تعز العز

قُبلة وعهد ..

خطواتٌ خطاها بلهفةٍ وشوق إلى ضريح أبيه الشهيد ليُخبره بكلّ مايختلج قلبهُ ،طبع قُبلة على صورة أبيهً ملؤها الحب والحنين لأيام عاشها معه .. رفع كفيّه يتلو آياتٍ مهداه لروح من كان له الحياه، عيناه لاتُفارق عينا أبيه بريقهما فيه ألف حكاية وحكاية .. بلغة العينين يتحدثا بكلّ ماجرى ويجري .. بقي متأملاً لكل ماحوله من أضرحه تلّفه السكينة والطمأنينة .. بصوتٍ هادئ كهدوء الأضرحه أطلق كلماتٍ ً غدت عهداً لأبيه ولكلّ الشهداء .. (أقسم ياأبي لن يطيب لي عيش ولن يهدأ لي جفن حتى ندحر المعتدين من أرضي )

انتهى عهده وتمنّى أن يكبر سريعاً يستعجل عمر الثامنة عشر ليحمل بُندق والده المعطّر بدّم أبيه ويلتحق بطريق لايلتحق بها إلا الصادقين الأوفياء ..

أخذ نفساً عميقاً وهمّ بالمغادره طبع قُبلة أخرى وماإن انتهى حتى شعر بيدٍ حانية تربتُ كتفه، التفت ليعرف مصدر تلك اليد فوجد أنه صديق أباه مرتدياً الجعبة حاملاً في كتفه البُندقيّة .. وقبل أن يسأله لماذا أنت هنا .. قال بذاك الصوت الهادئ ..أشتقتُ لأبيك فأتيت لأحدّثه قبل ذهابي للجبهة..

وهل ستعود شهيداً كما عاد أبي .. ؟!
كان ذاك سؤالا قد نفذ إلى أعماق الأوردة والشرايين ..
أجابهُ: أتمنى ذلك هل تدعو لي أن ألتحق بأبيك

ابتسامةٌ حملت في ثناياها إجابة يحتاجُها أولئك الماكثين في منازلهم .. وكأن قلبه هو الذي نطق حين قال: سأدعو لك أن تنتصر وتقهر الأعداء وتعود مع كلّ الأبطال في الجبهات حاملين راية النصر .. لكن لاأريد أن تستشهد فأنا أرى فيك صورة أبي وشجاعته . .

ماأتمنّاه أن تجعلو العدوان يتألم ويتمنى الموت، وأن تواصِلو المُضي في درب أبي وكلّ هؤلاء الشهداء ..
غصة خانقه أصابت الصديق نظر سريعاً إلى صورة صديقه وفي نظراته حكاياتٍ وبطولات لكنّ إحساسا واحداً غلب تلك الحكايات ..بدت الدمعة تتلألئ في عينيه عندما قال: كنت عظيماً في حياتك وعظيماً باستشهادك .. سلامٌ عليك سلامٌ سلام ..

أمسك بيديّ ابن صديقه وضمّه إليه وودعه .. وذهب إلى الجبهة .. سالكاً ذات الطريق التي سلكها كلّ حر .. غايتهُ قهر العدو وهزيمته طالباً من الله العون والثبات .. حاملاً في صدره آمال أطفال وأُسر الشهداء الذين جادو بأرواح أحبائهم دون منّة .. وبقيت حكاية الجهاد والاستشهاد مستمرّة لم تنتهِ بعد

 

✍🏼  رقية محمد

 

#نحو_جبهاتنا_وفاء_لشهدائنا
#انفروا_خفافا_وثقالا

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا