تعز العز

السر الذي كشفه ” ترامب ” عن اليمن وكان مخفيا لعقود و الأجندات الحقيقية للسعودية والامارات

تعز نيوز- تقارير 

 

تقبل انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، شنّ دونالد ترامب هجومًا على السعودية والإمارات عبر خطابٍ ألقاه أمام من أنصاره خلال الحملة الانتخابية قائلا: إنهم يلهثون وراء اليمن، وإذا كنتم لا تعرفون السبب الحقيقي لذلك أرجو منكم مغادرة القاعة في الحال؛ لأنكم لستم أذكياء بما يكفي، هل رأيتم حدودهم المشتركة مع اليمن، هل تعلمون ماذا يوجد على الضفة الأخرى؟ النفط، إنهم يسعون خلف ثروة اليمن النفطية، وليس أي شيء آخر.

واعتبر الكثيرين الرئيس الأمريكي ترمب (مستمر في الرئاسة حتى يناير القادم) بأنه الأكثر صراحة من بين كافة الرؤساء الأمريكيين الذين تعاقبوا على البيت الأبيض منذ عقود فالكثير من القضايا كان ترمب أكثر جرأة في التعامل معها لاسيما قضية الدعم الأمريكي للكيان الإسرائيلي وهو ما تؤكده مراكز صناعة القرار في تل أبيب. ظل مخفياً في CIA لعقود : السر الذي كشفه ترمب بشأن اليمن قضايا أخرى أصبح لها حضور خاص في تاريخ السياسة الأمريكية منها العلاقات مع السعودية وبقية المنظومة الخليجية وكيف تمكن ترمب من الحصول على عشرات المليارات من الدولارات بعد ان كان يسخر من ملوك وامراء تلك الدول ويطالب بمقابل مادي للحماية.

ولعل الملفت خلال الحملة الانتخابية لترمب في 2015م وكذلك تصريحاته ولقاءاته مع الصحفيين ووسائل الإعلام هو خروجه عن إطار المألوف او ما عرف عن الدبلوماسية الأمريكية من مصطلحات وطرق ووسائل للتعبير عن مواقفها وعادةً ما تكون هذه التعبيرات أكثر لباقة وحصافة مع اتخاذ الوسائل غير المباشرة في التعبير عن الموقف لكن ترمب جاء وكسر كل هذه القواعد ناهيك عن كشفه أسرار ظلت في مكاتب وكالة المخابرات المركزية السي آي ايه ومنها ما يتعلق باليمن. ففي الحملة الانتخابية المشار اليها لترمب لم يتردد وهو بصدد ابتزاز السعودية في الكشف عن أحد أسباب الحرب على اليمن مؤكداً أن بحيرة النفط الموجودة في اليمن أحد أسباب تلك الحرب وأن هذه البحيرة بالقرب من الحدود اليمنية السعودية وتحدث مرة أخرى عن الثروة اليمنية مؤكداً أن السعودية تريد النفط ..

انهم يسعون خلف نفط اليمن وثروته الطبيعية. تصريحات ترمب تلك لم تلتقطها وسائل الإعلام او تتناولها بالشكل الكافي غير أنها تؤكد ما سبق وأن نشرته قناة روسيا اليوم باللغة الإنجليزية نقلاً عن المخابرات الأمريكية بشأن الثروة اليمنية من نفط وغاز لاسيما في محافظات الجوف ومارب وشبوة وحضرموت .

و يمثل القطاع النفطي في اليمن أهمية استراتيجية للاقتصاد اليمني، لكنه ووفق تقارير محلية وأممية أصبح أحدَ أطماع التحالف السعودي-الإماراتي، الذي يخوض حرباً عبثية في البلاد منذ 2015 وحتى اليوم.

ويعد موقع اليمن الاستراتيجي، وثروته من النفط والغاز، من أهم الدوافع القوية لشن الحرب على اليمن، فبينما جعلت الإمارات ضمن استراتيجيتها التمدد على طول سواحل القرن الأفريقي وبما يقابله من الساحل اليمني في سبيل أطماعها الاقتصادية والتجارية، كانت ثروة اليمن النفطية في قلب الحلم السعودي.

ورغم أن السعودية تملك ثاني أكبر احتياطي نفطي بالعالم، في حين يمتلك اليمن ما يتراوح بين 3 و4 مليارات برميل، أي ما لا يتجاوز 1.5% من الاحتياطي السعودي، فإنها تطمح إلى توسيع أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في المناطق الواعدة باليمن، في الوقت الذي لم تتحقق فيه اكتشافات نفطية كبيرة بالمملكة خلال العقود الأخيرة

وبحسب مؤشرات اقتصادية : ما يزال اليمن يمثل “أرضية بكراً” لنشاط الشركات الدولية للنفط والغاز، ولم يكن يعمل فيها قبل سيطرة الحوثيين في سبتمبر 2014، غير عدداً قليلاً من الشركات، أهمها شركة “توتال” الفرنسية، وبجانبها عدد من الشركات الأقل أهمية مثل “هانت” الأمريكية و”إم أو في” النمساوية، و”نيكسين” الكندية، و”سينوبيك” الصينية، ومؤسسة النفط الوطنية الكورية.

وتُظهر خريطة توزيع مناطق الإنتاج والتصدير باليمن، ما يؤكد التطابق بين الانتشار العسكري السعودي في البلاد منذ عام 2017، والمصالح النفطية للمملكة بالبلد.

ويجري تركيز توزيع القوات السعودية التي دخلت اليمن، منذ أن أعلنت الإمارات انسحابها العسكري المباشر من الحرب، بمناطق إنتاج النفط والغاز في شبوة ومأرب، إضافة إلى حضرموت (الوادي والصحراء).

إضافة إلى ذلك، فإن من أهداف السعودية _ بحسب تقارير دولية _ وضع يدها على محافظة المهرة (شرق)، ضمن تحضيرات لمد أنبوب نفط من أراضيها إلى بحر العرب ماراً بالأراضي اليمنية ليكون خطاً ناقلاً بديلاً لطرق صادرات النفط الخليجي الضخمة يكون تحت سيطرتها، بعيداً عن تهديدات طهران المستمرة بإغلاق مضيق هرمز الذي تتحكم فيه.

 وأجبرت عمليات تحالف الحرب على اليمن _ بحسب تقارير أممية _ الشركات الأجنبية على الخروج من البلاد، وهو ما سمح للساسة والوجهاء المحليين بمحاولة إعادة الأمور إلى نصابها بالتنسيق مع حلفائهم في الرياض وأبوظبي، والذين تتقلب علاقة التحالف معهم أحياناً.

وتبرز كبرى الشركات العاملة في النفط باليمن كأحد اللاعبين في عملية التنقيب والتصدير، وهي الشركة النمساوية “OMV”، التي تملك الإمارات فيها نحو 25% من أسهمها.

 

مراقبون واقتصاديون يؤكدون : إن اليمن يملك “احتياطات نفطية كبيرة جداً، وهو ما دعا إلى التصارع عليه، ودخول السعودية والإمارات في هذه الحرب”.

ويرون أن امتلاك اليمن احتياطات نفطية كبيرة، إلى جانب امتلاكه أربعة موانئ استراتيجية الحديدة، وعدن، والمكلا، وشبوة، اضافة الى الموانئ الفرعية الاخرى وهو ما جعله في نظرهم هدفاً لأطماع الآخرين.

وتقول تقارير أممية أن حرب التحالف دمرت الموارد اليمنية، خصوصاً النفط، بالإضافة إلى الموارد الطبيعية الأخرى من الزراعة والثروة النفطية والسمكية والذهب وغيره”.

ويتفق خبراء اقتصاديون مع ماسبق ويضيفون أن  الصراع الحالي الذي خلفه تحالف الحرب على اليمن، المتمثل بتدخُّل قائدتا تحالف الحرب السعودية والإمارات في اليمن، “ليس سياسياً أو دينياً كما يتم تصويره في الإعلام، بل هو صراع اقتصادي، ولكنه يأخذ الطابع السياسي أو الديني غالباً، لكسب الولاءات.

الى ذلك تناولت صحيفة «هافينغتون بوست» ما سمّته «الحرب المنسية» في اليمن، منتقدة غياب التغطية الشاملة للأزمة هناك، لا سيما ما يتعلق بأبعادها التاريخية والجغرافية والحضارية، واقتصار تلك التغطية على الجانب الجيوسياسي للصراع في ذلك البلد، وما نجم عنه حتى الآن من تكلفة بشرية باهظة جداً، ونقص في المساعدات الطبية.

وتحت عنوان: «حرب اليمن بين المصالح الداخلية والخارجية»، طرحت الصحيفة الأمريكية تساؤلات بشأن خلفيات استهداف البلد الواقع على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، واضعة الأهمية الاستراتيجية للموقع الجغرافي لليمن، ضمن تلك الخلفيات، لا سيما وأنه «يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، عبر منطقة خليج عدن، ويطل على باب المندب الذي يربط المحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط، وخاصة بعد افتتاح قناة السويس»، الأمر الذي يجعله «يحتضن كلاً من البحر الأحمر، والمحيط الهندي»، فضلاً عن «تحكمه بطرق الملاحة البحرية المؤدية إلى آسيا»، وما يمثله من «عمق أمني وسياسي» للدول العربية بوجه عام، وللدول الخليجية بوجه خاص.

 وفي السياق عينه، أوردت الصحيفة «حقيقة» تربع البلد على «احتياطيات نفطية وغازية كبيرة جداً»، خلافاً لما تشيعه وسائل الإعلام الغربية، مشيرة إلى إدراك الإدارات الأمريكية المتعاقبة لتلك الحقيقة، وذلك بالإستناد إلى ما جاء في برقية سرية للسفير الأمريكي السابق لدى اليمن ستيفن سيش عام 2008، نشرت في موقع «ويكيليكس». ومما جاء في تلك البرقية الديبلوماسية الصادرة عن السفارة الأمريكية في صنعاء: «إن محافظات شبوة ومأرب والجوف لديها احتياطات من الغاز بكميات كبيرة، أما بالنسبة للنفط فوفقاً لمسح جيولوجي مفصل لشركة (يو إس جي إس) يمتلك اليمن خزانات نفطية بحرية ضخمة، ما يبين أن احتياطات النفط غير المستغلة في اليمن هي أكبر من الاحتياطيات المشتركة لدول الخليج الغنية بالنفط مجتمعة». ومن منطلق ما تختزنه الجغرافيا اليمنية من ثروات طبيعية، علّقت «هافينغتون بوست» بالقول إن ذلك يعد «أحد أهم أسرار الحرب على اليمن». وأضافت أن «المصالح الخاصة في الشرق الأوسط عموماً، وفي اليمن خصوصاً، هي التي دفعت إدارة باراك أوباما والحكومات الأوروبية لقصف اليمنيين» تحت شعار «مساعدتهم»، موضحة أن «ذلك هو لغز الفوضى في اليمن والحرب على اليمنيين وغيرهم».

 

تقرير / رفيق الحمودي


#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز
#المولد_النبوي_الشريف

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام

telegram.me/taizznews