تعز العز

“إعادة الأمل” للقاعدة !

عباس السيد

aassayed@gmail.com

في التاسع من ديسمبر 1992 دخلت القواتُ الأَميركية إلـى الصومال في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم “إعادة الأمل”، ومن يومها لم تقم للصومال قائمة.

بعد قرابة ربع قرن على اغتيال آمال الصوماليين، يحاولُ حلفاء الولايات المتحدة في الإقليم أن يثبتوا أنهم تلامذة شطار ونجباء لأسيادهم وأساتذتهم في مدرسة واشنطن. هاهم يواصلون تنفيذ مخططاتهم مستخدمين نفسَ الأدوات والتكتيكات، ويستنسخون نفسَ الأسماء والمصطلحات الإنسانية الجذابة لتغليف أهدافهم القذرة وجرائمهم البشعة.

بالأمس كانت “عاصفة الحزم” وقد كانت نسخة من “عاصفة الصحراء” في وحشيتها وهمجيتها ضد العراق، واليوم “إعَادَة الأَمَل”، فهل ستكون مختلفةً عن نسختها الأصلية التي طبقها الأَميركيون في الصومال؟.

غطرسة دول العدوان التي ظهرت في أبشع صورها خلال أكثر من شهر تبدو مستمرة ولن تتوقف، فاستنباتُ جذور المأساة الصومالية وإعلان النية لزرعها في الـيَـمَـن يعكس صلف الأعداء ووقاحتهم، ويكشف عزمهم لتدمير الـيَـمَـن بشكل تام.

ولو كانت مساعيهم جادةً لتحقيق الاستقرار في الـيَـمَـن، لما اختاروا هذا الاسمَ “إعَادَة الأَمَل” الذي بات في ذاكرة العالم بمثابة كلمة السر لانطلاق عملية تدمير الصومال.

إن المستهدفَ الحقيقيَّ بإعادة الأمل إليه ليس الشعب الـيَـمَـني، بل تنظيم القاعدة الذي كان يتلقى ضربات موجعة قبل أن تنقذه العاصفة السعودية الأَميركية. الآن فعلاً بدأ تنظيم القاعدة يستعيد أنفاسه وأمله في التوسع والانتشار وتعزيز مواقعه في عدد من المحافظات بدعم لوجستي مباشر وعلني.

الحربُ الأَميركية السعودية الأخطر ضد الـيَـمَـن لم تبدأ بعد. قد يكون صوتها منخفضاً وأسلحتها خفيفة ومتوسطة، لكنهم يريدونها أن تكون يمنية ـ يمنية شاملة، وسينحصر دورهم في تزويدنا بالمال والسلاح فقط. بينما ستظل طائرات الحزم عصا مرفوعةً لتعديل أية موازين.

لقد كان الهدفُ الرئيسُ لـ “عاصفة الحقد” خلال الأسابيع الماضية هو تهيئة ميدان المعركة للفرق الـيَـمَـنية المتنافسة، من خلال تدمير الجيش الـيَـمَـني ومقدراته لإبعاده عن التدخل في المعارك المستقبلية التي يراد لها أن تكون بلا حسم، كما هو الحال في الصومال.

من حسن حظنا في الـيَـمَـن أن مخططات الأعداء أَصْبَـحت مكشوفةً، وتجاربُهم السابقة لا تزال حية وشاهدة في أكثر من بلد حول العالم، فهل نستطيع إفشال مخططاتهم والنجاة بأنفسنا ووطناً؟.