهم وردود افعالهم ؛ لكن لا يمكن أن نحمل المحافظ الجديد وزر الماضي الخلافي ولا أن نطبق عليه ذات المواقف ولا ننظر إليها ( كقالب ) يطبق على المحافظ الجديد سليم مغلس الشاب الطموح والحالم بخدمة تعز وأهلها بطريقة يراها هو ممكنة ونتمنى نحن نجاحه ونشد بأزره ونساعده للنهوض بواقع هذا النطاق من المحافظة وهذا لن يتأتى إلا من خلال ابعاده عن موروثات الماضي داخل المحافظة وأن لا نحمله وزر ذلك الماضي وتراكماته بل علينا جميعا أن نساهم الى جانب الرجل ونساعده ونساعد أنفسنا وكل أبناء المحافظة المستفيدين من نشاطه من خلال ترك ذلك الموروث الماضوي وتجاهله والبدء بمرحلة جديدة نقية ..

فنحن أمام محافظ شاب لم يسبق له أن خاض صراعات تنافسية أو تقلد مهام سابقه تركها على خلفيات صراعات تنافسية ولكنه شاب عرف عنه ثوريته ورفضه للظلم والقهر ويحمل نوايا وطنية ولديه رؤية للعمل الوطني وخيرا فعلت القيادة حين اخترته لتعز فهو احد أبنائها وتربى وترعرع فيها ويعرف معانات أبنائها وحاجتهم وبالتالي فأن واجبنا مساعدته والالتفاف حوله وتذليل الصعوبات امامه واهمها أن لا نجلب إلى طريقه الخلافات الماضية والنوازع الذاتية وأن لا نساهم في إفشال مهمته ورسالته وأن لا نجعل فترته مسرحا لتصفية خلافات وجاهية وسياسية لان تعز وأهلها مهمة الجميع وخدمتهم واجب على الجميع وتحقيق قدرا من الاستقرار لتعز غاية الجميع في ظل ظروف وطنية بالغة التعقيد ؛ لذا مطلوب منا جميعا أن نساعد الرجل ونمد له يد العون بما يمنحه القدرة لتحقيق برامجه الخدمي والتنموي والأمني للمحافظة خاصة ونحن ندرك جميعا ان المحافظة التي أسندت اليه هي بمثابة جبهة مواجهة عسكرية مفتوحة وبالتالي فالرجل ليس محافظ وحسب بل ( حاكم عسكري ) وجميعنا يدرك الظروف التي تكون فيها الأمور فيما هذه الأوضاع وكيف تدار ..؟

لكن ورغم ذلك فقد دشن المحافظ سلسلة من الأنشطة التي تصب مجتمعة في نطاق تأسيس البنية التحتية لمحافظة لم تكن لديها أدنى مقومات العيش الطبيعي ؛ فلا مكاتب تنفيذية ولا مرافق ولا مؤسسات ولا مقومات طبيعية تجعلنا نطلق عليها محافظة ولا على من يتولى شئونها وقيادتها محافظ ..؟

 

بل دعونا نكون أكثر انصافا وأكثر منطقية بطرحنا ونقول مهما قيل بحق الرجل ومهما اجترينا تراكمات الماضي السلبية والقيناها في وجه وتعاملنا معه وفقها وعلى نطاقها تعاطينا ونتعاطى بخطابنا فيكفي الرجل إنه تحمل المسئولية في مرحلة صعبة وخطيرة وهي مرحلة ( كورونا ) بما فيها من اخطار ومخاطر ومكائد وشائعات وما تتطلب من يقظة ومسئولية استثنائية وهذا الخطر وحده يتطلب من الجميع مراجعة مواقفهم وأن يلقوا بكل حساباتهم جانبا ويصطفوا إلى جانب الرجل حتى يتجاوز والبلاد والعباد هذا الكابوس الوبائي المسمى ( كورونا ) في بلد يواجه حروبا وعدوانا ويعيش في حالة حصار داخلي مركب ومعقد وفي ظل صمت دولي مطبق وتجاهل إقليمي لا يطاق بما في ذلك تجاهل المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية لمعاناة شعبنا وتعز جزءا من هذا الشعب وتكتوي وأهلها بهذا التجاهل وتواجه كل هذه التحديات العسكرية والأمنية والوبائية والاقتصادية والاجتماعية ؛ ومن بين هذا الركام يعمل المحافظ سليم مغلس الذي خصص قبل أيام مبلغا لتأسيس المكاتب التنفيذية وهذه خطوة يشكر عليها في طريق إيجاد المرافق الخدمية التي ستقوم بتقديم خدماتها لسكان المحافظة وفق القدرات المتاحة ..

 

أبو زكريا

 

 

#معا_لمواجهة_كورونا

#يوم_القدس_العالمي

#المركز_الإعلامي_تعز

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه

telegram.me/taizznews