تعز العز

هل شماعة ايران التي تعلق السعودية عليها فشلها في اليمن صحيحة؟!

من المسلّم به اليوم عقلاً ونقلاً، أن السعودية دخلت الحرب على اليمن بسوء تقدير لمدى امكانية أنصار الله على وجه التحديد ومن ثمّ القوى الوطنية الأخرى الحليفة لهم ، وأن القرار العسكري جاء دون تقييم حقيقي ودراسة عميقة لأبعاد هذه العملية العسكرية التي تقودها السعودية ، بغض النظر عن خطأ القرار أو صوابه فهذا له مبحث آخر ، وبالحقيقة لا يحتاج لبحث ، بل هناك توافق عقلاني كبير لخطأ هذا القرار وفداحته أيضا .

صحيح أن السعودية كانت متهيبة من الدخول وحدها في هذه الحرب من جهة ، وكانت مندهشة من فكرة التحالفات العسكرية التي حصلت في التاريخ وعلى الاقل المئة العام الماضية، لكن من الواضح أنه غابت عن السعودية الكثير من المعلومات والكثير من الحقائق ، وأخذ هذا القرار بصورة مفاجئة لكن بكل تأكيد لم يكن هذا القرار قبيل إعلان “عاصفة الحزم بأسابيع بل بأشهر وهذا ما قاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لحظة إطلاق العملية العسكرية من واشطن عندما قال أن هذا الإعلان جاء بعد تفاهمات ونقاشات لأشهر مع الإدارة الامريكية (إدارة أوباما).

صحفية الواشنطن بوست نشرت تقريراً قبل عدة أشهر أشارت خلاله أن السعودية دخلت الحرب في اليمن دون استراتيجية أن تطول هذه الحرب، فهي دخلت ولكنها لم تكن تعلم كيف يمكن أن تخرج منها إذا تعثرت، وهذا صحيح وما يحصل اليوم هو جزء من هذه الحقيقة وربما وهذا ما يمكن استنتاجه من التصريحات والحملة الإعلامية التي رافقت عملية “عاصفة الحزم” في بداياتها الأولى أن السعودية تصورت أنه بعد أسابيع فقط من العملية العسكرية كان بإمكانها أن تتجول في صنعاء بعد القضاء على القوة العسكرية والقوى الوطنية وبعد تصفية علي عبد الله صالح

(الرئيس الحليف القديم للسعودية، والذي خدع فيما بعد وأعلن انشقاقه عن أنصار الله ودعا إلى حرب أهلية وفتنة وقتل قي الأيام الأولى منها) وأن تتجه هذه القوات التابعة للتحالف لملاحقة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في صعدة، لكن الذي حدث هو ما لم تتوقعه السعودية ولا حلفائها إعلان الانتصار العسكري والقضاء على ما اطلقت عليه السعودية حينها التهديد للملكة من اليمن في وقت مبكر ، كان أحد الأخطاء الفادحة وسوء التقدير ، وينم عن أن السعودية كانت تجهل المأزق الذي دخلت إليه ، لانه بعد فترة وجيزة من هذا الإعلان اتضح ان هناك مسار آخر للحرب ،

 

فبعد شهر ونصف من العدوان على اليمن ، وبدلا من أن تظهر قوات التحالف في صنعاء مع الشرعية المزعومة ، اندلعت مواجهات في الحدود الشمالية للسعودية توسعت فيما بعد لتشمل عسير ونجران وجيزان ، ولا تزال هذه المواجهات حتى الآن منذ ثلاث أعوام ، وهي أهم الجبهات القتالية بالنسبة لأنصار الله وحلفائهم باعتبارها على تماس مباشر مع الجيش السعودي وذات بعد استنزافي كبير بمثابة مستنقع غرق فيه الجيش السعودية والنظام السعودي ، ومع ذلك كانت المفاجأة الأبرز هو الصواريخ الباليستية اليمنية. نعود إلى التصريحات السعودية أو

 

تصريحات التحالف القديمة في العام 2015 سنجد أنهم تورطوا في اعلان القضاء على الصواريخ الباليستية تماما ، لكن بعد فترة قصيرة وحتى هذه اللحظة الرياض العاصمة السعودية ترزح تحت هذه الصواريخ ، وهذا مالم تكن تتوقعه السعودية ،

ولهذا من الطبيعي أن تهرب هذه الأخيرة لتعليق كل هذا الفشل على الشماعة الإيرانية. السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وعد في بداية العدوان على اليمن بالعمل على تطوير الصناعات الصاروخية وكسر معادلة التفوق السعودي في سلاح الجو ، وسلاح الجو هو الورقة العسكرية الوحيدة التي يملكها التحالف في هذه الحرب ، وهذا يعني أن تطوير المنظومة الصاروخية كانت ضرورة يمنية ملحة لكسر معادلة التفوق العسكري السعودي الامريكي المعتمد على سلاح الجو، فضرب العمق السعودي يوزاي ويعادل غارات العدوان على العاصمة صنعاء وعلى المحافظات اليمنية ومن المفارقات أن التعتميم السعودي على وصو لصواريخ باليستية على أهداف في جيزان ونجران وعسير ومدن في الجنوب السعودي كان في السابق هو سمة التعاطي الرسمي مع الصواريخ اليمنية لكن بعد ذلك تحول هذا التعتيم إلى صراخ و انتقل هذا الصراخ إلى قواعد عسكرية أمريكية وإلى الامم المتحدة لكن أيضا تحت شماعة ايران.

تصريحات نيكي هايلي المبعوثة الامريكية في الامم المتحدة بشأن الصواريخ الباليستية اليمنية التي تستهدف الرياض بإعتبار ان هذه صواريخ ايرانية ، والحملة الاعلامية السعودي والامريكية بهذه لاتجاه ، ربما كان يحمل فكرة الوصول إلى ايصال رسالة لليمن بأن استهداف الرياض خط أحمر ، فتجاوز اليمن التهويل السعودي الامريكي وقصف قصر اليمامة مقر الحكم السعودي لإيصال رسالة أخرى هي أن صنعاء ليست أقل من الرياض.

 

معركة كسر الهيبة السعودية الامريكية توسعت إلى نطاقات أبعد وتصريحات السيد عبد الملك الحوثي التي أعقبها استهداف السعودية بـ7 صواريخ باليستية استهدفت مطارات عدد من المدن من بينها مطار الملك خالد في الرياض هي بمثابة انذار بأن هذا العام سيكون عام الصواريخ البالستية ، ومع ذلك ذهبت السعودية لتجميع الادانات من العالم ،

وذهبت مجدداً لتعليق هذه المعادلة التي تفرضها اليمن كحاجة ضرورية في معركة ضرورية ومصيرية بالنسبة لليمن ، لتعليقها على الشماعة الإيرانية، رغم أن السعودية تحاصر اليمن برا وبحرا وجوا، فهل ستستمر السعودية بهذا الأداء والتعاطي مع الفشل بهذه الطريقة ! في ادارة محمد بن سلمان كل شيء يمكن أن يحدث الشيء وضده ونقيضه فهناك غياب للاستراتيجيات في التعامل مع أعقد المشاكل ومن ضمنها اليمن بكل تأكيد ومن يقول غير ذلك كيف يمكن أن يفسر حرب ثلاث سنوات دون نتيجة وغياب للإتزان وهيمنة واضحة للإنفعالات .

 

طالب الحسني

 

 

#نحو_جبهاتنا_وفاء_لشهدائنا
#انفروا_خفافا_وثقالا

 

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا