تعز العز

اليقين هو أن تكون عظيم الثقة بالله في واقعك العملي . وليس مجرد معلومات

من هدى القرآن

الخلل في اليقين خلل كبير في الجانب الإيماني

دروس مهمة في هذا الجانب، أهمية الجانب الإيماني، خطورة القصور والنقص في الإيمان، ووصلنا إلى فقرة مهمة جداً هي قوله (عليه السلام) ((واجعل يقيني أفضل اليقين)).
قال (رضوان الله عليه):
[يكون الوعي أحياناً بشكل معلومات مهما بلغت درجته، يكون بشكل معلومات في نفسك حتى يطمئن إليه قلبك ويستقر في قلبك فتبلغ درجة اليقين التي تؤهلك للاستقامة والثبات].
هذا جانب مهم جانب اليقين، الخلل في اليقين خلل كبير في الجانب الإيماني نفسه، فلا يمكن أن يستقر الإيمان إذا لم يكن قد بلغ إلى درجة اليقين، ولهذا حكى الله في القرآن الكريم عن نبي من أعظم أنبياء الله سبحانه وتعالى هو نبي الله إبراهيم (عليه السلام) كيف كان حريصاً على اليقين، وعاملاً إلى أن يصل إلى درجة اليقين وقال الله عنه {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} وليكون من الموقنين.
درجة اليقين درجة أساسية في استقرار الإيمان، وثبات الإنسان على الإيمان، وأساسية جداً في أن يبقى الإنسان مستمراً في طريق الحق، في طريق الإيمان، وإلا يمكن أن يتأثر إما أمام أحداث تهز إيمانه، أو أمام نشاط  عدائي تشكيكي، يشكك الإنسان، يلقي الشبه على الإنسان، والكثير من الناس يتأثر.
 الله سبحانه وتعالى حكى في القرآن الكريم عن المنافقين وعن الذين في قلوبهم مرض ـ فئتان ناقصتان في يقينهما هذه فئة النفاق المنافقين وفئة الذين في قلوبهم مرض, عندهم نقص كبير أو انعدام لحالة اليقين ـ حكى الله عنهم أمام حدث كبير في عصر النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) في الأحزاب عندما تكالبت قوى الشرك والكفر وتحزبت وأتت بجيوشها، بكل إمكانياتها العسكرية لحصار وتطويق المدينة المنورة تمهيداً لمهاجمتها، في مخطط يستهدف الإسلام، ويسعى إلى القضاء على نبي الإسلام وعلى المسلمين، وكان حجم  الأعداد من جانب المشركين كبير، كان هناك تكالب كبير، وطوقوا المدينة من كل اتجاهاتها {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ} فطوقوا المدينة وأحاطوا بها من كل اتجاه، وبأعداد كبيرة وبحقد كبير، وعداوة شديدة.
وهنا كان موقف الذين في قلوبهم مرض وموقف المنافقين لانعدام يقينهم، موقف سيء وسلبي جداً بسرعة زادت عندهم حالة الشك الموجودة أساساً بل أصبحوا شبه متأكدين تعززت حالة الشك في أنفسهم يعني: أصبح شبه يقين مقلوب يقين بالمقلوب {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا} أصبح لديهم شك كبير جداً، وانعدام لحالة اليقين أمام حدث أمام حدث، أمام مشكلة كبيرة، أمام قضية معينة.
فالإنسان إذا كان ضعيفاً في يقينه، أو منعدم اليقين إما أحداث، أو مواقف، أو قضايا، أو شبه ونشاط دعائي وتشكيكي بسرعة سيؤثر عليه، ويزحزح وعيه؛ لأنه وعي هش، وعي لم يصل بعد إلى مستوى اليقين، وهذا مثال واضح المنافقين والذين في قلوبهم مرض.
لذلك من الضروري جداً حتى يستقر الإنسان على ما هو عليه من الحق،  ويستمر في طريق الحق ويواصل مشواره وصولاً إلى رضى الله سبحانه وتعالى والغاية العظيمة لا بد أن يسعى الإنسان للوصول إلى مستوى اليقين الوعي المحدود، الوعي الذي هو بشكل معلومات ذهنية لم تترسخ فيتفاعل معها القلب، وتصدقها النفس تصديقاً جازماً قاطعاً يترتب على ذلك تأثر وتفاعل وجدية كبيرة.
إذا كان هذا بعيد عن الإنسان يصبح الإنسان عرضة أمام أي أحداث، أو عوائق، أو بواعث معينة تبعث على الشك، سواء من الواقع الداخلي، أو من خلال العدو.
ولذلك يقول (رضوان الله عليه):
[أليس القرآن الكريم هو أرفع درجات الوعي؟ احمل مصحفاً صغيراً في جيبك هل ستكون واعياً إلى درجة عالية؟ لا. قد تكون في أعمالك بالشكل الذي يضرب القرآن وهو في جيبك. لا بد للأشياء أن تنتهي في نفسك إلى درجة اليقين، تترسخ فتنطلق هي لتجعل من قوامك مستقيماً مستقراً ثابتاً {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}(فصلت: من الآية30) {قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ} قالوها بألسنتهم فوعوا معانيها، ثم ترسخت في أنفسهم بشكل يقين فاستقاموا، استقاموا وثبتوا.
اليقين هو معنى أن تكون عظيم الثقة بالله. ألسنا نؤمن – كمعلومات – أن الله على كل شيء قدير؟ وأن الله سينصر من نصره إن الله لقوي عزيز؟ ألسنا نؤمن بأن الله مع الذين آمنوا؟ وأن الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور؟ وأنه وعد المجاهدين في سبيله بأن يؤيدهم بنصره وبملائكته؟ هذه مجرد معلومات.. أليس كذلك؟.
لكن نريد أن تصبح يقيناً في أنفسنا, يقيناً في أنفسنا, حينها نلمس أننا أصبحنا عظيمي الثقة بالله، واثقين بالله، واثقين بصدق وعده.. هذه حالة نفسية تحتاج فيها أيضاً إلى أن ترجع إلى الله لتطلب منه هو: ((واجعل يقيني أفضل اليقين))].
فحالة اليقين حالة نفسية هي نتيجة للتصديق بما وصل إليه الإنسان من معرفة وعلم يعني: ما نعرفه ما نعلمه كمعلومات، عندما يترسخ ويتحول إلى يقين، له نتيجة في نفسية الإنسان وفي تأثره وفي تفاعله وفي تفاعله، إذا لم يصل الإنسان إلى درجة التفاعل المتناسب مع ما عرف، مع ما سمع، مع ما علم به كمعلومات وعاها، أو استوعبها, إذا لم يصل إلى مستوى التفاعل المتطابق فهو لم يصل بعد إلى درجة اليقين، مثلاً عندما نعرف هذه المعلومات معلومات نعي أن الله على كل شيء قدير وسمعنا عن ذلك آيات الله تليت على مسامعنا، محاضرات متعددة، وعود الله سبحانه وتعالى بالنصر والتأييد للمجاهدين في سبيله، حالة اليقين هي حالة تثمر ثقة تثمر ثقة ثقة بالله سبحانه وتعالى، تشعر في نفسك في نفسك في مشاعرك في توجهك بثقة قوية بالله سبحانه وتعالى، واعتزاز بالله سبحانه وتعالى، واطمئنان إلى ما علمت به، تطمئن إلى هذا، يطمئن قلبك، ويصبح هذا أمراً مقطوعاً به عندك, يحصل نتيجة هذا أثر في نفسك، أثر إيجابي فتنطلق في ميدان الجهاد، في ميدان العمل بكل ثقة, نفسك مليئة بالثقة بالله سبحانه وتعالى، ليس عندك تردد، ليس عندك قلق، ليس عندك اضطراب تجاه وعد الله، عندك اطمئنان كامل وثقة موجودة في نفسك، في مشاعرك، وجزم وقطع بهذا، وبالتالي تتجاوز حالة التردد، حالة القلق، حالة الاضطراب، يترتب على هذا قوة الموقف، قوة الانطلاقة، تصبح انطلاقتك باندفاع كبير وقوي، ليست قائمة على حالة تردد وتذبذب وحالة قلق يبعدك عن الجزم، والقطع بصدق وعد الله سبحانه وتعالى.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم.

دروس من ملزمة في ضلال مكارم الأخلاق – الدرس السابع .
ألقاها السيدالقائد :
عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.

➖ ➖ ➖

?1000يوم من العدوان والصمود

#القدس_قضيتنا_الأولى