تعز العز

“يمكن للسعودية الاستعانة بإسرائيل”

باحث في معهد واشنطن في الولايات المتحدة يقول إذا أراد السعوديون أن يتعلّموا كيف يواجهون التهديدات التي يتعرضون لها من الحوثيين، فيجب أن يتوجهوا إلى إحدى آخر الدول التي كانوا يودون طلب المساعدة منها ألا وهي إسرائيل.
بولك: يمكن القول إنه في حال بقي التعاون تحت الرادار فسيعود ذلك على إسرائيل بفوائد كبيرة

في مقالة نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” يقول نداف بولك، الباحث في معهد واشنطن في الولايات المتحدة، إنه بإمكان السعودية طلب لمساعدة من إسرائيل لمواجهة الهجمات الصاروخية التي يشنها الجيش اليمني واللجان الشعبية على المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية. وفي ما يلي نص المقال:
“بعد مرور سنة تقريباً على بداية التدخّل العسكري للسعودية في اليمن، الذي أدى إلى إنفاق أموال كثيرة من الميزانية السعودية، وتكبد الخسائر الفادحة وسط قواتهم، كثير من هذه الخسائر وقعت في جبهة القتال التي لا تحظى باهتمام إعلامي كبير. على الحدود بين السعودية واليمن، واجهت السعودية في هذه الجبهة، تحديات على صعيد القتال لم تشهدها أبداً من قبل، وإسرائيل تحديداً، الشريكة غير التقليدية، يمكن أن تساعدها في مواجهة هذه التحديات.

نجران على سبيل المثال، مدينة مركزية في جنوب السعودية، هي هدف مركزي لصواريخ الكاتيوشا والغراد التي أدت إلى إغلاق المطار في المدينة.

السعوديون يبدون حائرين أمام هذه التهديدات، ولا سيما لأنهم لا يمتلكون خبرة كبيرة في القتال البري أو في حماية فعالة أمام هكذا تهديدات.

إذا أراد السعوديون أن يتعلّموا كيف يواجهون التهديدات التي يتعرضون لها من الحوثيين، فيجب أن يتوجهوا إلى إحدى آخر الدول التي كانوا يودون طلب المساعدة منها ألا وهي إسرائيل. الخبرة الكبيرة التي راكمها الجيش الإسرائيلي من المواجهات الكثيرة مقابل حزب الله وحماس، علّمته كيف يتصدى لعمليات عابرة للحدود، كيف يحسّن حماية الحدود وكيف يتصدّى للصواريخ المضادة للدروع والتهديد الصاروخي. علاوة على ذلك، تشير تقارير عديدة إلى أن العدو المركزي للسعوديين هم الحوثيون، الذين يتلقون تدريبات من قبل الإيرانيين وحزب الله، التنظيم الذي تعرّفت عليه إسرائيل بالعمق.

بإمكان إسرائيل أن تعلّم قادة في الجيش السعودي تكتيكات فعالة للتصدي لعمليات تتخطى الحدود، وكشف الكمائن المضادة للدروع، وربما أيضاً توفير وسائل تكنولوجية لقوات حرس الحدود السعودي التي تساعدهم في مواجهة هذه التحديات. كذلك أيضاً تمتلك إسرائيل خبرة عمرها سنوات، غنية بالمواجهات ضد التهديد الصاروخي، وتحديداً صواريخ من نوع كاتيوشا وغراد أو صواريخ أخرى محلية الصنع، وهي خبرة يمكن تقاسمها مع السعوديين. ينبغي التشديد على أنه في حال حصل فعلاً مثل هذا التعاون، يجب على إسرائيل التركيز على الخصائص الدفاعية وليس الهجومية، لأنه ممنوع أن تبدو إسرائيل كمساعدة للسعودية في القتال الهجومي الذي يجري في اليمن، والذي يؤدي إلى سقوط قتلى كثر، بعضهم جراء إطلاق نيران بشكل عشوائي من قبل سلاح الجو السعودي.

السؤال هو هل تريد إسرائيل تقديم مساعدة؟ إن التعاون بين إسرائيل والسعودية في مجال القتال البري والحماية الفعالة قد يعزز التعاون بين الجانبين، وقد يشكّل قاعدة لتعاون مستقبلي في مجالات إضافية. وأحد المجالات قد يكون في الجانب التكتيكي، أي إحباط عمليات تهريب سلاح إيرانية عبر البحر الأحمر أو تعاون استخباري حول نشاطات “فيلق القدس” وحزب الله في المنطقة، على سبيل المثال.

في المجال الإستراتيجي، ستُسرّ إسرائيل طبعاً بالتعلم أكثر عن خطط السعودية إزاء سوريا، حيث يبدو أن التدخل السعودي آخذ بالازدياد في هذه الدولة.

إسرائيل، التي تملك تأثيراً محدوداً جداً اليوم في طاولة المفاوضات إزاء مستقبل سوريا، يجب أن تحاول استغلال كل رافعات التأثير التي قد تكون قادرة على المشاركة في صياغة مستقبل سوريا، وعلاقات أفضل مع السعودية قد تساعد في هذا المجال.

وفي موازاة ذلك، هناك من سيدعي أنه من الأفضل ألّا تتدخل إسرائيل في الصراع بين السعودية والحوثيين، وذلك كي لا تخلق توترات إضافية مع لاعبين آخرين في الشرق الأوسط. كذلك، الانتقاد الدولي للسعودية بخصوص حربها في اليمن آخذ بالازدياد، ويحتمل ومن الأفضل ألا تُصنف إسرائيل في ركب السعودية.

وفي المحصّلة يمكن القول إنه في حال بقي هذا التعاون تحت الرادار، فسيعود ذلك على إسرائيل بفوائد أكثر منه بخسائر