تعز العز

نعم هيبة وجمال وجلال هذا الصّباح لا تدانيه هيبة ، و لايباريه جمال ، و لا ينافسه أيُ جلال ،،

 سيّدي يارسول الله : هيبة ذكرى مولدك كذلك العملاق الذي نهض من تحت التراب ، جريحا ، أليما ، لكنّ جراحه لم تمنعه من فرحة تلمع في عينيه ، وإنّما مولدك طاقة له ، طاقة روحية ، تلهمه العطاء ، و تسقيه الجود فيستمر مقارعا لأقزام الفضيلة ، أعداء الحياة ،
ذكرى مولدك عزم ممزوج بحبّ ومودة تلد فينا روح المقاومة للباغين والطّغاة من محتّلين وأذنابهم ،،
ذكرى مولدك هي الإصرار ، والتّحدي لغطرسة العالم الجبان ،،،
سيّدي مولدك : يأخذنا للنّصر فبدر أولى المعارك التي خضتها كمعسر الحق ضد معسكر الباطل الكافر ،،
بدر حاضرة بين أعيننا ، و سيفك البتّار ، وبصحبتك عليّ الكّرار ، وأولئك الأنموذج الفريد من صحابتك الذين ذادوا عن حياض الإسلام فانتصروا ،،
سيدي : وأنت وجندك حاضرون ، تقاتلون ، فتكسرون غطرسة أعراب عصركم من قريش وحليفاتها وبني يهود معها ،،
صورة ومشهد قتالكم سيّدي : أستحضره لقطة لقطة ، فأراكم في أحفاد أنصاركم نورا مبينا ، وهم من لم تتعبهم أو تلههم همومهم ، وأتراحهم ، أو قتالهم عن أفراحهم ، و تهنئة أنفسهم بميلادك الشّريف ،،
أستحضرك سيّدي وأرى روحك تخفق بين حنايا صدور خريجي مدرستك العظمى ، المعطاءة ، و قلوبهم الجريئة الشجاعة حين ينتزعون الأرض الطّيبة من بين أنياب الصهاينة وحلفائهم ،،
أراك يا سيّدي في وجه الطّفل اليتيم وقد كتب في جبينه :
لبيك يا رسول الله ، وتلك الدمعات تنساب بهدوء من عينيه ،،
أراك يا حبيبي يا رسول الله في نظرة وعيني أمّ الشّهيد وقد حلّ مولدك فمسحتَ بكفك الشّريفة دمعات عينيها قائلا لها :
لا تحزني فابنكِ في علّيين ، و قد زرتُه وقبّلت جبينه الطّاهر ..
أراك يا حبيبي يا رسول اللّه في ذرات تراب الأرض التي دفعت بعملاقها ، من أحشائها، دفعت برجال هم الأشدّ و الأقوى ، فما عدتُ أفرّق بين رجالك في عصرك وزمانك ورجالك اليوم ، وهم أحفاد أنصارك الذين تكلّلوا بتاجهم وتاج العروبة والإسلام ، ذاك المحمّدي الآتي من نسلك و قد توّجته قائدا لمسيرة القرآن تقول له :
امضِ يا ابن البدر وخذ عنّي الرّاية ، فقد انتصرتَ للمستضعفين ، وحملت همّ أمتي التي يجرحني ما أراه فيها ، ويهولني ويروعني ما يُفعل بأبناء وأحفاد أنصاري ..
نعم : أيّها القائد يقول لك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم ):
ولماذا لا أحبّك يا ابن البدر وقد حالفت قرآنا نزل عليّ أنا فقدّمته أنتَ وجعلته نهجك ونهج أنصارك على هذه الأرض،
سيدي يارسول الله : أراك في روح والدي الذي مضى على دربك شهيدا ، حين أحببتك أول ما أحببتُ رجلا قال عنه أبي : في إيمانك يا بُنية : أحبي رسول الله قبلي ، وقبل كلّ حبيب ،، أحبيه بعد ربّك ربّ العالمين ،،
واجعلي مقياس حبّك للبشر هو محمّد ، فأحبّي من تولّاه وتولّى آل بيته ، و اهملي من أهمله وآل بيته ، فكان ذلك الحبّ السّماوي هو ترنيمتي ومعزوفتي،، وسيمفونية حياتي أنت يا رسول الله ، في قصة عشق لروحك لا تنتهي حتّى لو قبض الله الرّوح وعادت إليه نفسا مطمئنة ، راضية ، مرضية (بإذن الله )،،
رسول اللّه : أراك في تلك الوفود والأرواح المتدفقة ، وهي تتحدّى برد الشّتاء ، قد قطعت مسافات في سفر فيه من الجهد والمشقة مافيه ؛ لتحظى تلك الأرواح بشرف الاحتفاء بك،،
رسول الله : أراك في منشد رقرق القلب لحنه ، و أبكاني شوقا إليك ،،
أراك في شاعر زخرت قوافيه وازدانت بمدحك يا حبيب الله ،،
أراك في إعلامي ، جندي ، وزير ، موظف ، عامل ، رجل ، امرأة ، طفل ، مسن ، غني ، فقير ، معافى ، جريح تدبّ الحياة فيه مشتاقا تواقا للاحتفاء بك ،،
أراك في هذا العالم الافتراضي المسمّى ب : (النت) تملأ ، و تعجّ بالحياة في صفحات أحبابك وأتباعك ، وعشّاقك ،، تنير بنور اسمك صفحاتهم ، وتحلو مرارة قلوب بشر أثقلها الوجع ، فيصلّون ويسلّمون عليك ، وعلى آلك ؛ فتشفى جروحهم ، وتبلى وتنتحر آلامهم ، وتدفن أحزانهم ، فكأنّك ولأنت وذكرك ومولدك بلسم شّاف ،،
فقل لي يا رسول الله : كيف لا أشتاق إليك ، وكيف لا أحبك ، وأنت رحمة الله لنا ، ولولاك ما كانت تهدى الرحمة لبني البشر ،،
وكيف لا أحبك وأنت حبيب الرحمن ، وكفاك عزا وجلالا ونورا أنّك حبيب الله ….

يا حبيب الله ، ، محمّد

عليك وآلك السّلام

✍أشواق مهدي دومان

? ” إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا “

⭕️ ذكرى المولد النبوي الشريف 1439هـ

%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d9%83-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d9%84%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%85