تعز العز

أمريكا على أبواب “غينيس” بأعلى رقم من الحروب على مر التاريخ

يعج تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية الذي لم يتجاوز الـ 236 عام، منذ نهاية حرب الاستقلال، بأعداد هائلة من الحروب لم يسبقها عليها أي دولة في العالم وبإمكانه أن يدخل كتاب غينيس للأرقام القياسية في شن حروب همجية وعدوانية على دول مختلفة من عالمنا الحالي، وبحسب الوثائق والإحصائيات فإن 93 بالمئة من عمر الولايات المتحدة هو عبارة عن حروب شنتها على دول العالم.

ومن خلال مراجعة بسيطة للحروب التي شنتها واشنطن على غيرها من الدول والتي سنذكر قسما مهما منها في هذا المقال، نجد غياب واضح في الاستراتيجية لدى الأمريكان في إنهاء حروبهم التي بدؤوها على هذا الشعب أو ذاك وغالبا ما كانت الحروب تغذي نفسها وتستنزف الأمريكيين حتى يضطروا مجبرين للعودة إلى بلادهم كما حدث في كوريا وفيتنام والعراق وغيرها.

وعن الهزائم المتلاحقة للأمريكيين في حروبهم الحالية يقول دومينيك تييرني، وهو المحرر المساعد في مجلة ذي أتلانتك وأستاذ العلوم السياسية في جامعة سوارثمور، عبارة ملفتة في هذا الإطار، يقول تييرني: ” إن لدى الولايات المتحدة قوة أكبر، أما أعداؤها فلديهم إرادة أقوى”.

وفيمايلي نستعرض لكم أبرز الحروب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على شعوب العالم خلال القرنين العشرين والواحد والعشرين:

1901 — إدخال القوات الأمريكية إلى كولومبيا.

1902 — غزو القوات الأمريكية بنما.

1904 — إدخال القوات الأمريكية إلى كوريا والمغرب.

1905 — القوات الأمريكية تتدخل في الثورة في هندوراس.

1905 — غزو المكسيك “مساعدة الدكتاتوري بورفيريو دماز في قمع الانتفاضة “.

1907 — غزو نيكاراغوا.

1907 — القوات الأمريكية تتدخل في الثورة في جمهورية الدومينيكان.

1907 — القوات الأمريكية تشارك في الحرب بين هندوراس ونيكاراغوا.

1908 — القوات الأمريكية تدخل بنما أثناء الانتخابات.

1910 — الولايات المتحدة ترسل قواتها المسلحة إلى نيكاراغوا وتحيك مؤامرة ضد الحكومة.

1911 — القوات الأمريكية تدخل هندوراس لدعم الانقلاب بقيادة الرئيس السابق مانويل بونيلا ضد الرئيس المنتخب ميغيل دافيلا.

1911 — قمع الثورة المناهضة للولايات المتحدة في الفلبين.

1911 — التدخل في الصين.

1912 — عزو كوبا.

1912 — غزو بنما.

1912 — غزو هندوراس.

1912 — 1933 — احتلال نيكاراغوا. وأصبحت نيكاراغوا مستعمرة لاحتكار “شركة الفواكه المتحدة” وغيرها من الشركات الأمريكية، وتم في عام 1914 التوقيع على عقد في واشنطن ينص على منح الولايات المتحدة الحق في بناء قناة بين المحيطين عبر أراضي نيكاراغوا. وعين تشامرور رئيسا لنيكاراغوا في عام 1917. وأبرم مع الولايات المتحدة عددا من الاتفاقيات التي أدت إلى المزيد من الاستعباد.

1914 — 1934 — هايتي. أدخلت الولايات المتحدة قواتها بعد عدد من الثورات واستمر الاحتلال الأمريكي لمدة 19 عاما

1916 — 1924- احتلال جمهورية الدومينيكان لمدة 8 سنوات.

1917 — 1933 — احتلال كوبا.

1917 — 1918 — المشاركة في الحرب العالمية الأولى.

1918 — 1922 — التدخل في روسيا.

1918 — 1920 — دخول القوات الأمريكية إلى بنما.

1919 — إدخال القوات الأمريكية إلى كوستاريكا.

1919 — غزو هندوراس.

1920 — غواتيمالا.

1921 — الدعم الأمريكي للجماعات المسلحة الساعية إلى الإطاحة برئيس غواتيمالا كارلوس غيريرو.

1922 — التدخل في تركيا.

1922 — 1927 — دخول القوات الأمريكية إلى الصين.

1924 — 1925 — غزو هندوراس.

1925 — بنما

1926 — غزو نيكاراغوا.

1927 — 1934 — الولايات المتحدة تحتل الصين.

1932 — غزو السلفادور.

1937 — نيكاراغوا.

— في مايو 1945م: قصف الطيران الأمريكي مدينة (درسدن) الألمانية، رغم أن الزحف الروسي كان قد تجاوزها ولم تعد لهذا السبب تشكل هدفا عسكريا.. وقد أدى القصف إلى قتل 150 ألف شخص مدني, كما خرّب 60% من أبنيتها.

—6 أغسطس 1945م: أمر الرئيس الأمريكي (ترومان) بإلقاء القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية، التي أودت بحياة (78150) شخصا, إضافة لعشرات المشوهين.

— 9 أغسطس 1945م: أمر الرئيس الأمريكي (ترومان) بالفاء القنبلة الذرية الثانية على مدينة (ناكازاكي) اليابانية، فحصدت (73884) قتيلا، و(60.000) جريح، مع إبادة كاملة لكل حيوان وحشرة ونبات.

1947 — 1949 — : الولايات المتحدة تشعل حربا أهلية في اليونان، ذهب ضحيتها 154 ألف شخص, وأودع حوالي 40 ألف إنسان في السجون, و6 آلاف أعدموا بموجب أحكام عسكرية

1948 — 1953 — الفلبين.

1950 — بويرتو ريكو.

1950 — 1953 — غزو كوريا.

1958 — لبنان.

1958 — الحرب مع بنما.

1959 — القوات الأمريكية تدخل لاوس.

1959 — هايتي.

1960 — العملية العسكرية الأمريكية في الأكوادور.

1960 — غزو غواتيمالا.

1965 — 1973 — العدوان على فيتنام.

1966 — غزو غواتيما.

1966 — الدعم العسكري لإندونيسيا والفلبين.

1971 — 1973 — قصف لاوس.

1972 — نيكاراغوا.

— 8 يوليو 1982م: وصلت قطع الأسطول السادس الأمريكية إلى مسافة أقل من 50 كيلومترا من السواحل اللبنانية، لإسناد القوات الصهيونية التي غزت لبنان يوم 5 يونيو 1982م.

1983 — التدخل العسكري في غرينادا.

1986 — الهجوم على ليبيا وقصف طرابلس وبنغازي.

1988 — الغزو الأمريكي لهندوراس.

1989 — القوات الأمريكي تقمع الاضطرابات في جزر العذراء.

1991 — العملية العسكرية الواسعة في العراق.

1992 — 1994 — احتلال الصومال واللجوء إلى العنف ضد السكان المدنيين.

1998 — السودان. قام الأمريكيون بقصف مصنع للأدوية، مدعين أنه ينتج غاز الأعصاب.

1999 — الولايات المتحدة والناتو تشن حربا على يوغوسلافيا. ويستمر القصف لمدة 78 يوما. النتيجة — انهيار يوغوسلافيا.

*مع بداية القرن الحادي والعشرين استمرت الولايات المتحدة الأمريكية بحروبها الدموية ضد دول العالم وركزت خلال هذه الفترة الزمنية على شن حروب مباشرة أو بالوكالة على دول الشرق الأوسط متخذه ذريعة محاربة الإرهاب خاصة بعد أحداث 11 أيلول، وحول ذريعة أمريكا بالحرب على الإرهاب يقول جون بيكر : ” الحرب على الإرهاب لم يوضع لها مخطط واضح، وإنما مجرد أهداف وأسباب وأماكن وتوقيتات متضاربة”.

وهذه أهم الحروب التي شنتها واشنطن على المنطقة:

2001 — غزو أفغانستان تحت ذريعة القضاء على تنظيم القاعدة الإرهابي ليثبت فيما بعد أن واشنطن هي نفسها وراء ظهور هذا التنظيم.

2003 — غزو العراق “دون تفويض من الأمم المتحدة “.

2011 — ليبيا “انتهاك لقرارات الأمم المتحدة “.

— 2011 الوقوف مع الإرهابيين ومشاركتهم في تدمير سوريا.

— 2015التغاضي عن العدوان السعودي علي تدمير اليمن ودعم السعودية في هذا العدوان.

—2011 الوقوف إلى جانب آل خليفة في قمع شعب البحرين.

أصبح واضح للجميع أن هذا البلد مستعد لانتهاك سيادة الدول وحقوق الإنسان في كافة الدول التي لا تسير في فلكها وتحت أوامرها، وها نحن نكمل العقد ونصف العقد منذ شن الولايات المتحدة وحلفائها ما سُمي بـ”الحرب على الإرهاب”، ولم تستطع واشنطن حتى الآن القضاء على الجاعات الإرهابية بل على العكس زاد انتشارها ولم تستطع تحقيق أي تغيير في أفغانستان، وحتى الآن صرفت أمريكا تريليوني دولار منذ هجمات 2001، وما يزال الاقتصاد الأمريكي ينزف جراء هذه الحرب.

جرائم أمريكا في العراق.. سيناريو يتكرر إلى اليوم

احتلت القوات الأمريكية بغداد في آذار عام 2003 بذريعةِ السلاح الكيماوي والقضاء عليه، وظن العراقيون حينها أن الفرجَ قد أتى ولكن أمراً مرعباً كان بانتظار العراقيين الذين قدموا ورودهم ورياحينهم للقوات الأمريكية للترحيب بهم.

فقبل اجتياح العراق في العام 2003 ادعت أمريكا وبريطانيا وإسبانيا أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، وذلك يهدد أمنها وأمن حلفائها من قوات التحالف، وعدد من التهم التي وُجّهت للعراق من ضمنها الدعم المالي للمقاتلين الفلسطينيين وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل الحكومة العراقية، رغم أن الأمم المتحدة ومفتشي الأسلحة الدوليين لم يجدوا دليلاً على وجود أسلحة دمار شامل، وادعت أن سببَ ذلك ضعف المعلومات الاستخباراتية حول هذا الموضوع، إلا أن بعضَ المسؤولين الأمريكيين أفصحوا بالقول إن احتياطي النفط في العراق كان سبباً في قرار الغزو، تماماً كما يتعاملون اليوم بالشأن اليمني.

وسَرعانَ ما بدأت أعمال العنف بين قوات التحالف والجماعات المختلفة في العراق، وبدأ التمرد في العراق والحرب غير المتكافئة والصراع الطائفي في البلاد مما أدّى ذلك الاضطراب إلَـى موت أَكْثَر من 85000 من المدنيين في عام 2007، وقدر عدد اللاجئين 4.7 مليون.

بعد كُلّ التساهل والتخاذلِ والقعود أَمَـام قوات الغزو والاحتلال كانت الصدمة المروعة للعراقيين عندما نقلت الفضائيات مشاهد النهب والسرقة تحت أعين الغزاة والتي لم تقتصر على المحلات العمومية والخاصة بل طالت كذلك رموز الهوية الوطنية مثل المكتبات والمتاحف والتي فضحت أكاذيب الاحتلال منذ وطأت أقدامه أرض العراق في 20 مارس 2003، إضافة إلى نشرهم لعدد من الصور وهم يتداولون في كيفية التعذيب والاغتصاب والقتل في سجن أبو غريب والذي يعد مأساة الكثير من المعتقلين والسجناء العراقيين في السجون والمعتقلات الأمريكية والمعتقلات السرية العراقية.

وبدأ الاغتصابُ الأمريكي لنساء العراق في أعقاب الحرب مباشرة، لدرجة أنه بعد أقل من 40 يَوماً من سقوط بغداد وإعلان نهاية الحرب في 2/5/2003م، اتهمت لجنة حقوق الإنسان في العراق قوات الاحتلال الأمريكي والبريطانية والقوات الدانمركية أيضاً باغتصاب العشرات بل الآلاف من نساء وأطفال العراق، وقتل مئات العراقيين بعد اعتقالهم.

كما عمدت أمريكا إلى انتهاك الحرمات وهتك للأعراض والشنق وتقطيع البدن والتعليق والتعذيب بكل أشكاله التي تخطر على البال والتي لا تخطر على البال إلا في قاموس القتلة الصهاينة بحق الأسرى الفلسطينيين، فضلاً عن ارتكاب المحتلين الأمريكان جرائمَ كثيرةً بحق البلاد والعباد.

ويَوماً بعد يوم.. تتكشف النوايا الشريرة للقوات الأمريكية التي تحاول إخفاءها وراء أقنعة مزيّفة لطمس حقدها الأسود الدفين فكان دموياً وعنيفاً إلَـى أبعد الحدود، وارتكب فظائع جديدة في مسلسل الانتهاكات الجديدة أفظع جرائم التاريخ هي…قتل أمريكا لملايين الفيتنامي

بعد أن مر زمن على الحرب التي شنتها أمريكا على الفيتنام لازالت وصمة عار في تاريخ هذه الدولة المستكبرة.

وهي من أكبر وأفظع الجرائم التي إرتكبتها الولايات المتحدة بحق هذا الشعب العظيم، والذي ما زال یعاني من آثارھا حتى ھذا الیوم،وأدى هذا العدوان على الفيتنام خروجه من خريطة الحياة إلى اليوم، هذه الحقيقة التي لم تعد أجيالنا اليوم تمتلك أطلاعاً كافياً حول تاريخ هذه الدولة ويضاف إلى التاريخ الأمريكي جرائم شنيعة بحق شعوب ھاییتي ونیكاراغوا وافغانستان والعراق أيضاً.

لم يكن تدخل الأمريكي في هذه الحرب إلا لتحقيق أهداف وضعها مسبقاً ولكن مثل عادته يصيغ الشعارات ويصنع الحجج التي لا يستطيع إقناع حتى طفل صغير بها، طبعاً یتم تغطیّة الھدف الأمریكي الحقیقي بأكذوبة “تھدید الأمن القومي” حتى لو كانت الدولة الضحیة في النصف الثاني من الكرة الأرضیة.

وأي توجه ديمقراطي لأي دولة تعتبره الولايات المتحدة خطراً، فسرعان ما تتدخل لتنقذ مصالحها أولاً وأخيراً.

لقد جاءت حرب فیتنام لتكشف أكثر من أي وقت مضى قبح الطویة الأمریكیة، وكانت الحرب الفیتنامية ھي حرب إبادة ضد الشعب الفیتنامي الأعزل الذي كان یموت دون حتى أن یدري لماذا.

وظلت القوات الأمریكیة فیما بین 1965 و 1975 ترمي ملایین الأطنان من القنابل الكیماویة المسماة

Orange Agent والتي لم تكتف بقتل مئات الآلاف من البشر بل وتسببت في قتل كل أشكال الطبیعة

في العدید من المناطق الفیتنامیة. ولجأ الطیران الأمریكي مرارا وتكرار إلى القصف السجادي الذي یعتبر

ممنوعا في قوانین الحرب، لدرجة أن القصف الأمریكي ضد مدینتي ھانوي وھایفونغ سنة 1972 یعتبر

حالة دراسیة لنموذج القصف السجادي الممنوع دولیاً.

وقد عرضت قناة history التلیفزیونیة الأمریكیة  في 3 تموز 1996 شكلاً حدیثاً من مشاھد السلخ في فیلم وثائقي بعنوان ” قیام العنقاء ” نرى فیھ الجنود الأمریكان في فیتنام وھم یقطعون رؤس الفییتكونغ ویعرضونھا في مھمة أشرفت علیھا وكالة الإستخبارات المركزیة في أواخر عام 1967 وأطلقت علیھا إسم ” العنقاء “phoenix operation ، “وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمریكیة ان عدد ضحایا عملیة العنقاء وحدھا وصل إلى 26369 قتیل ، و33358 معتقل ، بینما یؤكد روي بروسترمن ” أستاذ القانون في جامعة واشنطن أن عملیة العنقاء شملت ” فیتنام – والفلبین – والسلفادور ” وبلغ عدد ضحایا فیتنام وحدھا في الفترة بین 1968 ، 1971 ، ما یزید عن 40 ألف قتیل وأكثر الضحایا كانوا من المدنیینوالمعتقلیین جزاء التعذیب وهذه الجرائم مثبتة تاريخياً.

وكانت ممارسات التعذیب القاسية الأمریكیة المنافي للإنسانیة تتصاعد ، مع تصاعد ضراوة الحرب حیث كان الجنود الأمریكیون یطّورن من أسالیب التنكیل بالمواطنین والمقاتلین الفیتنامیین . وفضلا عن تعرض الآلاف من الفیتنامیات لعملیات اغتصاب متكررة وجماعیة على ید الجنود الأمریكیین ، فقد نُفذت أسالیب تعذیب مخیفة ، مثل إدخال قطع قصب البامبو التي تشبه الأشواك تحت الأظافر وفي أمكنة عدیدة حساسة من الجسم ، ووضع الرؤوس في الماء لفترة طویلة ، وربط الأیدي وحلمات الأثداء والخصیتین بأشرطة الھواتف ، وتعلیق الأسیر خلف عربة وجره في حقول الأرز حتى یموت ، والرمي من المروحیات أثناء تحلیقھا ، والسحق تحت جنازیر المصفحات، وقطع الرؤوس، وقطع الذراعین وترك الشخص یموت نازفاً دمه… وغیر ذلك الكثیر من معارف الولایات المتحدة راعیة السلام.

كما قّدمت الولایات المتحدة في الفيتنام النموذج المتكامل للإستخدام الوحشي لأسلحة الدمار الشامل – العوامل الكیمیاویة بشكل خاص حیث استخدمت “العامل البرتقالي- agent orange “الذي یحتوي على عامل شدید السّمیة ھو “الدیوكسین – dioxin “الذي طّھر الأراضي الزراعیة وجعلھا قاحلة وقتل مئات الألوف من الفیتنامیین أكثرھم من الأطفال، كما تعبر الولایات المتحدة ھي أول دولة تستخدم الیورانیوم المنضب الذي یُختزن في التربة لمدة أربعة آلاف عام ویسبب تشوھات الموالید وآلاف الإصابات السرطانیة.

فكيف لدولة تمتلك كل هذه السوابق في استخدام أسلحة الدمار الشامل أن تكون القاضي على من يمتلكها من دول أخرى.

لم تنتج شعارات الأمريكان سوا إن نصف ملیون طفل ولدوا بتشوھات ناجمة عن الدیوكسین ، نتیجة لاستخدام ملایین الأطنان من المواد الكیمیاویة، التي  أشبعت فیتنام الجنوبیة ، أثناء المحاولات الأمریكیة لتدمیر المحاصیل وكساء الأرض.

فجرائم الأمريكي ومجازره في الفيتنام لا تعد وأن أردنا ذكرها لملئنا كتاباً نذكر منها الأفظع إنسانياً، ففي واحدة من جرائم هذا السفاح الأمركي ذكرتها “النیویورك تایمز” في أواخر نیسان 2001 قد كشفت عن مجزرة لم یكن أحد یذكرھا لولا أن بطلها أصبح في مجلس الشیوخ ، وقد أرتكبھا السیناتور ” بوب كیري ” في شباط فبرایر 1969 في حرب فیتنام ونال جزاء بطولتھا وسام النجم البرونزى ، ویروي ، عندما كان ضابطاً بحریاً متطوعاً “غیرھارد كلان” أحد الذین شاركوا في ھذه المجزرة كیف أن السناتور بوب كیرى – الذى كان یعّده الحزب الدیمقراطى لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة – قادھم في تللك اللیلة إلى قریة ثونه فونغ حیث جمعوا 13 امرأة وطفلاً وأطلقوا علیھم النار بدم بارد ، وكیف أنھم بعد سقوط القتلى سمعوا طفلاً یبكى بین الضحایا فعاجلوه بالرصاص الكثیف . وقال إنھم بینما كانوا في طریقھم إلى مكان المجزرة ّمرواً فیه عجوزان وثلاثة أطفال فطعنوھم جمیعاً بالسكاكین ثم قطعوا حناجرھم”. و مجزرة «مي لاي» تعد الأفظع في الفيتنام:

هي مجزرة وقعت خلال حرب الفيتنام على أيادي جنود أمريكيين، وأثارت الصور التي التقطت أثناء المجزرة إلى موجة استنكار عالمية.

في صبيحة يوم 16 مارس 1968 قام الملازم الأمريكي ويليام كايلي وجنوده بتطويق قرية ماي لاي ثم قام بجمع القرويين العزل وأمر بإضرام النار في بيوتهم وقتل كافة السكان، لاقى ما بين 300 و500 مدني مصرعهم في المجزرة

بعد مرور عام على تلك الأحداث وفي شهر مارس من سنة 1969 قام الجندي رينولد ريدنهاور ببعث رسائل إلى عدة شخصيات ومؤسسات رسمية مبلغا بذلك عن الملازم وكاشفا فظاعة مجزرة كانت ستموت مع ضحاياها.

وفي يوم 20 نوفمبر قامت وسائل الإعلام بكشف القضية وبنشر صور الضحايا.

قامت محكمة عسكرية بالحكم على ويليام كايلي بسجن مدى الحياة غير أنه تم إطلاق سراحه بعد 5 سنوات عندما منحه الرئيس نيكسون عفوا خاصا سنة 1974.

وفي مقابلة لوزیر الخارجیة الأمريكي جون كيري حيث سأله الصحفي:”لقد قلت في أكثر من مناسبة أن سیاستنا في فیتنام لا تختلف عن حرب الإبادة وأن المسؤولیة تقع على عاتق كافة مستویات قیادتنا ، ھل قمت أنت شخصیا – كضابط بحریة شارك في فیتنام – بارتكاب فظاعات أو جرائم یعاقب علیھا قانون ھذا البلد ؟

جون كیري : لقد كان ھناك كل ما یخطر على بالك من ھذه الفظاعات والجرائم ، وأحب أن أعترف بأنني نعم ، نعم ، ارتكبت مثل ھذه الفظاعات والجرائم مثل الآلاف من الجنود .. لقد شاركت في مھمات قتل وتدمیر وإحراق قرى. وھذا كله انتھاك لقوانین الحرب واتفاقیات جنیف ، وكل ذلك تم بناء على أوامر مكتوبة وفقا لسیاسة حكومة الولایات المتحدة من قمة الھرم حتى القاعدة ، وإنني أعتقد أن الرجال الذین رسموا ھذه السیاسة ، الرجال الذین أعطونا الأوامر .. أعتقد أن ھؤلاء الرجال … مجرمو حرب”.

وبعد كل هذه الجرائم خرجت أمريكا مكسورة من الفيتنام بعد خسارتها الحرب أمام الصمود الأسطوري للشعب الفيتنامي ولابد من التذكير أن الفيتناميين لازالو يدفعون فاتورة العدوان الأمريكي عليهم إلى اليوم في جميع سبل عيشهم، وفي 29 مارس/آذار من عام 1975، انسحبت قوات الولايات المتحدة من فيتنام بعد معركة طويلة، انتهت بهزيمة زعيمة القطب الرأسمالي.

 

 

#الصرخة_في_وجه_المستكبرين

  

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا