تعز العز

هنا رواتب من لايستحقون


لبس معطفه ليحميه من البرد جيدا وهرول الى المحطة كعادته ككل صباح
وفتش في جيبه ووجد ألفين ريال وتذكر طلبات زوجته و تمتم قائلا أين راتبي ياكلاب ؟
والله لن أسكت والله سنريكم كيف تحترمون مطالبنا .

صعد الميكروباص ليسمع حديث صاحب الباص وهو يصب كل لعنته على الدولة والحكومة و وردد السائق أين الرواتب يا أولاد الصرخة؟

كانت هنالك إمرأة تجلس في المقعد الخلفي تقلب يديها بتعجب
فنظر أليها بغضب قائلا: الأخت لم يعجبها الكلام سرقووونا ولابقي لنا حتى الخبز

نظرت له تلك المرأة في ثبات وعزيمة كانت نظراتها كسهام ينصب على وجهه المتهالك وقالت :
أنا فأخجل كثيرا قبل أن أتفوه بأين الراتب ؟

تمتم غضبا وقال ..يافتاح ياعليم

فردت قائلة هل تعرف من أنا؟
سأحكي لك بإختصار أنا إمرأة من عموم الشعب خرج طفلي الصغير ليلعب في الحارة وحلقت طائرة ودوى إنفجار يتلوه إنفجار ظننته إستهدفا مقرا او لمخزنا للصواريخ كل شيء خطر في بالي الا ان يكون راس طفلي هو الهدف الإستراتيجي الأمريكي الذي يتم رصده عبر اقمارهم الصناعية
هرعت في وسط الغبار ورجوت الغبار كثيرا ان يعطيني معلما لجثة ولدي .. ولكن لم يسمح لي ان اقبل جبنيه لينام بسلام فعدت الى بيتي مع بقايا حذاء وثوب

أين كنت أنت؟ كنت في منزلك تلتحف الأمان وتقلب يديك

هذه ليست كل الحكاية
فالحكاية لم تبدأ لتنتهي فلدي شاب مراهق لطالما أعتززت به وعلمته من العزة والكرامة ما يشد به الظهر
كبرته ليرفع رأسي وقد فعل…
في الوقت الذي كنت أنت تنام جيدا وتستمتع بأحلام اليقظة

كان شابي اليافع في جبهة الحدود ليحميك جيدا من السقوط

ذهب هناك وعاد هذه المرة
عاد مبتور اليدين وبرجلا واحدة وعندما طبتبته رجوته أن يبقى معي ولكنه رد قائلا لم يكتمل واجبي بعد

ذهب هذه المرة وتأملت كثيرا وكثيرا وبكل أيات الرجاء تمتمت أن يعود
وخرج ولم يعد ….فرفعت هامتي برغم انهاكي واهديتكم وطنا من دم أولادي ….

وأين كنت كنت هناك تتقلب على جنبيك وتتذمر من عضة ناموس …من موسم ريح …

وعندما شبعت كانوا اولادنا جياعا في الجبهة

وعندما أهدوك وطنا أهديتم هزيمة

أسائلك هل نمت جيدا وهل أمنت على ملابسك من الغبار
و
هل يؤلمك جفاف الشتاء
أما أنا فيؤلمني جفاف يسكن في حناياكم
#رند_الأديمي