تعز العز

ليميز الخبيث من الطّيب

الأصل إخراج الخبيث ، و ميزه من الطّيّب ، والمَيز غير التّمييز ، فالمَيز غربلة ، و تنقية يليها إخراج الغريب الشّاذ من مجموع الكلّ ، في حين التمييز هو مفارقة ، ومقارنة بين شيئين متنافسين ،،،
واستخدم حرف الجر : مِن ، وليس عن ، أو على ، أو غيرها من حروف الجر يدل على أنّ الخبيث كان مِن عمق ، وأصل ، و روح نسيج الطّيّب ، و من مجتمعه ، من ظروفه ، من بيئته ، ولكنه تنكّر وأبى إلّا أن ينسلخ مِن الطّيب،، وانسلاخه عملية صعبة ؛ فهي نزع واجتثاث كاجتثاث جذع و جذر شجرة نخرة من عمق التّراب الطّيب الطّاهر حين خبُثت ، و كان خبثها هو ضرورة حتميّة لاجتثاثها ؛ فلن تهوي إليها ولن يستظل بها إلا كلّ خبيث ؛ فنزعها ضرورة وناموس اللّه أن ينتصر الطّيب و الخير والحق والعدل الذي لن يكون إلا بإخراجها ونزعها،،

تأمّل في الآية ، كيف تم ّميز الخبيث ، وعملية ميزه التي استغرقت وقتا ، وجهدا ، فخبثه منه وليس عشوائيا ؛ ولهذا فنزعه وميزه لم يكن إلّا بعد صبر ، و بخطوات ، و تمهيدات ، وتهييئات إلهيّة للأسباب والمسببات ،،،
والعاقبة للطّيب ، و الطّيبين المنزّهين عن خبث العمالة ، وخبث امتهان الارتزاق ،

” وأمّا الزّبد فيذهب جُفاء ، وأمّا ماينفع النّاس فيمكث في الأرض “.

صدق اللّه العليّ العظيم

 

✍أشواق مهدي دومان

➖ ➖ ➖
*#عفاش_ينضم_للعدوان

%d8%a7%d8%b4%d8%aa%d8%b1%d9%83-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%aa%d9%84%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d9%85