تعز العز

دموع التماسيح وأصوات الفتنة

#أصوات_تعزية 

 

تتزايد أحيانا النداءات المطالبة بإنصاف المظلومين والمستضعفين في مناطق معينة وأنا كمواطن مع هذه المناشدات لكن السؤال الذي يفرض نفسه : لماذا يصمت البعض حيال مئات الجرائم المرتكبة في مناطق سيطرة العدوان السعو اماراتي فيما تنطلق ألسنتهم بمختلف ألوان البلاغة والفصاحة حيال جريمة هنا أو هناك في مناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبية ؟
إننا عندما نقول ذلك كمواطنين لا يعني أننا ننكر وجود تقصير في مناطق سيطرة المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني .. فمن ينكر وجود السلبيات ، وإن قلت ، ينكر حقيقة أن الكمال لله تعالى ، لكن بيت القصيد : أن من يتباكي على مظلومية مواطن أولا ينبغي أن لا يحول ذلك التباكي إلى فتنة ، خاصة إذا انتبهت السلطات المحلية وقامت بالتحقيق وأوجدت لجان التحقيق لإماطة اللثام عن مرتكبي الجرائم أو المقصرين بواجبهم .

 

ولعل ما حصل ويحصل في ” ردمان ” بالبيضاء خير مثال لمن يحاول استغلال القضايا لصالحه ولتحقيق مطامع خارجية دنيئة .

 

إن الجميع ، بمن فيهم سلطة صنعاء ، يرفضون جريمة الإعتداء والقتل التي حصلت لامرأة في البيضاء وبحسب ما تم إعلانه رسميا : فقد تم تشكيل لجان تحقيق لكشف ملابسات الحادثة التي استنكرها الجميع وأدانتها الجهات الرسمية لكن ياسر العواضي ومن يقفون بجانبه وبدعم خارجي أبى إن لا أن يثير القضية رغم رفض أهالي الضحية لتدخلاته بعد أن وجهت الدولة بالتحقيق بالقضية وكشف ملابساتها ومحاسبة المذنبين ..

 

واستمر العواضي متباكيا على مظلومية المرأة المقتولة وغير عابئ بعشرات بل بمئات القتلى الذين سيتسبب بمقتلهم جراء التعصب الأعمى والتشدق بكلمة حق يراد بها باطل .

 

ومن المؤسف أن يتكرر سيناريو العواضي في تعز أو صنعاء أو أي محافظة أخرى على غرار المناداة بمظلومية ونصرة مستضعف !!

وبلغة المنطق والعقلانية والإنصاف :

لا يوجد إنسان يحمل ذرة إنسانية يرفض المناداة بحقوق المستضعفين ونصرة المظلومين ، وبالمثل أيضا لا يوجد إنسان شريف عاقل غيور على دينه ووطنه يسمح باستغلال قضايا ضد دينه ووطنه مهما كان الأمر .

 

ثم لنتسائل عن بعض أولئك الذين يكتبون اليوم عن جريمة هنا أو هناك :

أين هم من جرائم بالمئات ارتكبت وترتكب يوميا في مناطق العدوان وأدواتهم ؟

أم أن دموعهم لا تنهمر إلا عندما يتعلق الأمر بوقوع جريمة أو حادثة في نطاق الجيش واللجان الشعبية ؟

أم أن أصواتهم لا تتعالى إلا عندما تأتيهم توجيهات بأن ثمة مظلوم ولم يأبهوا بمظلومية شعب بأكمله ؟

 

إنها دموع التماسيح وأصوات الفتنة التي لا محال سيحبطها الله تعالى كما أحبط سابقيها .

 

إنني – كمواطن – لست ضد ” س ” أو ” ص ” من الناس كما أنني مع مظلومية كل مظلوم ومع حق كل مستضعف شريطة أن لا يتم استغلال المواقف لأغراض في النفوس ولتصفية حسابات وتنفيذ أجندة ومؤامرات حتما ستؤول إلى الفشل وسيخيبها الله تعالى مثلما خيب مؤامرات عدة .

 

ومن المحزن والمؤسف جدا في آن واحد أن يندرج البعض وراء عواطفهم لإثارة قضايا لا يعلم المغزى من وراء إثارتها ولم يفطن لماذا صمت المتباكون اليوم عن قضايا الاغتصابات والقتل والحرابة التي ترتكب في مناطق العدوان وأدواته في كل يوم ؟

 

عموما : يجب أن نتذكر أن ثمة قنوات رسمية للمطالبة بالحقوق وأن استغلال قضايا الناس لأغراض وحسابات متعددة لا يحمل سوى معنى المؤامرة ودلالات الانتقام التي تريد أن تتصيد من قضايا المجتمع وتجعل منها منطلقا وقاعدة لإفشال الاخر حتى ولو كان الثمن زرع فتنة تحرق الأخضر واليابس .

 

أخيرا وكلمة أخيرة للسلطات المحلية في كافة المحافظات الواقعة في نطاق الجيش واللجان الشعبية بأن عليها أن تسارع إلى الإلتفات أكثر إلى قضايا الناس عملا بمبدأ تعزيز تحقيق العدالة وحتى لا يستغلها المتباكون وأصوات الفتنة هنا وهناك .

 

وعلى الجميع – سلطة ومواطنون – التنبه لكل من يحاول إثارة الفتن وتأجيج الصراعات بين أبناء الوطن الواحد .

 

ولا ينسى أو يتناسى أحد إن قضية اليمنيين الرئيسة اليوم هي الوقوف ضد العدوان السعو إماراتي وحلفائه والوقوف ضد كل من يحاول إثارة الفتن وصرف الناس عن القضية الأساسية .

 

وكما أسلفت لا يعني هذا ترك الاهتمام بقضايا المجتمع ومحاسبة من يقومون بالاختلالات ولكن عبر القنوات الرسمية وأن لا نجعل من تلك المطالب ثغرة يحاول العابثون المرور من خلالها .

 

اللهم إني بلغت
اللهم فاشهد

 

✒️ رفيق الحمودي

 

 

#معا_لمواجهة_كورونا

#الذكرى_السنوية_للصرخة_في_وجهة_المستكبرين

#المركز_الإعلامي_تعز

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه

telegram.me/taizznews