تعز العز

امبراطورية الخير ومملكة الشر

سجّل المهاجرين اللبنانيين على مدى سنوات طويلة من الهجرة والكد والتعب العديد من الإنجازات التي ساهمت في تقدم لبنان وتنميته تلك الإنجازات التي لا تقل اهمية عما انجزته المقاومة من انتصارات على العدو الصهيوني طوال سنوات الإحتلال .

بل ان تلك الإنجازات التي كان يراقبها العدو الصهيوني عن كثب لا سيّما في السنوات الأخيرة الماضية والتي تندرج تحت عنوان الحرب الإقتصادية حتى ولو لم يكن اؤلئك المهاجرين من رجال الأعمال ينتمون الى احزاب سياسية او الى حزب الله تحديدا .

واتخذت تلك الحرب الخفية اشكالا وعناوين مختلفة تارة تحت حجة تمويل الإرهاب وتارة اخرى بعنوان تبييض الأموال حتى ان بعض الحالات وصلت بالعدو الى اغتيال بعض رجال الأعمال مثل المرحوم محمد حمود الذي تم اغتياله في اوروبا اضافة الى العديد من الأسماء التي لمعت في عالم الإتراب اللبناني .

تلك الحرب التي اشتدت ازرها واتخذت اهمية كبرى لدى العدو لا سيّما بعد اندحاره من جنوب لبنان وهزيمته النكراء في تموز 2006 .

ليبدأ العدو معركة رد الإعتبار ممن هزموا الكيان الصهيوني اقتصاديا وليكون الهدف رجل لمع اسمه في عالم الإغتراب وتحديدا في الغابون انه الحاج قاسم حجيج الذي يعتبر ركنا اساسيا من اركان الاغتراب اللبناني واحد ابرز الوجوه في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم اضافة الى كونه قنصل الغابون في لبنان ورئيس الجالية اللبنانية فيها اضافة لتوليه منصب رئيس بلدية دير انطار في قضاء بنت جبيل .

ذلك الرجل الذي سافر الى افريقيا في مطلع السبعينات ليعمل بكد وجهد مع اخوته الذين سبقوه الى عالم الإغتراب هاجر ابن ال17 عاما حاملا احلاما كبيرة له ولوطنه ولشعبه وبدأ يعمل بكل إخلاص وكان ناجحا بل وباهرا في ظقته في العمل .

تلك الفترة من السبعينات التي شهدت الانقلاب الذي أطاح بالملكية في أفغانستان عام 1973 وتبعته سلسلة من انقلابات وأحداث عنف انتهت بقيام قيام النظام الشيوعي و الاحتلال السوفيتي عام 1979 حيث التقت مصالح الدول الغربية بقيادة أمريكا مع مصالح الوهابية السعودية، خاصة خلال الحرب الباردة التي كانت على أشدها.

استغلت أمريكا الاتجاه الوهابي وصرفت المليارات على تشكيل الأحزاب والمليشيات الإسلامية لمواجهة الشيوعية في أفغانستان.

وكانت منظمة القاعدة وبن لادن وحركة طالبان ومنظمات المجاهدين الأخرى نتاج هذا التحالف الغربي- السعودي غير المقدس. واستغلت السعودية هذه الفرصة فصرفت المليارات من الدولارات على فتح الألوف من المدارس الدينية في مصر وباكستان وغيرهما والتي صارت معامل تفريخ للإرهاب ونشر الفكر الوهابي، وتشجيع الشباب العرب وخاصة الفقراء منهم، مستغلين ظروفهم المعيشية القاسية، في الانخراط في منظمات المجاهدين في أفغانستان والذين أطلق عليهم فيما بعد بـ(عرب الأفغان).

فيما كان الحاج قاسم حجيج يعمل على محاربة الفقر من خلال مساعدة الفقراء من ابناء شعبه ومساعدتهم بتأمين فرص العمل للآلاف منهم في افريقيا اضافة الى محاربة الجهل من خلال دعم التعليم واعطاء المنح للطلاب الغير قادرين على مواصلة دراستهم نتيجة الفقر.

ووفقا لدراسة أمريكية تفيد أن السعودية صرفت نحو 70 مليار دولار على نشر الوهابية والتطرف الديني والإرهاب وما يسمى بالأحزاب الإسلامية والمدارس الدينية خلال الأربعين سنة الماضية.

لتنتج ما نراه اليوم من قتل ودمار وتهجير وتمزيق حينها كان الحاج قاسم حجيج على مدى اربعين سنة منصرفا لتحقيق المزيد من النجاحات والمزيد من الاعمال الخيرية التي كان يقدمها هو واخوته من خلال «مؤسسة محمد علي حجيج الخيرية»، التي تعنى بمساعدة الفقراء والمعوزين ومعالجة الحالات الصحية ودعم الحركة العلمية والاجتماعية والثقافية.ليصبح ابوعلي زعيما لا بل امبراطورا يسكن قلوب الناس .

كل ما كان ينجزه الحاج قاسم كان خدمة دون اي مقابل فهو لم يستغل ضعف المحتاجين او حتى طلبة الجامعات كما كان يفعل البعض سابقا لا يحمل حتى مشروعا سياسيا ولا يكن للناس الا الاحترام والخير فوجود رجال مثل ابو علي في هذا الزمن وضعه في صراع الخير والشر بل حرب مملكة الشر والإرهاب لآل سعود التي تستغل فقر وضعف الناس وبين امبراطورية الخير دير انطار بامبراطورها الأحب قاسم حجيج لتصدر لتضع مملكة الإرهاب ومنتجته الحاج قاسم على قائمة الإرهاب ولتلتقي لا بل تنسق مع الكيان الصهيوني في حربها على ابوعلي لينضم لاحقا الشيطان الأكبر امريكا الى ذلك الحلف العدواني من خلال مسؤول استخبارات لجنة العقوبات في وزارة الخزانة الاميركية ” دانييل جلاسر” لتفرض وزارة الخزانة الامريكية عقوبات اقتصادية على الحاج قاسم حجيج .

امم ودول واجهزة استخبارات تكاتفت ولا ننسى التحشيد الإعلامي العالمي والمحلي على ابو علي في ظل جهوزية بعض الأرقاء ممن يعتبرون انفسهم اعلاميين واعلاميات وما هم سوى ادوات رخيصة وخسيسة لتنفيذ موآمرة بسعر بخس اؤلئك تجار الأوطان والإنسان الذين ارتدوا على اعقابهم خاسرين فتحوا ابواق شعوذتهم على ابو علي ذلك الرجل الذي لم تكن تهمته سوى انه بنى مساجدا يعلم بها الأجيال وصية امامه علي (ع) ان الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق, وبنى مدارسا كانت صروحا للحب والخير والقضاء على الجهل واشاد مستشفيات وساهم ببناءها من اجل احياء النفس التي امر الله بأحياءها وليس باءستغلالها وتعبئتها بالحقد فهوالأعمى وجعلها اداة للقتل والتجزير.

لعل الملك سلمان وجلاوزته واسياده جلاسر ونتنياهو لم يقرأوا التاريخ جيدا او لعلهم قرأوه ولم يفقهوه ولم يفقهوا انه عبر التاريخ لم ينتصر الا الخير واما الشرفهو كالأفعى التي تعض نفسها لشدة عنادها وغيظها .

لم يفقهوا انتصار يوسف على كهنة المعبد ولم يعتبروا من هزيمة فرعون على يد موسى وشواهد كثيرة يذكرها التاريخ لا يريدون ان يفقهوها لأنهم صم بكم عمي لا يبصرون .اما حربكم التي تشنونها على ابوعلي فلن تكون الا سلاما وسيكفي الله عباده الصالحين.

شوقي عوضة

رأي

نقلا عن بانوراما الشرق الاوسط

#تعز
#جرائم_داعش_في_تعز