تعز العز

ثقافة الإجتثاث

في الستينيات من القرن الماضي سبق صراع الجبهة القومية وجبهة التحرير في جنوب اليمن تكريس ثقافة الإجتثاث عبر إدعاء كل فصيل الحق الحصري في تمثيل إرادة الشعب من خلال الشعارات التي أنتشرت حينها ” كل الشعب جبهة قومية أو كل الشعب جبهة تحرير” هذا الأمر أفضى بالفصلين إلى تدشين عملية إغتيالات متبادلة وحرب أهلية ، وإذا كانت الجبهة القومية ظفرت في نهاية المطاف باستلام حكم الجنوب ، لكنها لم تسلم من ثقافة الإجتثاث الذي تحول إلى “مرض عضال” إنتقل كالنار في الهشيم إلى داخل التنظيم ذاته ، وبدأنا نشهد تصفيات وإغتيالات وإنقلابات داخل التنظيم ذاته وكل فصيل يخرج من داخله يأخذ نصيبه من النعوت أو التخريجات تارةً يمين رجعي وتارةً أخرى يسار إنتهازي أو يسار مغامر وتارةً ثالثة زمرة، متوالية الإجتثاثات هذه قادت إلى سلطة حكم عصبوي جهوي مناطقي ضعيف لم يقو على الاستمرارية والبقاء عندما قابل أهتزازات عالمية كبرى.

وها هو الجنوب يعيد تكرار نفسه وتصارع نخبته طواحين الهواء وتكرر ذاتها من خلال التنافس على الحق الحصري في التمثيل بين اتجاهين إن لم يكونوا أكثر وكل إتجاه فيهما يتكون من فسيفساء وتيارات عديدة تؤسس لإجتثاثات قادمة.

وهذا الأمر يحدث عندما لا تستطيع أن تحدد سبب شقاءك وبؤسك ومعضلة بلدك ، وتتخذ من الإحتلال والناهب الدولي عامل نهوض وتحقيق أهدافك التي تتصورها، ويغيب عنك أن هذا الاحتلال يؤسس لمجتمع ممزق ومتناحر ، وهو من شجع وساعد على تأسيس مجلس فسيفسائي يحمل بذور إنقسامه وتناحره اللاحق ، وهذه هي سياسات الناهب الدولي ، لا يستطيع أن يضمن مصالحه إلاّ في ظل مجتمع ممزق وله كيان هش قابل للتمزيق إذا ما حدث طارئ مستقبلي.

الناهب الدولي لا يريد من الجنوب – لو قيض له أن يقيمها دولة – إلاّ أن تكون دولة وظيفية تخدم أجندته وتحل أزماته بمليارات الثروة التي تتكدس لديه في بنوكه ومؤسساته المالية ، ويجري استنزافها من خلال تفجير النزاعات والحروب في المنطقة…

ولذلك فإن أسباب شقاءنا وبؤسنا هو الناهب الدولي وأذنابه في الداخل والإقليم..

 

 

 

#نحو_جبهاتنا_وفاء_لشهدائنا
#انفروا_خفافا_وثقالا

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا