تعز العز

رسائلُ القمة الثلاثية الحاسمة في طهران

تعز نيوز- متابعات

 

في حدث بالغ الأهميّة على صعيد منطقتنا والعالم، استضافت الجمهوريةُ الإسلامية في إيران، أمس الثلاثاء، قمةً رئاسيةً ثلاثية ضمت كلاً من رئيسها السيد إبراهيم رئيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

مصادر إعلامية أكّـدت أن القمة تمحورت حول العديد من القضايا الساخنة سياسيًّا واقتصاديًّا على صعيد المنطقة والعالم، غير أن موضوعَها الأَسَاسي ركز على استكمال مسار “أستانة” الجولة السابعة، لتسوية الأوضاع في سوريا سياسيًّا، بعدما أعلنت تركيا منذ فترة، نيتها شن عملية عسكرية في منطقة الشمال السوري.

وكشفت وسائل إعلامية، بأن انقرة قد صرفت النظرَ عن تنفيذ هذه العملية، لا سِـيَّـما في ظل إصرار كُـلٍّ من موسكو وطهران، على عدم حصولها؛ لما لها من تداعيات خطيرة لن تقف عن حدود سوريا، وبما يحقّق المصالح الأمريكية و”الإسرائيلية” فقط.

وهذا ما عبّر عنه بوضوح، قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي خلال لقائه بالرئيس التركي أردوغان، حينما قال له: “أي عمل عسكري في سوريا سيعود بالضرر على تركيا وسوريا والمنطقة”.

مؤكّـداً على ضرورة وأهميّة الحفاظ على وحدة سوريا، وأن أي عمل عسكري فيها سيصب في مصلحة الجماعات الإرهابية، مُشيراً بأن “إيران ستتعاون مع تركيا حتماً في محاربة الإرهاب، لكن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، هو أمر مهم جِـدًّا بالنسبة لها”، مشدّدًا على وجوب حَـلّ القضايا الخلافية مع سوريا من خلال الحوار.

كما أكّـد السيد الخامنئي، أن الجمهورية الإسلامية تعتبر أمن تركيا هو من أمنها، وأن على تركيا أَيْـضاً أن تعتبر امن سوريا هو أمنها، مُضيفاً بأن “إيران دافعت عن حكومة أردوغان دوماً سواء في القضايا الداخلية أَو في مواجهة التدخلات الأجنبية، وأنها تدعو بالخير للشعب التركي”.

ولم تغب القضيةُ الفلسطينية عن هذا اللقاء، حَيثُ شدّد السيد الخامنئي بأن فلسطين هي “القضية الأولى للعالم الإسلامي، وأنه يجب عدم الاعتماد على أمريكا والكيان الصهيوني”.

غير أن الجانب الأبرز في هذه القمة كما وصفها مراقبون، وفيما يتعلق بزيارة فلاديمير بوتين، والتي ترصدها بدقة العديد من الدول على رأسهم أمريكا، على ضوء زيارة رئيسها جوزيف بايدن الأخيرة للمنطقة، والتي لم تحقّق نجاحاً يُذكر، بالإضافة إلى الكيان المؤقت الذي يخاف من انعكاساتها السلبية، على صراعه الوجودي مع إيران ومحور المقاومة عُمُـومًا.

لذلك بعثت زيارة الرئيس بوتين رسالة قوية إلى الغرب وأمريكا تحديداً، تؤكّـد أن العالم يتغير بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وأن هناك خططاً لموسكو بإقامة علاقات استراتيجية أوثق مع إيران في مواجهة العقوبات الغربية.

ويترقب العالم ما قد يفضي إليه اللقاء بين السيد الخامنئي والرئيس بوتين، وهذا ما أشار إليه مستشار الأخير للسياسة الخارجية “يوري أوشاكوف”، الذي وصف اللقاء بالسيد الخامنئي بالمهم للغاية، خُصُوصاً بعدما تطور الحوار بينهما، حول أهم القضايا المطروحة على الأجندة الثنائية والدولية، ووصف “أوشاكوف” أن مواقفهما متقاربة أَو متطابقة في معظم القضايا.

ويذكر أن هذه الزيارة، قد تؤدي إلى توقيع الاتّفاقية الاستراتيجية للتعاون الشامل ما بين البلدين، والتي سلمت روسيا إيران نسخة عن مشروعها لذلك، خلال زيارة وزير خارجيتها “سيرغي لافروف” في يونيو الماضي.

ومن الممكن أن تؤدي إلى العديد من القرارات الاستراتيجية، التي قد يكون من بينها: إلغاء الدولار نهائيًّا كعُملة للتبادل التجاري ما بينهما، وتسخير قدراتهما لتخطي العقوبات الأمريكية الجائرة.

في السياق، خيّم على أجواء القمة مِلفات الحرب الروسية على أوكرانيا وتداعياتها إضافة لتطورات مفاوضات الملف النووي الإيراني.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”: “إنّ قمّة رؤساء إيران وروسيا وتركيا في طهران ستركزُ على أمنِ المنطقة والأمن الغذائي، ومنع الحروب”.

وَأَضَـافَ عبد اللهيان: أنّ “لقاءات رؤساء إيران وروسيا وتركيا ستكون فرصة؛ مِن أجلِ تنمية التعاون الاقتصادي وتعزيز العلاقات”، موضحًا أنّ “التركيز سيكون على أمن المنطقة من خلال الحل السياسي وعدم اللجوء إلى الحرب وضمان الأمن الغذائي”، وشدّد على أنّ “إيران هي مركز الدبلوماسية الديناميكية”.

من جانبه، ذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنّه يأمل أن يتم التوقيع على اتّفاقيات مع الجانب الإيراني تشمل التعاون الاستراتيجي الشامل بين البلدين.

 

 

#المركز_الإعلامي_لأنصار الله_تعز

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام

telegram.me/taizznews