تعز العز

الصحف الاجنبية: مستشهدين بحربها في اليمن … السعودية غير قادرة على هزيمة حزب الله

شدد باحث اميركي معروف على أن السعودية لم ترسم هدفاً واقعياً قابلاً للتحقيق جراء تصعيدها في لبنان، محذراً من أن هذه السياسات لن تهزم حزب الله بل ستؤدي الى جعل لبنان دولة محطمة، بحسب تعبيره.

من جهة اخرى، اعتبر باحثون آخرون ان هناك تباعدا في الاهداف بين السعودية و تركيا رغم التحالف المعلن، بينما توقعت تقارير اعلامية غربية أن تكون عملية استعادة الموصل قريبة.

السياسات السعودية المتهورة في لبنان

كتب الباحث الاميركي المعروف “بروس ريدل” مقالة نشرت على موقع “Al-Monitor” بتاريخ التاسع و العشرين من شهر شباط/ فبراير الماضي قال فيها: إن السعودية تمارس سياسة “عالية المخاطر” في لبنان،حيث تسعى الى معاقبة و اضعاف حزب الله وايران.الا انه اضاف بالوقت نفسه إنه من غير الواضح ما اذا كان السعوديون قد حددوا هدفاً قابلا للتحقيق.

واعتبر الكاتب أن الجولة الحالية من “الخصومة السعودية الايرانية في لبنان” قد بدأت الصيف الماضي عندما “اعتقلت الاستخبارات السعودية” (حسب ما قال الكاتب طبعاً) المدعو احمد المغسلي في مطار بيروت لدى عودته من طهران. كما اشار الكاتب الى أن التدخل الروسي الايراني في سوريا مؤخراً قد زاد من الغضب السعودي تجاه حزب الله، اذ يوفر الحزب عدد كبير من العناصر على الارض لمهاجمة ما وصفه الكاتب “بالمعارضة السنية” للرئيس السوري بشار الاسد.

واضاف: إن الهدف السعودي في سوريا هو التخلص من الدور الايراني هناك، مشدداً على ان حزب الله هو في قلب هذا الدور. وعليه قال ان الغضب السعودي تجاه لبنان قد ازداد بشكل تدريجي داخل المملكة نتيجة احباط الرياض من سير الاحداث في سوريا.

الملك سلمان

الا ان الكاتب رأى أن بعض الخطوات السعودية هي رمزية في الغالب، ولفت الى ان الجيش اللبناني لم يكن اساساً مستعد لاستيعاب الاسلحة الفرنسية التي وعد بها،كما ان قطاع صناعة السلاح في فرنسا قد يتضرر اكثر من لبنان نتيجة القرار السعودي بتعليق صفقة السلاح. ولكن رأى في الوقت نفسه ان تحذير السياح من السفر الى لبنان وسحب الودائع المالية تشكل اجراءات خطيرة ستلحق الضرر بالاقتصاد اللبناني.

الكاتب اشار ايضاً الى انه حتى “اصدقاء السعودية” يحذرون من ان حزب الله اقوى من ان يواجه بشكل مباشر في لبنان، مشدداً بالوقت نفسه على ان السياسات السعودية اصبحت اكثر عدوانية بكثير مع تسلم الملك سلمام العرش، واستشهد بهذا الاطار بالحرب السعودية على اليمن. وقال ان هذه الحرب من افضل الامثلة التي تثبت بانه من السهل البدء بالحرب بينما من الصعب انهائها.

وقال الكاتب ايضاً ان “الدبلوماسية السعودية” غير قادرة على طرد ايران من لبنان وعلى هزيمة حزب الله، مستشهداً في هذا الاطار بالفشل الاسرائيلي بتحقيق هذا الهدف اكثر من مرة. وفي الختام حذر الكاتب من ان لبنان هو “كيان سياسي هش”، وبالتالي بينما قال ان السعودية محقة باخذ اجراءات ضد ايران و “وكيلتها” بسبب “الاعمال الارهابية” (وقف زعمه)،الا انه يجب ان يكون لدى الرياض هدفا واقعيا، حيث “لا يحتاج الشرق الاوسط الى دولة اخرى محطمة”.

الخلافات السعودية – التركية

بدوره، الصحفي الباكستاني “سلمان رافي شيخ” كتب مقالة نشرت على موقع “Asia Times” بتاريخ التاسع والعشرين من شباط فبراير الجاري و التي سلط فيها الضوء على الخلافات التركية السعودية رغم انضمام تركيا الى التحالف الذي اعلنت عن تشكيله الرياض.

الكاتب لفت الى انه وبينما تريد كل من السعودية و تركيا رحيل الاسد،الا ان انقرة تريد استبداله بنظام تابع لفرع الاخوان المسلمين في سوريا، وهو ما لا تقبل به الرياض.كما اشار الى الخلافات بين الجانبين حول مسألة الاكراد،اذ تريد تركيا “عثمنة” الاكراد فيما تسعى السعودية الى “تعريبهم” بغية الاستفادة منهم ضد انقرة في اطار الصراع على “الزعامة” بعد الحرب في سوريا.

 

وشدد الكاتب على ان تركيا لا تتشارك والسعودية الهاجس ضد ايران،وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى فاعلية هذا التحالف المعلن (بين انقرة و الرياض) في ظل اهداف متناقضة في سوريا و المنطقة.

كما اشار الكاتب الى انه و بينما كلا الدولتين سنية في الغالب،الا ان هناك تباعدا عندما تتعلق المسألة بالمذهب السني “العربي و غير العربي”. وقال ان تركيا تبقى متمسكة بهويتها الدينية غير العربية التي تختلف بشكل كبير عن هوية السعودية وغيرها من الدول الاعضاء فيما يسمى التحالف العربي. واضاف الكاتب انه و نظراً الى حجم الخصومة بين تركيا و السعود

 

ية يجب التساؤل عن اسباب تحالف انقرة مع الرياض.و اشار الى ان المكاسب التي تعتقد تركيا انه يمكن ان تحصل عليها جراء هذا التحاف تفوق الخسائر المحتملة و تسمح لها باستعادة مكانتها كالمنافس الابرز على زعامة العالم الاسلامي.

اما السعودية، فقال الكاتب انها تستفيد من الشراكة مع تركيا لحماية الجماعات التابعة لها في سوريا.

ولفت الكاتب كذلك الى ان المكسب الاهم بالنسبة لتركيا يتمثل بحربها على الاكراد وكيفية استفادتها من الحرب في سوريا ضد الاكراد.كما قال ان تركيا لم تختار محو الاكراد من خلال عمليات القصف،وانما اخضاعهم ليصبحوا مواطنين اتراك و يتخلوا عن هويتهم الانفصالية و حقهم بتقرير المصير.

كذلك تحدث الكاتب عن زيارة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الى كل من السعودية و دولة الامارات و تركيا اواخر العام الماضي،لافتاً الى ان هدف جولته هذه كانت لمعرفة من هي الاطراف المستعدة لدعم “دولة كردستان المستقلة”.و قال انه و بينما لم تعرب اي من السعودية او تركيا عن دعمها العلني لفكرة “كردستان المستقلة”،الا ان الاغلبية الساحقة من اكراد العراق هو من التبعية السنية و بالتالي يشكلون حليفاً مناسباً لكلاهما،الامر الذي يثير مجدداً قضية الصراع بين “عثمنة” و “تعريب” العراقيين الاكراد.
و بناء على كل ذلك اشار الكاتب الى امكانية انهيار هذا التحالف فور نشوء الحل في سوريا،و حصول صراع على النفوذ و السلطة بينهما في سوريا و المنطقة.و حذر من ان وتيرة هذه العملية ستتسارع في حال وافقت الولايات المتحدة و روسيا على مسار معاد لمصالح دول المنطقة.

اقتراب موعد معركة الموصل

بدورها، صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركية نشرت تقريراً بتاريخ التاسع والعشرين شباط /فبراير الماضي اشارت فيه الى كلام المسؤولين الاميركيين بان التقدم الميداني الاخير ضد داعش في شرق سوريا قد ساهم بقطع خطوط الامداد الى العراق و مهد لمعركة استعادة الموصل.

و لفت التقرير الى كلام رئيس هيئة الاركان المشتركة بالجيش الاميركي الجنرال “جوزيف دانفورد” يوم امس الذي قال فيه ان القوات “المدعومة اميركياً” بدأت بوضع الاسس لمعركة الموصل عبر العمل على عزلها عن معقل داعش في مدينة الرقة السورية.ولفت بهذا الاطار الى استعادة القوات الكردية و العربية منطقة الشدادي في شرق سوريا الاسبوع الفائت،و التي تعد آخر خطوط الامداد الاساسية بين الرقة و الموصل.

غير ان التقرير نبه بالوقت ذاته من ان المسؤولين العسكريين الاميركيين يحذرون من ان معركة استعادة الموصل قد تستغرق اشهرا عدة، مشيراً بنفس الوقت الى ان البنتاغون لم يعط وقتا محددا لدخول القوات العراقية الى المدينة.و لفت الى ان الموصل هي خمسة اضعاف حجم الرمادي و تحتاج عملية تحريرها 30,000 عنصراً بحسب التقديرات الاميركية.كما نقل عن الخبراء العسكريين بان معركة استعادة الموصل قد تكون اصعب بكثير من المعركة التي خاضها الجيش الاميركي لتطهير مدينة الفلوجه عام 2004.

ولكن في نفس الوقت لفت الى تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التي قال فيها ان القوات العراقية ستباشر بعملية عسكرية كاملة لاستعادة المدينة خلال شهر آذار /مارس الجاري،بينما قال مسؤول عسكري اميركي ان وزارة الحرب البنتاغون تعتقد بان القوات العراقية باتت جاهزة للقيام بهجوم.

و اشار التقرير الى ترجيحات مسؤولين البنتاغون بان مقاتلين البشمركة الاكراد سيشاركون في العملية، لكنه نبه بنفس الوقت الى ان حكومة العبادي على الارجح لا ترغب بدور ريادي للاكراد.، وفق قوله.

المصدر /

وكالات