تعز العز

 رئيس جامعة ذمار: اليمن قد تلحق بها الكثير من المعاناة والأوجاع؛ لكن شيئاً واحداً لا يمكن أن يلحقها وهو “الهزيمة”

تعدّ العملية التعليمية في اليمن بشقيها المدرسي والجامعي، جبهة صلبة في مواجهة العدوان، ولعل استمرار هذه الجبهة في العطاء للعام الرابع من العدوان، ضربة موجعة لعدوان دموي ومنحطّ، عمل على قتل كل جميل في اليمن، وأفرط في الجرم والقصف والحصار.
جامعة ذمار اليمنية واحدة من أبرز الجامعات اليمنية الحكومية التي صمدت في وجه العدوان، واستمرت فاتحة أبوابها، ومقدمة عطاءها، ومحافظة على وضعٍ طبيعي لا يتأثر بالعدوان والحصار وتبعاتهما، ولا يخلو أي عمل ناجح من إرهاصات ومعوقات، فكيف ونحن نتحدث عن جامعة كبيرة وواسعة بتفرعاتها وتخصصاتها وهياكلها، أضف إلى ذلك الوضع الحرج الذي تسلمت فيه قيادة الجامعة الجديدة مهامها لقيادة الجامعة، والوطن يمرّ بأشرس عدوان همجي وبربري غاشم عرفه التاريخ.

الأستاذ الدكتور طالب طاهر النهاري رئيس جامعة ذمار، وانفرد بحديث واسع حول سير العملية التعليمية في الجامعة، وكذلك آخر مستجدات الأحداث التي يمرّ بها اليمن الحبيب.
شكر وترحيب

بداية، أتقدم بالشكر الكبير لموقعكم الحرّ “الوقت” الذي بات منبراً للحقيقة، وكاشفاً وفاضحاً لقوى الشرّ العالمية، وكسب بذلك قلوب كل اليمنيين المظلومين الذين وأدت مظلوميتهم، ولم يجدوا من الجيران إلا القتل والتدمير والحصار، ومن بقية الصامتين التشفي والخذلان، لذلك أصبح الموقع أرضية للخبر ومرجعية للتحليل، والجميع يتابعه قيادة وقواعد.

– كيف تسير العملية التعليمية في ظل هذه الظروف العصيبة؟

– العملية التعليمية منتظمة ومستمرة في كل كليات الجامعة، وكذلك الأمر فيما يتعلق ببرامج الدراسات العليا، صحيح أن جامعة ذمار ومثلها باقي الجامعات اليمنية تضررت بفعل العدوان الغاشم على البلاد سواء بالاستهداف المباشر لمباني الجامعة، وإقلاق سكينة المجتمع الذي ينتمي إليه طلاب الجامعة، أم بتبعات الحرب الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، لكن ذلك لم يثن صمودنا وعزمنا على مواصلة المشوار رغم كل الظروف ومعنا كل المخلصين من الطاقم الإداري والأكاديمي في الجامعة، نحن حالياً نسيّر العملية التعليمية في الجامعة بمواردنا الذاتية البسيطة بعد نقل البنك المركزي اليمني إلى مدينة عدن وانقطاع الرواتب، فعملنا على ترشيد النفقات وضبط الإيرادات، واعتماد بدل مواصلات لأعضاء هيئة التدريس لضمان استمرارية عطائهم في الكليات والمراكز، وهي فرصة أن أتقدم عبر موقعكم الحر، بعظيم الشكر والتقدير لأعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في جامعتنا الكريمة، الذين أدّوا رسالتهم التعليمية في تدريس أبنائهم الطلبة رغم الظروف الصعبة التي يواجهونها نتيجة انقطاع الراتب بسبب العدوان ومرتزقته الذين قاموا بنقل البنك المركزي إلى عدن، إضافة إلى الحصار البري والبحري والجوي الجائر والظالم على اليمن منذ بداية العدوان، كذلك أشكر كل الكادر الإداري الذي استمر في عمله رغم كل الصعاب، وبالنسبة لأبنائنا الطلبة نؤكد لهم استمرار العملية التعليمية، وتوفير المستلزمات الضرورية لاستمرار العملية التعليمية، داعياً أن يستشعر كل منتسبي الجامعة من أكاديميين وإداريين وطلبة، بأننا في جبهة من جبهات الصمود في مواجهة العدوان ومرتزقته، وتعتبر ديمومتنا واستمرارنا صفعة مؤلمة وقوية للمتربصين والحاقدين، وما علينا إلا العمل والصبر والثبات
والدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بالنصر والتمكين فهو نعم المولى ونعم النصير.

– كونكم من القيادات الأكاديمية، كيف ترون التطورات الميدانية الأخيرة في جبهة الساحل الغربي؟

– بات اليمنيون اليوم يدركون جيداً أن آخر رهان للسعودية والإمارات لكسب معركتهما الخاسرة، هو توسيع المشاركة الأمريكية والإسرائيلية في العدوان، وهذا ما لمسناه في الجبهات، واعترفوا به جهاراً في وسائل إعلامهم، وهذا أعلى سقف يرون أنهم تمكّنوا من الوصول إليه، لكن ذلك التوسع مُني بالفشل الذريع، فتلقوا صفعة قوية، وخاب رهانهم بعد أن لفظهم الساحل الغربي جثثاً وأشلاءً بفضل تأييد الله تعالى ونصره وتمكينه للمجاهدين، وهي رسالة لقوى العدوان وأبواقها الإعلامية، بأن كلمة الفصل دائماً للرجال في الميدان، وليس للقابعين وراء كاميرات التلفزة.

– على أي قاعدة تتحركون إزاء هذه التطورات؟

– نحمد الله سبحانه وتعالى أننا جزء من مسيرة عظيمة ومشروع قرآني شامل للأمة، فحركتنا حركة أمة وليست حركة حزب أو تنظيم، لأن الرقيب علينا والمقيم لأعمالنا هو الله سبحانه وتعالى، وبالتالي فإن أي كلمة هنا أو تحرك هناك من كل قواعدنا ومجاهدينا هو في سبيل الله، والله لا يضيع أجرها، وتصبّ نهاية في وعاء الأمة، وعلى هذا يكون تحركنا دائماً، كلٌ في إطار ما هو مكلّف به، وإن لم يجد، فلا ينتظر تكليفاً من أحد، وبين يديه كتاب الله وتوجيهات القيادة، نحن شعب صاحب قضية، يدافع عن نفسه وعرضه وتراب وطنه، ومثل هذا الشعب لا قلق عليه، فهو يتحرك بإيمان ويقين بالنصر، وهذا ما يجنيه طوال ثلاث أعوام من العدوان البربري الغاشم بكل صمود وثبات وانتصار.

– ماذا عن تطورات الجنوب اليمني؟

– كل ما يحدث في الجنوب أو الشمال هو صراع قوى تعمل كأدوات للأمريكي والإسرائيلي، وإن تعددت مسمياتها وقوالبها، وجميعها تنصدم بوعي اليمنيين أولاً، وضربات المجاهدين في كل الجبهات ثانياً وثالثاً ورابعاً، وكل ذلك بتوفيق الله تعالى وفضله، ولا تنسى أن المرتزقة هنا أو هناك ليسوا إلا أدواتاً بيد السعودية، ولا قرار لهم، تماماً كحال السعودية نفسها، التي هي أداة بيد أمريكا ولا قرار لها، ولذلك تظل أمريكا صاحبة قرار شن العدوان وإيقافه، وهي العدو الأول للشعب اليمني، وتتحمل تبعات جرائمها وتبعات السخط الشعبي الواسع الذي سوف تكتوي بناره عاجلاً أم آجلاً. كما عليها أيضاً أن تتحمل نتائج عدوانها اقتصادياً.

– كلمة أخيرة تلخص بها هذا اللقاء؟

– اليمن قد تلحق بها الكثير من المعاناة والأوجاع؛ لكن شيئاً واحداً لا يمكن أن يلحقها وهو “الهزيمة”، ربما لأن الله خلقها خصيصاً للنصر والنصر فقط، ولتعلموا أننا لا نركع إلا لله .

 

#يد_تحمي_ويد_تبني

#انفروا_خفافا_وثقالا

 

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا