تعز العز

أوجــــاع النازحيـــــن

(كلما قلنا عساها تنجلي… قالت الأيام هذا مبتداها)..
هذا حالنا في اليمن وبلا فخر.. وجدنا أنفسنا بين ليلة وضحاها أمام حرب لا ترحم، وعدوان غاشم يدمر ويقتل ويهجر ويدفع مئات الآلاف من اليمنيين إلى الرحيل من مناطقهم..
لم تشهد اليمن من قبل هذا النزوح والتهجير القسري الذي رأيناه منذ 3 أعوام ونيف.. تهجير قسري ونزوح كبير هروباً من جحيم العدوان والحرب المشتعلة في أكثر من منطقة ومكان.. وبحثاً عن مناطق آمنة يعيشون فيها بأمان..
أكثر من 3 ملايين من اليمنيين هجروا قسراً أو نزحوا إلى مناطق يمنية أخرى دون ذنب اقترفوه سوى أنهم يمنيون لا ينبغي لهم في نظر الخارج الأجنبي أن يعيشوا بأمن وأمان، ويجب أن تظل بلادهم غارقة في أتون الفوضى والدم..!
مدن تم تدميرها كلياً وهجر أبناؤها قسراً.. فرض عليها أن تعيش الألم والوجع، وأن تتحول إلى ساحات حروب وصراع يكون المواطن هو ضحيتها وحطبها.
أوجاع لا ينبغي أن تهدأ أو أن تكون لها نهاية إلا حينما يقرر الخارج الأجنبي ذلك، وبعد أن يتمكن من فرض سيطرته على البلاد ووصايته على العباد.
وجراء هذا كله تحول المواطن اليمني إلى غريب في بلده وبين أهله.. تحول إلى نازح من منطقة لأخرى في رحلة بحث عن وطن لم يعد هنا.. وطن تتقاذفه الأدواء وتتجاذبه الصراعات والأهواء والمصالح..
وطن لم يعد فيه الضعفاء يشعرون بوجوده وينعمون بأفيائه وظلاله.. وطن يئن بأوجاع وآلام النازحين الذين حوَّلهم العدوان إلى سلعة يتاجر بهم ويذرف دموع التماسيح على المعاناة التي ألحقها بهم..!
يعزفون على هذا الوتر منذ الشهر الأول على عدوانهم.. وما زالوا إلى اليوم، أي بعد مضي أكثر من 3 سنوات، يعزفون ويوزعون مناشداتهم يمنة ويسرة، ويجدون في الكارثة الإنسانية التي يعاني منها النازحون واليمنيون عموماً مادة خصبة لزيادة مكاسبهم وأرباحهم.
يعزفون على وتر الكارثة الإنسانية والمتاجرة بأوجاع اليمنيين ومعاناتهم التي تتفاقم يوماً بعد يوم..؛ كما يستمر العالم في صمته والتماهي في دعم العدوان وقادته دون حياء..
فهل مثل هؤلاء همهم المواطن اليمني..؟ هل يهمهم المواطن الذي دمروا بيته وقتلوا أفراداً من أسرته وذهب يبحث عن مأوى آخر يبكي ما ألم به من فاجعة وما فعله العدوان ومن تحالف معه من اليمنيين بداره وأرضه ومزرعته..؟!
(يقتلون القتيل ويمشون في جنازته) هكذا هم قتلة ولصوص ومرتزقة.. تجار وأمراء حروب لا يعنيهم المواطن البسيط في شيء.. وكل ما يهمهم هو الوصول إلى تحقيق أهدافهم مهما كان الثمن.

 راسل القرشي

 

#الصرخة_في_وجه_المستكبرين

  

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا