تعز العز

صحف عربية: إسرائيل تستفيد من صراعات العرب الداخلية

اهتمت الصحف العربية اليوم بالتصعيد الفلسطيني الإسرائيلي، الذي وصفه الكثيرون بإنه “انتفاضة ثالثة”، إذ تقول بعض الجرائد إن الصراعات الداخلية في بلاد العرب والحروب الأهلية صرفتهم عن القضية الفلسطينية، بينما يلوم صوت آخر القيادة الفلسطينية على “التخاذل”.

واهتمت الصحف المصرية بالانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في 17 أكتوبر الجاري، إذ شجعت معظمها المواطنين على المشاركة والإدلاء بأصواتهم.

“العرب أضاعوا بوصلتهم”

ويصف خالد الزبيدي في جريدة “الدستور” الأردنية “النتائج المذلة” للـ”الربيع العربي”، حيث “عم الفقر في المنطقة و(تعطلت) مسيرة التنمية وأعيد توجيه المقدرات من المشاريع في كافة القطاعات إلى شراء السلاح والعتاد، وصبه على رؤوس المدن والشعوب العربية”، ويضيف: “ما يجري في فلسطين والقدس الشريف بشكل خاص هو نتيجة للانحراف العربي سياسياً وعسكرياً واقتصادياً”.

أما جريدة “المستقبل” اللبنانية فتلوم في افتتاحيتها إيران على أنها “نجحت في تحقيق ما عجزت عنه إسرائيل واستطاعت بادعاءاتها ومشروعها الامبراطوري وطموحاتها الفئوية والفتنوية إشعال العالم العربي بالحرائق، من اليمن إلى سوريا”.

وتضيف الجريدة: “إن مشاهد القتل والترهيب والتهجير والمذابح المتنقّلة في اليمن والعراق وسوريا، واستخدام الإرهاب ورعايته .. كل هذه التوليفة التي سبّبتها إيران وسياساتها وجموحها وميليشياتها، نجحت في إعطاء الصهاينة ما عجزوا عن أخذه على مدى عقود الاحتلال منذ عام 1948 إلى اليوم”.

ويقول حسن مدن في جريدة “الخليج” الإماراتية إن “العرب أضاعوا بوصلتهم”، حينما صرفوا الانتباه عن القضية الفلسطينية.

ويضيف: “لقد تحقق للعدو الصهيوني الكثير مما كان يحلم به، بل خطط له وشجع عليه: إغراق المنطقة في الفوضى وحمامات الدم، وحروب الطوائف والقبائل والملل، لينعم هو بالاستقرار والطمأنينة، فالكل منشغل بنفسه، ولا وقت لأحد لأن يدير وجهه نحو فلسطين”.

أما الكاتبة فاطمة الكراي في جريدة “الشروق” التونسية فلديها رؤية مختلفة لهذا الموضوع.

تقول الكاتبة: “حساباتهم خاطئة هؤلاء الاستعماريون فقد ظن نتنياهو وزمرته وكذلك واشنطن وحلفاؤها أن مجرد الإطاحة بالضربة القاصمة للدول العربية مثل العراق وسوريا وليبيا والصومال من قبلها واليمن وتونس وكل البلاد العربية، سوف يجعل الشعب الفلسطيني مرتبكاً وخائفاً ومتردداً في إعلاء صوته وفي الانتفاض ضد الاحتلال والاستعمار الاستيطاني في فلسطين”، وتضيف: “يخطئ من يظن أن الثورة الفلسطينية يمكن أن تضعف في غياب السند العربي ذلك أن فلسطين الثورة هي سند أي ثورة عربية … لأن فيها بذور القطع مع الاستعمار”.

وفي الوقت ذاته، يقول صبحي غندور في جريدة “البيان” الإماراتية إن “إسرائيل تستفيد طبعاً من تبعات الحروب الأهلية العربية، ومن الموقف الأمريكي الذي يساهم الآن في تهميش القضية الفلسطينية بعدما تراجعت إدارة الرئيس أوباما عن مطلب تجميد الاستيطان، وامتنعت عن ممارسة أي ضغط فعلي على حكومة نتانياهو”.

ويعتقد أن “أهمية ما يحدث الآن في القدس والضفة هي إعادة الحيوية لقضية فلسطين، التي جرى تهميشها عمداً في السنوات الماضية، وبالتالي تصحيح «البوصلة» العربية، بعدما تسبّبت ’معارك التغيير الداخلي‘ في فقدان معيار معرفة الصديق من العدوّ!”

أما نور نعمة في جريدة “الديار” اللبنانية فتلوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتتساءل: “إلى متى سيظل الرئيس الفلسطيني محمود عباس يبرر تعاطيه مع الاستخبارات الإسرائيلية وتنسيقه معها في ظل قتل الجنود الإسرائيليين لشعبه؟ إلى متى سيظل موقفه متخاذلاً وإسرائيل تقضم فلسطين قطعة تلو الأخرى؟ إلى متى سيظل آملاً أن إسرائيل ستقبل بحل الدولتين بينما التوسع الاستيطاني قضى على فكرة الرجوع إلى حدود 1967؟”

وطالب يوسف رزقة في فلسطين أونلاين الموالية لحماس “قادة الفصائل والعمل الوطني توسيع أفق التناول والتعاطي مع الاستراتيجية الصهيونية في بعدها آنف الذكر، من خلال التفاهم الفصائلي الوطني على استراتيجية المواجهة، وتصعيد الهبة الشعبية لتتحول إلى انتفاضة حقيقية متصلة ومستمرة”.

“واجب” المشاركة في الانتخابات

وركزت الصحف المصرية على الانتخابات البرلمانية، إذ تنتهي اليوم المهلة المحددة للدعاية الانتخابية، حسب ما أقرته اللجنة العليا للانتخابات.

151015102138_egypt_election_640x360_ap_nocredit

صحف مصرية تقول إن هناك حالة محمومة لدفع الناس إلى التصويت

وتصف جريدة “الوفد” الخاصة الانتخابات بأنها: “انتخابات استكمال الثورة” وأن “الشعب يواصل مسيرة البناء بالإقبال على التصويت”.

أما جريدة “الأهرام” الرسمية فتقول في افتتاحيتها: “ينظر المراقبون إلى تلك الانتخابات على أنها الأهم منذ أن عادت الحياة البرلمانية إلى مصر فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات … الدور الأكبر يقع على المواطن الذى هو الناخب الذى يتعين عليه أن يقوم بواجبه الوطنى ويذهب إلى صناديق الاقتراع ولا يتقاعس عن أداء هذا الحق الدستورى فى أن يختار ممثليه أو من ينوب عنه فى مجلس النواب المقبل، حيث إن مشاركة الشعب فى اختيار نواب المجلس يعد مشاركة منه فى حكم بلده”.

وتقول كريمة كمال في جريدة “المصري اليوم” الخاصة إن “هناك حالة محمومة من محاولة دفع الناس للنزول للتصويت فى الانتخابات القادمة. هذه الحالة تزداد حدة كل يوم مع ظهور بعض المؤشرات والدراسات التى تؤكد أن نسبة التصويت سوف تكون ضعيفة”.

وتضيف: “نزاهة الانتخابات لا تقتصر على نزاهة الصناديق أو نزاهة التصويت بل تبدأ أصلا من نزاهة وضع القوانين وعدم التدخل بالضغط من أى مؤسسة من مؤسسات الدولة سعيا لفرض اتجاه أو مجموعة وهو ما يعطى الانتخابات مظهر أنه قد تمت هندستها بطريقة تؤدى فى النهاية لنتيجة مخططة سلفا لذا فنحن نرى قيادات قوائم بعينها يتحدثون وكأنما الانتخابات قد حسمت لصالحهم قبل أن تبدأ أصلاً”.