تعز العز

من العظيمة بلقيس.. إلى ملكة السودان أماني كتشو

 

من الشعب اليمني العريق إلى شعب السودان الشقيق … من أرض سام إلى أرض كوش ابن حام
من التبع شمر يهرعش إلى الملك طهراقا وتنوت
من العظيمة بلقيس أبنة الهدهاد إلى أماني كتشو
من معدي يكرب إلى كاشتا وملوك كرمة
من سبأ عظيم النبأ إلى مكرة ونوباتيا
من السيوف والحصون الحميرية إلى التيجان والأساور النوبية
من أنصار أحمد الرسول إلى من إتبعه بالقول المُلين !
سلام من الله عليكم وحرب تفتك بالمعتدين
لقد تجاورنا لعصور … وتعايشنا لدهور … وتبادلنا البن والصمغ والعقيق والبخور
ولم يشهد لنا التأريخ أي خلاف أو عداء قط
كنتم إخوة لنا ومازلتم كذلك وكنا إخوة لكم ومازلنا كذلك ، إغتربنا بدياركم وكأننا لم نغترب
وأغتربتم بديارنا وكأنكم لم تغتربوا
تصادقنا … تعاشرنا … وفي بعض الأحيان تناسبنا وقلوبنا ملئة بالحب والود والإحترام
لازلت أتذكر صديق أخي ، أبن السودان البشوش وإبتسامة وجهه التي لطالما إرتسمت بسخاء حاتمي في كل مرة أصحبه معي للداخل ،
ولم أنسى بعد ولن أنسى رفاق دراستي السودانيين وتلك السنين التي كانت بيننا بكل مافيها !
أما اليوم ، فأعلموا بأنه قد أزفت الأزفة
وطغت العاصفة وأنشق القمر
وضاق الخناق وأشتد الحصار وسعرت البحار وانتشر الدمار ونحن في حرب لم تبقي ولم تذر منذ ثلاث سنين عجاف قُتل فيها البشر وأحرق الشجر وطحن الحجر ووصلت الدماء إلى كل منزل وفناء
وظلم فيها شعب اليمن وأستضعف من قبل العالم أجمع وبيعت أرواحنا بالريال السعودي وأسترخصت حرماتنا أمام مرأى ومسمع العرب ولم يكن هذا بجديد !
ويؤلمنا أن نرى أبنائكم يساقون إلى المذابح والمحارق في حرب لاناقة لهم فيها ولا جمل
سوى أن عربيد الحجاز يرى فيهم سلعة رخيصة تشترى بحفنة من الأموال وترمى إلى التهلكة
لقد تكدست جبالنا بجثث أبنائكم وطفحت صحارينا بهم وأكتست بيض رمالها بالسواد !
ويؤسفنا أن تبتلعهم أرض اليمن كما أبتلعت الإنجليز والبرتغال والترك والفرس من قبل
إنا نناشدكم أن توقفوا إرسال أبنائكم إلى حتف مؤكد وسعير مؤبد ومصير بشع وكارثي
نتوسل إليكم أن تحفظوا حياة أحبائكم
فبنادقنا لاتنافق وطلقاتنا لاتجامل وأرضنا لاعودة منها وأنتم تعرفون ماليمن !!
توقفوا عن الإنتحار فقد أتخمت خبوتنا بالأجساد النافقة ، لاتبيعوا أبنائكم بيع العبيد
فمن يشتريهم لايكلف نفسه عناء أقامة مراسيم دفن لائق بهم ،
توقفوا أرجوكم ، فأنتم أهل حضارة ولايليق بجيشكم أن يكون على مأدبة عشاء ضوارينا وجوارحنا في كل ليلة ، لانريد أن تصاب وحوش قفارنا بالسمنة نتيجة سكوتكم وتعاميكم عما يقوم به البشير من ارتزاق ومتاجرة بأرواح أعزائكم واحبائكم والثمن قليل … !

 

مالك المداني