تعز العز

الإحسان والتقوى وأثرهما في الوقايه من جهنم

تعز نيوز- من هدي القرآن 

 

{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ} (آل عمران: من الآية123 – 134) ماذا وراءها؟ {يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (آل عمران: من الآية134) ألم يعرض صفات المحسنين؟

 

إنفاق في حالات السراء والضراء، وكظم الغيظ، وعفو عن الناس وجهاد في سبيله؛ أليست هذه من مواصفات الناس الذين يؤهلون أنفسهم فعلًا لأن يكونوا ممن أعدت لهم الجنة، وممن وقوا أنفسهم من عذاب الله من النار ومن هذا التحسر.

 

أريد أن أقول: أن ما يقوله الله سبحانه وتعالى عن أولئك الناس إنما يقوله بعدما تتجلى حقائق لديهم في المحشر، فكأننا ونحن هنا في الدنيا اطلعنا على ما سيعرض في المحشر يوم القيامة.

 

تلك الآيات التي قرأناها بالأمس كيف يتحسر هؤلاء، كيف يلعن هؤلاء هؤلاء، المضلين المضلين، كلهم يشكون من المضلين؛ أليس كذلك؟ تجلى لهم الأمر: بأن ما يؤدي بالإنسان إلى النار هو الضلال، وأن الضلال يأتي من أطراف أخرى؛ من هم؟ هذا يلعن قرينه، وهذا يلعن الأمة الأولى التي كان يدافع عنها ويقدسها، وهذا يبحث أين هم {نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا} هذا نفس الشيء؛ تجلت الأمور بشكل واضح، يوم القيامة يوم تتبين فيه الحقائق.

 

ولم يتركنا الله ونحن في الدنيا عن أن يوضح لنا تلك الحقائق، فعندما يقول هذا الإنسان: {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} ولم يقل [من المؤمنين] ولم يقل بعبارات أخرى. عرف بأن كان أكثر ما يؤدي به إلى جهنم أو ما جعله يصل به الأمر إلى أن يكون من أهل جهنم هو: حالات تفريط، تقصير، ابتعد عن أن يصنع لنفسه وقاية، لم ينقصه تصديق بجهنم وهو في الدنيا كان يؤمن بجهنم، نقصه حالة الوقاية من جهنم {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}.

 

أيضًا رأى الأعمال التي عرضت وأنها هي الأعمال التي يسمى صاحبها بالمحسن أي أعمال إحسان، هي نفسها التي كان لها أثر كبير في الوقاية من جهنم، عندما رأى أولئك نجو من جهنم وساقتهم الملائكة إلى الجنة رآهم نوعية أخرى ممن كانوا مجاهدين، ممن كانوا منفقين، ممن كانوا صابرين، ممن كانوا متقين ومحسنين.

 

ورأى عنده الكثير هو، الكثير ممن سيساقون إلى جهنم أنهم كانوا وهم اسمهم مؤمنون، ولكن لم ينفع اسم [إيمان] وإلا فقد كنا مؤمنين، بمعنى: مصدقين باليوم الآخر وبالنار، لكن أولئك الذين يساقون إلى الجنة متقين محسنين، ألم يقل هناك: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} في الجنة {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} وهو يتحدث عن صفاتهم.

 

{بَلَى} (الزمر: من الآية59) أليس هنا يتمنى؟ {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي} {لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً} {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي} (الزمر: من الآية59) في الدنيا، آيات كثيرة في القرآن الكريم، ليس هناك أعظم من القرآن الكريم من كل الكتب التي نزلها الله إلى عباده، وليس هناك أعظم منه في مجال البيان للناس، وبيان صادق لا يمكن أن تقول: هذا الحديث قد يكون موضوعًا، أو هذا الحديث قد يكون معارض بأقوى منه، أو عبارات من هذه.

 

آيات صريحة جاءتك آياتي التي تبين لك كيف تكون من المتقين، وكيف تكون من المحسنين، وكيف تنطلق في العمل فيما يرضي الله فتكون بعيدًا عن التفريط في جنب الله، وكيف تكون ممن يحرص على الهدى، وليس ممن يتحول إلى ساخر. {قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي} لكن أنت الذي كذبت {فَكَذَّبْتَ بِهَا} (الزمر: من الآية59).

 

هذا التكذيب لا يلزم فيها أن تقول: كذب. هل نحن نقول في القرآن: كذب؟ لا أحد منا يقول: كذب أبدًا، لكن في واقعنا كالمكذبين، أعمال مهمة تتوقف عليها نجاتنا لا نكاد نعد أنفسنا لأن نصغي للحديث عنها أو لأن نسمعها، ومتى ما سمعناها نكون محاولين كيف نتخلص منها، تعامل من هو مكذب والأصل هو العمل، وإلا فمجرد التصديق باللسان قد لا ينفع.

 

هل التصديق بالله سبحانه وتعالى والإيمان بالله بمجرد كلام ينفع؟ ألم يقل عن أولئك أنهم كافرون به؟ وهو من حكى عنهم بأنهم: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} (الزخرف: من الآية87) أليسوا معترفين بالله؟ ومؤمنين بالله؟ ومصدقين بوجوده، وأنه إله؟ الإيمان كله عملي في الإسلام كله، في القرآن كله، الاعتقادات عملية، الإيمان عملي، أما مجرد إيمان لا يتبعه عمل تعتبر كمن ليس بمؤمن.

 

#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم

#الدرس_الحادي_عشر.

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}

ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي

بتاريخ: 30/01/2002

اليمن – صعدة

 


#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام

telegram.me/taizznews