تعز العز

🖊 طفل الميزان

مررت ذات مرة من جوار سور مكتب الرئاسة في ليلة من ليالي شتاء صنعاء القارص

‏كان الشارع شبه مظلما ، وفيما كنت أمشي باستعجال رأيت طفلا جالسا على كرتون مستندا إلى جدار السور ملتفا حول نفسه من شدة البرد أمامه جهاز وزن صغير ، فانقبضت نفسي حزنا على طفولة تكابد العناء والبرد لتحصل على ريالات لا تسد الرمق

‏فناداني الطفل :

‏يا عم تعال وزن بلاش إذا ما بش معاك فلوس

‏فابتسمت له وقلت له ممازحا : إذا كان بلاش فأنا موافق

‏فقال : اطلع لا تدي ولا ريال

‏فوقفت فوق الجهاز وبعد أن قرأ العدد على ضوء خافت نزلت وناولته مبلغا بسيطا

‏لكنه رفض ، فألححت عليه وأردت أن أكمل طريقي فلحق بعدي مناديا يا عم ياعم هاه خذ الباقي باقي لك كذا ….

‏لقد تذكرت هذا الموقف بعد رؤيتي في مواقع التواصل لصورة طفل الميزان صريعا في نفس المكان جراء استهداف طيران تحالف العدوان يومنا هذا 7/5/2018 لمكتب الرئاسة وحي التحرير بصنعاء والذي اتضح أنه كان يعيل أسرة نازحة صغيرة ..

‏لتكبر المأساة فوق معاناة ومأساة ضحيتها أسرة فقيرة فقدت معيلها وطفولة تستحق الحياة والكرامة لكنها ذبلت في المهد ثم ذبحت على يد تحالف صهيوني لا يريد أن ينمو في اليمن شيئا غير المعاناة والمآسي والكوارث والأحزان

‏ذهب طفل الميزان لكنه أصبح ميزانا لسكان الأرض وشاهدا على جرائم فراعين العصر وقبح هذا العالم الصامت ونفاقه

‏فإلى الله المشتكى وإليه المصير هو حسبنا ونعم الوكيل

 

 

🏼 عبدالمجيد حسين عزيز

 

 

 

#يد_تحمي_ويد_تبني

#انفروا_خفافا_وثقالا

 

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا